"الشناوي قد يلحق بمباراة الاتحاد".. يلا كورة يكشف حالة المصابين في الأهلي    الجمعة العظيمة: محاكمة وصلب المسيح وختام أسبوع الآلام    وكيل أوقاف الشرقية في خطبة الجمعة: الأوطان تبنى بيد الشرفاء والمخلصين    إعلان الفائزين بالمؤتمر السنوي العلمي الرابع للدراسات العليا بهندسة القناة (صور)    جولد بيليون: البنوك المركزية العالمية تشتري 16 طن ذهب خلال مارس2024.. تفاصيل    الكرتونة ب 80 جنيها، مبادرة جديدة في الشرقية لتخفيض أسعار البيض (فيديو وصور)    الإسكان تطرح أراضى للتخصيص الفوري بالصعيد، تفاصيل    القصير يبحث آفاق التعاون المصري القطري في الزراعة والأمن الغذائي    الشرقية تسترد 7 أفدنة و2317 مترًا من أملاك الدولة والزراعات    نائب وزير التخطيط يفتتح أعمال الدورة الثالثة للجنة تمويل التنمية في الدول الأعضاء بالإسكوا    الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعلن اعتراض طائرة مسيرة أطلقت من لبنان    30 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى    سموتريتش: "حماس" تبحث عن اتفاق دفاعي مع أمريكا    السفيرة مشيرة خطاب تشيد بقرار النائب العام بإنشاء مكتب لحماية المسنين    متسابقون من 13 دولة.. وزير الرياضة يطلق شارة بدء ماراثون دهب الرياضي للجري    وحدات سكنية وهمية.. ضبط سيدة استولت على أموال المواطنين ببني سويف    ضبط 299 قضية مخدرات وتنفيذ 63 ألف حكم قضائى خلال 24 ساعة    ب«تفعيل الطوارئ».. «الصحة» بالقليوبية: عيادات متنقلة بمحيط الكنائس خلال احتفالات عيد القيامة    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    الثانوية العامة 2024| مواصفات أسئلة الامتحانات    مركز السينما العربية ينظم 5 فعاليات مهمة في مهرجان كان    تعرف على إيرادات فيلم السرب في السينمات خلال 24 ساعة    شاهد.. جدار تعريفى بالمحطات الرئيسة للحج بمعرض أبو ظبى للكتاب    في الذكري السنوية.. قصة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة    فريدة سيف النصر تكشف سبب تسمية سمير غانم لها ب "فريدة سيف الرقص"    دعاء الهداية للصلاة والثبات.. ردده الآن تهزم شيطانك ولن تتركها أبداً    صور الأمانة في المجتمع المسلم.. خطيب الأوقاف يكشفها    ماذا قدمت الصحة المصرية للمصابين الفلسطينيين؟.. علاج 13 ألف من أشقائنا في غزة بالمستشفيات المصرية.. وتقديم 11 ألف جلسة دعم نفسي    أستاذ أمراض القلب: الاكتشاف المبكر لضعف عضلة القلب يسهل العلاج    الصحة: تقديم 10 آلاف و628 جلسة دعم نفسي ل927 مصابا فلسطينيا منذ بداية الحرب    التضامن تكرم إياد نصار عن مسلسل صلة رحم    فرص عمل في 55 شركة.. شروط شغل الوظائف في القطاع الخاص براتب 6000 جنيه    علام يكشف الخطوة المقبلة في أزمة الشحات والشيبي.. موقف شرط فيتوريا الجزائي وهل يترشح للانتخابات مجددا؟    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    تركيا: تعليق التجارة مع الاحتلال حتى وقف إطلاق نار دائم في غزة    توريد 107 آلاف و849 طن قمح لصوامع وشون كفر الشيخ    نقيب المهندسين: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طمس الهوية والذاكرة الفلسطينية في    برشلونة يستهدف التعاقد مع الجوهرة الإفريقية    صحف إيطاليا تبرز قتل ذئاب روما على يد ليفركوزن    رئيس البرلمان العربي: الصحافة لعبت دورا مهما في كشف جرائم الاحتلال الإسرائيلي    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    البنتاجون: نراقب الروس الموجودين في قاعدة يتواجد فيها الجيش الأمريكي في النيجر    قصور الثقافة: إقبال كبير على فيلم السرب في سينما الشعب.. ونشكر «المتحدة»    أيمن سلامة ل«الشاهد»: مرافعة مصر أمام العدل الدولية دحضت كافة الأكاذيب الإسرائيلية    الوزراء: 2679 شكوى من التلاعب في وزن الخبز وتفعيل 3129 كارت تكافل وكرامة    "مضوني وسرقوا العربية".. تفاصيل اختطاف شاب في القاهرة    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    أسعار الفراخ اليوم الجمعة 3-5- 2024 بعد انخفاض الكيلو في بورصة الدواجن    مصر أكتوبر: اتحاد القبائل العربية يعمل على تعزيز أمن واستقرار سيناء    واعظ بالأزهر ل«صباح الخير يا مصر»: علينا استلهام قيم التربية لأطفالنا من السيرة النبوية    وزير التنمية المحلية يهنئ محافظ الإسماعيلية بعيد القيامة المجيد    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    عبد المنصف: "نجاح خالد بيبو جزء منه بسبب مباراة ال6-1"    هل مسموح للأطفال تناول الرنجة والفسيخ؟ استشاري تغذية علاجية تجيب    تشكيل الهلال المتوقع أمام التعاون| ميتروفيتش يقود الهجوم    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد المرات.. اعرف التصرف الشرعي    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    «تحويشة عمري».. زوج عروس كفر الشيخ ضحية انقلاب سيارة الزفاف في ترعة ينعيها بكلمات مؤثرة (صورة)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قيادي بالوطني يتهم نظيف بالوقوف وراء قمع المظاهرات .. وتأكيدات بأن جناح مبارك الابن حسم معركة الأجنحة بالوطني .. ودعوة لمصالحة وطنية تشمل إطلاق جميع المعتقلين .. وانتقادات لاذعة للبابا شنودة بسبب هجومه على كفاية .. واتهام المعارضة بالتحرش بالحكومة
نشر في المصريون يوم 09 - 08 - 2005

استمرت صحف القاهرة اليوم في متابعة تطورات معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة ، حيث كان لافتا للنظر وجود تحرك منظم من جانب بعض الأقلام الصحفية المقربة من الحزب الوطني للترويج إلى أن الجناح الإصلاحي بالحزب قد حسم المعركة مع الحرس القديم لصالحه ، وأن الرئيس مبارك هو الذي حسم هذه المعركة من خلال تبنيه لأفكار الجناح الإصلاحي وهو ما وضح في خطاب الترشيح الذي ألقاه في مدرسة المساعي المشكورة . وكان لافتا للنظر أيضا أنه للمرة الأولى يتم توجيه أصابع الاتهام إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء بالوقوف وراء قيام قوات الأمن بقمع المظاهرات المطالبة بالإصلاح ، كما تكررت النداءات الموجهة للرئيس مبارك بحسم الصراع بين أجنحة الحزب الوطني وإعلان تبنيه لأفكار الجناح الإصلاحي . في المقابل ، استمرت صحيفة " الوفد " في حملتها القوية للترويج لبرنامج الدكتور نعمان جمعة مرشح الحزب لانتخابات الرئاسة ، حيث طرحت الصحيفة مشروع مصالحة وطنية تشمل إطلاق سراح جميع المعتقلين وتصفية أوضاع المعتقلات في مصر . بينما طالب البعض من الرئيس القادم بأخذ العبرة والدرس مما فعله الرئيس هوجو شافير في فنزويلا حيث وضع خطة قومية لتطوير قطاعي التعليم والصحة ، وهو ما جعل الشعب يدافع عنه في مواجهة المخططات الأمريكية الرامية لإبعاده عن الحكم . صحف اليوم ، شهدت أيضا هجوما عنيفا على موقف البابا شنودة من الحركات المطالبة بالإصلاح وهجومه الحاد على جورج أسحق المنسق العام لحركة كفاية ، حيث رأي البعض في هذا الهجوم تجاوزا غير مقبول من جانب الكنيسة ، فضلا عن أنه قد يكون مقدمة لتأثيم ومعاقبة المعارضين للرئيس مبارك دينيا . وننتقل إلى التفاصيل حيث المزيد من الرؤى والتحليلات . نبدأ جولتنا اليوم من صحيفة " المصري اليوم " المستقلة ، حيث أعلن الدكتور إبراهيم البحراوي عضو أمانة السياسات بالحزب الوطني ما يشبه " إبراء ذمة " من الاعتداءات التي تعرض لها نشطاء المعارضة على يد قوات الأمن ، قائلا " إن قوات الأمن المصرية هي قوات نظامية تخضع لسلطة سياسية ويقوم أداؤها على الالتزام بتنفيذ الأوامر الصادرة لها من القيادة السياسية وبالتالي فإن تحميلها المسئولية أمر ليس في محله والدليل على ذلك أنها كانت تتصرف بضبط نفس عندما كانت الأوامر الصادرة لها تنص على ذلك قبل زيارة رئيس الوزراء نظيف إلى واشنطن وهو ما يعني أن مسؤولية التجاوزات تقع على مستوى السياسي الذي أصدر لها الأوامر والتي تتجاوزا سلطاته سلطات وزير الداخلية بالقطع وهو رئيس مجلس الوزراء. أنني ألح في مناشدتي للرئيس مبارك الذي هو رئيس الحزب الوطني بأن يحسم موقفه من الصراع الفكري الجاري داخل الحزب بين التيار الذي تقوده لجنة السياسات والداعي إلى التطوير الديمقراطي وتغيير طبيعة النظام السياسي من نظام سلطوي شمولي إلى نظام يقوم على التعددية الحقيقية والمنافسة لصالح مصر وبين التيار التقليدي المشبع بثقافة الحكم السلطوي الشمولي الداعي لإحكام القبضة الحديدية على الحراك السياسي وإظهار العين الحمراء للمعارضين وتقييد الإصلاحات الدستورية والحريات ". وأعتبر البحراوي أنه " ليس من مصلحة الرئيس أن يظل موقفه متأرجحا بين التيارين وعليه أن يختار الشكل الذي يريد أن يسجل له في التاريخ في ولايته الخامسة فإما أن يختار صورة الحاكم الشمولي. إنني سأحرص بعد نشر هذا المقال على إيصاله بكل الطرق إلى قيادات الحزب الوطني فإذا لم يعجبهم توجهي الفكري فإنني أرجوهم إعفائي من دعوة الانضمام لأمانة السياسات لكي يفترق الخيط الأبيض عن الخيط الأسود أما إذا أبقوا على دعوتهم لي بالبقاء في الأمانة سيكون ذلك علامة على قبول أفكاري أو هكذا سأفهم. إن دفاعي عن حقوق المتظاهرين لا يدخل فيه بالقطع السماح لهم بالتجاوز أو التعدي على ضباط ورجال الشرطة وبالتالي فإنني أستنكر قيام أحد المتظاهرين يوم الأربعاء الماضي بالتعدي باللكمات على ضباط الشرطة القائمين على حراسة المظاهرة وأؤكد هنا إنني ضد على أشكال العدوان على أي مصري عسكريا كان أو مدنيا من أي طرف ". نبقى مع نفس الموضوع ، لكن نتحول إلى مجلة " الأهرام العربي " الحكومية ، حيث اعتبر الدكتور عبد المنعم سعيد العضو البارز باللجنة السياسات أن مبارك حسم خياره بالفعل وأنضم للجناح الإصلاحي ، قائلا " ليس سرا علي أحد أن الحزب الوطني الديمقراطي يتنازعه اتجاهان‏:‏ اتجاه يري الحزب طبعة أخيرة من تنظيمات ثورة يوليو مثل هيئة التحرير والاتحاد القومي والاتحاد الاشتراكي العربي وحزب مصر حيث يلتحم الحزب بالدولة ويصبح الشمس التي تدور حولها كواكب القوي والتيارات السياسية‏,‏ واتجاه آخر يري أن عصر تنظيمات ثورة يوليو قد ولي‏,‏ ولم يعد ممكنا بل مستحيلا التحام الدولة بالتنظيم السياسي لأن الدولة ذاتها بات عليها أن تنسحب كثيرا أو قليلا لكي تعطي الفرصة للمجتمع لكي يدير أموره‏.‏ وما بين هذا الاتجاه وذاك يوجد الرئيس مبارك رئيسا للدولة والحزب الوطني الديمقراطي محاولا إقامة التوازن ليس فقط داخل الحزب بل أيضا بين جميع القوي السياسية في مصر‏,‏ وهي محاولة دقيقة وحرجة ولكنها تكفي لتقرير سرعة وحجم العلاقة بين الاستمرارية والتغيير‏.‏ ورغم مكاسب حققها الإصلاحيون هنا وهناك في صناعة القوانين المكملة للمادة الدستورية المعدلة‏,‏ ورغم رفض المحكمة الدستورية العليا لسبعة مواضع جاء بها قانون الانتخابات الرئاسية‏,‏ فإن القوي المحافظة نجحت في تحجيم نتائج التعديل الدستوري‏,‏ وأكثر من ذلك لم تفلح في اكتساب ثقة أحزاب المعارضة الرئيسية للاستمرار في الساحة السياسية سواء فيما تعلق بالمشاركة في الاستفتاء الخاص بتعديل المادة‏76‏ أم حتى المشاركة في الانتخابات الرئاسية‏.‏ وأضاف سعيد " لحسن الحظ أن ذلك لم يكن نهاية العالم‏,‏ فلم يعد ممكنا أن تبقي الأمور علي حالها في عالم متغير‏,‏ ومصر متغيرة بسرعة‏,‏ وعندما جاء موعد خطاب الرئيس مبارك للترشيح لفترة خامسة لرئاسة الجمهورية كان التيار الإصلاحي في الحزب قد نجح في طرح الطريق ومحتوي المراجعة شبه الكاملة للدستور‏,‏ ونجح أكثر في وضع قانون الطواريء موضع المساءلة وطرح خيارا آخر هو وضع قانون للإرهاب‏.‏ وكلا الموضوعين الدستور وقانون الطواريء كانا من الأبقار المقدسة التي لا يجوز المساس بها‏,‏ وإذا ما تم المساس فإن ذلك يكون نهاية العالم ونهاية الاستقرار في مصر‏.‏ لقد جعل هذا الإعلان يوم إعلان الرئيس عن ترشيح نفسه يوما طيبا للإصلاحيين‏,‏ ويوما من تلك الأيام التي يفكر فيها المحافظون كيف يأخذون الحيوية والطاقة من عملية مراجعة الدستور وعملية صناعة القانون المناهض للإرهاب بحيث لا يختلف عن قانون الطواريء‏,‏ بل يجعل الندم حال المناصرين للحرية في البلاد‏!‏ . علي أية حال فإن ذلك سوف يكون موضوع الخلاف والتوتر خلال المرحلة المقبلة‏,‏ وربما انشغل الجميع خلال الأسابيع القليلة المقبلة بالانتخابات الرئاسية والنيابية‏,‏ ولكن جدول الأعمال المصري خلال المرحلة التالية قد تحدد حول مراجعة الدستور لكي نصل في النهاية إلي دستور عصري ديمقراطي يصلح لمواطنين أحرار في وطن حر‏,‏ وحول قانون يكفل الأمان للمواطنين ويحافظ علي حرياتهم في نفس الوقت‏.‏ ولكن هناك موضوعا آخر ينبغي دفعه إلي مقدمة الساحة السياسية سواء كان ذلك متعلقا بالتيارات المحافظة والإصلاحية داخل الحزب الوطني أم التيارات الإصلاحية والمحافظة في البلاد كلها والمتعلقة بأجهزة الإعلام القومية والتي لا تزال مملوكة للدولة أو تهيمن عليها الدولة بصورة كبيرة‏.‏ مثل هذا الحال لا يصلح في بلد ديمقراطي‏,‏ ولا يمكن لأحد أن يتخيل ملكية مجلس اللوردات البريطاني لصحيفة التايمز أو الجارديان أو الديلي تليجراف‏,‏ أو يتخيل ملكية مجلس الشيوخ الأمريكي لصحيفة النيويورك تايمز التي هي صحيفة قومية بكل المعايير الأمريكية التي تجعل الإدارات الأمريكية تأتي وتذهب ديمقراطية أو جمهورية‏,‏ ولكن في كل الأحوال تبقي الصحيفة معبرة دائما عن المصالح الأمريكية العليا في الداخل والخارج‏.‏ مثل هذا الارتباط بين الصحافة القومية المصرية ومجلس الشورى لا يوجد له مثيل في العالم كله‏,‏ بل إن الصيغة الخاصة بالمجلس الأعلى للصحافة هي صيغة شمولية في عباءة ديمقراطية‏ ،‏ وحتى احتكار نقابة واحدة لكل توجهات الصحافة لم يعد من الصيغ المعمول بها في بلد ديمقراطي محترم "‏.‏ الصراع بين أجنحة الوطني ، يقودنا إلى صحيفة " نهضة مصر " المستقلة ، حيث قال محمد الشبة " اضبط نفسي متلبسًا بالإعجاب بالدكتور أسامة الغزالي حرب كلما قرأت له أو شاهدته يتحدث في التليفزيون. وحتى وإن اختلفت معه لا يسعني في كل مرة إلا أن أحترم عقله وفكره وأشعر باستمرار أن الرجل تحركه وطنية مصرية خالصة وخوف حقيقي علي البلد ومستقبلها. وتابعت حركته داخل الحزب الحاكم وبين صفوف أمانة السياسات التي ينتمي إليها ضد الصياغة التي خرج بها تعديل المادة "76" من الدستور، بل وتصويته ضدها في مجلس الشورى والضجة التي أثارها مواقفه والتي اكتسب بعدها احترام كل العقلاء داخل الحزب وخارجه. وكان هذا الموقف بمثابة إعلان متحضر أمام العالم بأن هناك بقعة ضوء ديمقراطية داخل حزب الأغلبية. وهذه الأيام يعود د. أسامة إلي إحياء أكثر معاركه سخونة وإثارة للجدل عندما يصر في ندوة أقامتها مكتبة الإسكندرية بأنه لا مستقبل للديمقراطية في مصر بدون إشراك جماعة الإخوان المسلمين في العملية السياسية، وقوله بأن الخوف من الإخوان هو أحد توابع الحكم الديكتاتوري. ود. أسامة يستند في طرحه إلي أن جماعة الإخوان غيرت خطابها السياسي غير الديمقراطي الذي كانت تلتزم به منذ عشرينيات القرن الماضي، وقال إن هناك داخل الجماعة الآن قيادات مستعدة للحوار والقبول بالعمل في ظل دولة تؤمن بالتعددية الحزبية وتداول السلطة. وكان د. الغزالي قد أطلق نفس الدعوة خلال مؤتمر الإصلاح بالإسكندرية قبل عدة أشهر، وبعدها أعلن الرئيس مبارك بنفسه خلال كلمته للتاريخ مع الإعلامي الأستاذ عماد الدين أديب أنه لا يعارض عمل الإخوان بالسياسة كأفراد داخل الجماعة السياسية المصرية من خلال الأحزاب الشرعية ". ولفت الشبة إلى أن " جماعة الإخوان لم تتلقف الكرة وفشلت حتى الآن أن تحرز هدفا في مرمي السلطة بإصرارها علي العمل بنفس آلياتها التنظيمية المعروفة، بل إنها رفعت سقف حركتها السياسية في الشارع ودخلت مع أجهزة الأمن في لعبة تكسير العظام، وتعالت شعاراتها الصاخبة في المظاهرات مصحوبة بظاهرة رفع المصاحف، وهو ما أدي بالكثيرين حتى من المتعاطفين مع دعوة د. الغزالي إلي الانقلاب علي الإخوان والخوف منهم. إن د. أسامة الغزالي حرب عندما يعلن مساندته العلنية لحق الإخوان في العمل السياسي، بل ويزيد عليها مطالبته بوقف قانون الطوارئ الذي يسجن بموجبه نشطاء الإخوان وغيرهم، فإنه كان الأجدر بجماعة الإخوان أن تستفيد من دعوة مفكر سياسي كبير، وأن تركز حملتها علي شرح "خطابها الديمقراطي الجديد" الذي يشير إليه د. أسامة، ولابد أن يعرف الناس ما هو موقف الإخوان مثلا من تعديل الدستور، وهل يقبلون دستورا علمانيا يلغي النص علي الدين في مادته الثانية باعتباره المصدر الرئيسي للتشريع. كما تطالب بعض القوي السياسية، وما هو موقفهم من الأقباط، ومن المرأة، وهل يمكن أن يقبلوا نساء وأقباطا في حكومتهم إذا تولوا السلطة، وما هو موقفهم من الناصريين والشيوعيين ومن قضايا رئيسية مثل الإرهاب وتنظيم القاعدة، وهل يعتبرون الظواهري والزرقاوي إرهابيين أم مجاهدين، وكيف سيتعاملون مع أمريكا وإسرائيل واتفاقية السلام والتطبيع؟! .. إن هذه وغيرها من التساؤلات تمثل نوعية صغيرة من المخاوف التي يشعر بها البعض تجاه الإخوان، إذا وصلوا للحكم، وعلي جماعة الإخوان تحديدا وليس د.أسامة الغزالي حرب الإجابة عنها، قبل أن يطالبوا بحزب سياسي أو حتى أن يعملوا تحت مظلة أحد الأحزاب القائمة! ". ننتقل إلى صحيفة " المصري اليوم " ، حيث شن حمدي رزق هجوما عنيفا على البابا شنودة بسبب وصفه لجورج اسحق المنسق العام لحركة كفاية بأنه ليس ابنا للكنيسة ، لكن رزق رد على ذلك قائلا " لا تثريب على قداسة البابا شنودة الثالث أن يحب الرئيس مبارك وأن يدعو الأقباط لانتخابه لولاية خامسة فليس على المحببين من حرج كما أن الشعب القبطي ليس مجبرا على أتباع
نصيحة البابا فلكل هواه السياسي والقلب وما يريد في انتخابات أرادها الرئيس نفسه تعددية وانتوى الترشح لها ثلاثة أقباط وسط غبطة من الحادبين على الإيجابية القبطية التي تجلت في أقدام هؤلاء المواطنين الأقباط على مجرد سحب أوراق الترشيح وأن لم تنطبق عليهم الشروط. كما أن البابا قد يرى أن مستقبل الأقباط في وجود الرئيس مبارك مطمئن قياسا على السوابق خلال ال24عاما الماضية والتي شهدت تحسنا في الأوضاع القبطية ومحاولات جادة لتفكيك المشاكل المزمنة من بناء وترميم الكنائس إلى المساواة في التوظف والمناصب إلا من بعض استحقاقات في النصيب القبطي في المناصب السيادية الرفيعة ويطمع البابا في مزيد من كرم مبارك في تلك القضية أيضا. رهان البابا على مبارك مشروع فالبابا يرى أن مصلحة الأقباط في استمرارية مبارك في الحكم وله في ذك حيثيات قد يتفق أو يختلف معها البعض ولكن أن ينعت قداسته أحد كبار المعارضين الأقباط بما ورد في حواره مع ثناء يوسف مراسلة أخبار اليوم في نيويورك فهذا ليس من مصلحة البابا ولا الأقباط ولا المصريين جميعا باعتبار أن البابا مصري ولنا كمسلمين حق فيه مثل الأقباط تماما وكما أنه لنا على شيوخنا حق النصيحة فأن لنا على البابا وأساقفته الكرام حق النصيحة فليس متصورا أن يحكم البابا على جورج إسحاق مقرر حركة كفاية بأنه ليس ابنا للكنيسة ورغم أن جورج قبطي أرثوذكسي أبا عن جد ويستجير بالعذراء البتول عند الشدائد ولربما يؤدي صلواته قبل الخروج لمظاهرات الشوارع التي تقترب العصى فيها من الرءوس وتكاد تزهق فيها النفوس ". وأضاف رزق " حكم البابا على جورج هكذا يبدوا قاسيا تقشعر منه الأبدان فإخراج قبطي عرف بإخلاصه للكنيسة من بنوتها بتصريح صحفي يبدو خارج أي سياق إنساني وديني مقبول ويجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا أن تتسع دائرة المرفوضين كنسيا من المعارضين المتظاهرين المناهضين ليس لولاية قداسة البابا وتلك هي المفارقة ولكن لولاية الرئيس الذي لم يخرجهم من بنوة مصر رغم ما يلقاه من معارضة يرى البابا أن بعضها يستغل الديمقراطية أسوء استغلال ويتعدى البعض حدود تلك الحرية التي أتاحها مبارك لشعبه. وأخشى أن تحذو المرجعيات القبطية والأزهرية حذو قداسته وتخرج من الملة المعارضين للرئيس وتحظر على متظاهري كفاية الاقتراب من الكنائس والمساجد إلا بعد التوبة النصوح والعودة إلى جادة السبيل ورفع لافتات تأييد الرئيس. يقينا جورج ابن هذا الوطن وتلك الكنيسة الوطنية ولن يخرجه من قلوبنا قبل قلوب الأقباط غضبة البابا مما ارتآة من معارضة جورج لترشيح الرئيس لأن تطبيق هذا العقاب البابوي على جورج والقبول به والسكوت عنه يعني إمكانية تطبيقه على أقباط ومسلمين معارضين آخرين وهذا عقاب للوطن قبل أن يكون عقابا للمعارضين ". نتحول إلى صحيفة " الوفد " المعارضة ، التي انخرطت بقوة في معركة الدعاية لمرشح الحزب في انتخابات الرئاسة ، حيث لفت عباس الطرابيلي إلى أنه " لا أحد يعلم في مصر ولا حتى رئيس الوزراء العدد الحقيقي للمعتقلين في مصر.. ولا أحد يعلم كم منهم صدرت ضده أحكام بالسجن.. وكم منهم معتقل دون أي حكم.. ولا أحد يعلم كم منهم انتهت المدة المحكوم بها عليهم.. ورغم ذلك مازالوا رهن الاعتقال.. ولا أحد يعلم كم عدد المعتقلين وفقا أو في ظل قانون الطوارئ ومن منهم في سجون عامة.. أو حتى في التخشيبة. المهم أن عدد المعتقلين هو سر الأسرار، بل هو السر الأكبر في حياتنا السياسية.. ولهذا زادت عدد المعتقلات ويكاد طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي بما فيه من معتقلات جديدة يصبح سجنا عاما يراه كل عابري هذا الطريق الحيوي.. ويمصمصون شفاههم ثم يواصلون طريقهم، والأسى يملأ كل وجوههم.. وفرق كبير بين معتقل أو متحفظ عليه بقرار من النيابة العامة تحت قضية معينة.. وبين معتقل لا يعرف لماذا تم اعتقاله أو المدة التي سوف يمضيها.. إن كانت هناك نهاية لهذا الاعتقال.. وأضاف الطرابيلي " نعترف أن الإرهاب يجب أن يواجه.. وان نتصدى له جميعا لأنه يمس لقمة عيش كل المصريين.. ولكن الاعتقال المطلق لا يخدم أي قضية.. وإذا كان سوء التعامل مع أبناء شمال سيناء عقب جريمة طابا التي يلفظها كل مصري قد انعكس كما يدعي البعض علي أحداث شرم الشيخ، وهي أحداث كئيبة ومؤلمة.. فإن الاعتقال غير المسبب لا يبرر أي اعتقالات أخري، مهما كان السبب.. من هناك فإن القضاء المدني هو الامثل لمواجهة كل هذه الحالات. إن معظم أعمار المعتقلين هم في سن الفتوة والشباب.. ونحن لا نخسر قوتهم الإنتاجية فقط.. بل ندمرهم تدميرا هم وكل أفراد عائلاتهم، وما أكثر هذه العائلات التي يتحول أفرادها إلي أعداء ليس للنظام فقط.. بل لكل الوطن. ومن هنا لماذا لا نتجمع حول نقطة سواء تزيل الجفوة بين الدولة وبين كل هؤلاء.. ولماذا الإصرار علي أن تخسرهم مصر.. ولا تستفيد منهم.. لماذا لا نتحاور معهم لإنقاذ من يمكن إنقاذه منهم.. أفرجوا عن المعتقلين.. كل المعتقلين لنبدأ صفحة جديدة مع كل المصريين.. مطلوب مصالحة مصرية مصرية تنقذ من بقي من شباب مصر ". نبقى مع صحيفة " الوفد " ، حيث دافع محمد علوان عن قرار الحزب ترشيح الدكتور نعمان جمعة لانتخابات الرئاسة ، قائلا " إن اسلم وسيلة للنضال ضد الدستور الحالي والنظام الحالي هو منازلته علي ساحة الانتخابات رغم مشقة المعركة وقصر المدة فإن النضال للتغيير والإصلاح يكون من خلال الشارع السياسي وقواه السياسية الايجابية الفعالة بلا هروب من مواجهة حتمية مع النظام آنية لا ريب فيها ولتكن معركة الرئاسة هي بداية للشرارة الأولي والانطلاقة الحقيقية فالقرار الآن في يد الشعب وهو القادر علي إسقاط النظام ؟؟ والموقف السلبي في الامتناع هو هروب من المواجهة مهما تضاءلت فرص التكافؤ ولنثق في جماهير شعب مصر وعطائها في وقت الأزمات . إن في قرار الوفد إنقاذ المصريين من مسار في طريق حالك الظلام. إن التغيير لا يأتي إلا عن ثلاث طرق هي: الأولي: الثورة الشعبية والإطاحة بالنظام كله مما قد يقودنا إلي المهالك ولا نعلم سوء المصير وقد تؤدي المؤشرات الداخلية أو التدخلات الدولية إلي هذا المنحني الخطير ولا يعلم إلا الله مداه. الثانية: انقلاب عسكري وقد جربناه ومازالت التجربة ماثلة في أذهان جيلنا، لم يعاصرها شباب اليوم ويكفي أن استشهد علي المساوئ بأن القابضين علي كراسي الحكم الآن هم من فصيل انقلاب 1952 وأسوأ ما فيه الديكتاتورية والاستبداد وقتل روح المواطن المصري مما أصابه بالإحباط والذل والامتهان أمام سطوة الحكم وشهوة جمع المال والفساد. وحاليا مازالت المعتقلات تحوي الآلاف منهم لا جدال أبرياء قضوا أكثر من عشر سنوات بلا محاكمة تحت دعوى الإرهاب والتطرف أغلبهم ماسك علي دينه أو يدفع ثمن قرابته لمتطرف أو قضي فترة الحكم عليه بالسجن فقبضوا عليه لقضاء المدة فاعتقل ليقضي بقية حياته محروما من حريته. ثالثا: طريق الشرعية الدستورية وهذه وسيلة الوفد في تغيير النظام لأنها الخط الملائم لأوضاعنا الداخلية لإنقاذ الوطن وأعتقد أن كل أطياف المعارضة السياسية الحالية تسير وفق هذا المنهج فكلها تريد إصلاحا بالضغط أو التظاهر وقد واتتنا فرصة تغيير رئيس الجمهورية، وأضاف علوان " الدستور مهما كانت عيوبه ونقائصه وعوراته فهو الحكم حتى نغيره بيدنا لا بيد غيرنا وفي يدنا السلاح والمقاومة في المعركة الدستورية لا تترك الساحة لكل مغامر أو سلطة لنكتب شهادة وفاة جديدة لهذا الشعب لترك الساحة خاوية. وإني لأتساءل لمن يحملون شعار المقاطعة.. أي مقاطعة هذه التي يتغزلون بها، ألم يشارك الكل في انتخابات مجلس الشعب وكلنا يعلم ما يحدث فيها.. أنشارك لاختيار نائب تحت سطوة التزوير والبلطجة ولا تشارك في انتخاب رئيس الجمهورية فأيا كانت النتائج فالمشاركة في انتخابات رئيس الجمهورية أشد فاعلية وأقوي خاصة أنها مقدمة تعاصرها انتخابات مجلس الشعب وكلاهما يخدمان الهدف فالتغيير لن يأتي إلا علي يد رئيس جمهورية واع بمطالب المعارضة تحققا لها وقد يؤدي انتصارنا إلي رفع القيود وعوامل التزوير المتوارثة في انتخابات مجلس الشعب، وأن تأتي بمجلس جديد ورئيس جمهورية جديد، يقودان عملية التغيير والإصلاح السياسي والدستوري وهيكلة الدولة والقضاء علي الفساد السياسي الذي نعيشه هذه الأيام والقضاء علي الانتهازية السياسية التي نراها علي الساحة السياسية من غلاة التطرف السياسي أو الاجتماعي أو الاقتصادي من خلال برنامج سياسي رائد في ظل عقد اجتماعي جديد . وعلي قوي المعارضة الحقيقية لا المظهرية أو العنترية أن تتجمع ولا تترك الميدان بدلا من أن نترك الميدان لأشخاص تم زرعهم ضمن المرشحين لإعطاء الانتخابات الشكل الخارجي، أما نزول مرشح حزب الوفد ووراءه الجماهير بأصواتها التي تقرر فهي خطوة جريئة علي الطريق الصحيح " . نعود مجددا إلى صحيفة " المصري اليوم " ، حيث رأي سليمان جودة أن " تجربة الرئيس شافيز في فنزويلا مثيرة جدا وفيها ألف درس لمن أراد أن يتعلم من الحكام فعندما أعيد انتخابه عام 2000 كانت عنده خطة واضحة لبلاده وكان عنده برنامج انتخابي رئاسي شديد الطموح وما كاد يبدأ في مباشرة مسئولياته حتى انخرط بكامل طاقته في تنفيذ بنود البرنامج وكان التعليم ومعه الصحة على رأس البنود فاتفق مع كوبا على أن يعطيها حاجتها من النفط مجانا نظير أن تبعث إليه بعشر آلاف مدرس يعيد بهم مليوني طفل إلى مقاعد الدراسة وعشرة آلاف طبيب يرعى بهم أبناء المناطق الفقيرة وكان تقديره ولا يزال أن شعبا بلا تعليم حقيقي لا أمل عنده ولا مستقبل وعندما انقلبت عليه الولايات المتحدة الأمريكية ودبرت انقلابا ضده أعادة الشعب إلى القصر الرئاسي في 48 ساعة وتحدى أمريكا كلها وأفسد مخططها فلم تستطع أن تفعل شيئا فوقفت عاجزة!!.. ونحن أشد الناس حاجة إلى برنامج انتخابي رئاسي أقرب ما يكون إلى برنامج شافيز خصوصا في التعليم والصحة ولن يكون البرنامج من أجل إعادة الأطفال الذين تسربوا من التعليم إلى مقاعد الدراسة فقط وإنما من أجل إعادة تأهيل الموجودين على المقاعد فعلا من المدرسين والطلاب معا ". وأضاف جودة " إذا لم يكن عندنا نفط نبيعه في سبيل هذا الهدف فعندنا ما هو أغلى من النفط أقصد عقول المصريين الذين إذا عملوا في مناخ غير مصري أبدعوا وتفوقوا وأنجزوا وإذا عملوا بيننا فشلوا وتكاسلوا وتراجعوا . لدينا عقول على أعلى مستوى تنتظر التوجيه والرعاية من أجل هدف واحد هو النهوض بالتعليم من القاع الذي انحدر إليه إلى صورة التي تليق بنا فلا يزال تعليمنا من المدرسة إلى الجامعة يعتمد على الكراسة وأجندة المحاضرات والقلم وهذه أشياء بدائية انقرضت في البلاد التي يحظى أبناؤها بتعليم جاد. التعليم في حاجة شديدة إلى عملية نسف كاملة وفي حاجة إلى أسلوب جديد وطريقة جديدة ومضمون جديد كما أن تجارب الآخرين متاحة أمامنا ونستطيع أن نأخذ ونستعير منها ما نشاء وليس من الظاهر حتى الآن أننا نتطلع إلى التعليم بالدرجة الواجبة من الجدية ولا بالدرجة الكافية من الاهتمام فلا تجعلوا لأحد من المرشحين نصيبا في أصواتكم إذا لم يكن التعليم بالصورة الني رأها ويرأها شافيز هو هاجسه الأول والأخير ". ننتقل إلى مجلة " روز اليوسف" الحكومية ، ورئيس مجلس إدارتها كرم جبر ، الذي شن هجوما عنيفا على الانتقادات الأمريكية لقيام أجهزة الأمن المصرية بقمع متظاهري حركة كفاية ، قائلا " كثرة التصريحات التي تصدرها الخارجية الأمريكية، وتعرب فيها عن الشعور بالقلق والخوف إزاء الحريات في مصر.. جعلت المسألة هزلية وفيها تضخيم ومبالغة، وتجعلنا نقترح على المتحدث الرسمي «توم كيس» أن يهدأ ويتروى.. وأن يتقصى الحقائق من كل الأطراف، وألا تقتصر نظرته فقط على "الفرقعة" الإعلامية التي تصطنعها بعض الفضائيات والصحف، وترددها وراءها بعض الدوائر الأمريكية دون تدقيق. آخر احتجاج أمريكي كان بمناسبة ما حدث في مظاهرات ميدان التحرير يوم السبت الماضي، وقال «كيس» إن "أي نوع من الترهيب أو التحرش بجماعات المعارضة يتعارض مع الانتخابات الحرة والنزيهة" ! اختزل "كيس" كل الحراك الديمقراطى الذي يحدث الآن في مصر في شىء واحد هو "تحرشات" يوم السبت.. ولم ير في الصورة المضيئة غير هذا الجانب المظلم.. لم يتحدث - مثلا - عن عودة الشهية السياسية للمجتمع وإقبال مصريين بسطاء وحزبيين كبار
على الترشيح لانتخابات الرئاسة.. وكان من يتجاسر ويفكر في ترشيح نفسه قبل ذلك إما أن يعتبر مجنونا فيريح ويستريح، أو أن يوصف بأنه خائن وعميل ومعاد لمصر! . وتجاهل "كيس " خمس مظاهرات أخرى وقعت في نفس أسبوع "التحرشات" في الأوبرا وطلعت حرب ووسط البلد، وشارك فيها أعضاء من حركات التغيير و"كفاية" والأحزاب السياسية والفنانين والصحفيين.. وغيرهم، رفعوا اللافتات وهتفوا وسبوا ومدحوا وفعلوا ما يريدون، ثم انصرفوا إلى بيوتهم في أمن وسلام دون أن يتعرض لهم أحد " . وأضاف جبر " من الآن فصاعدا، سوف يحاول " لوبى الاستفزاز" أن يلحق أي خطأ أو نقيصة أو مشكلة بانتخابات الرئاسة، فالهدف هو تشويه كل شىء والضغط والاستفزاز والابتزاز.. للإيحاء بأن مصر ليس فيها إلا سحل المتظاهرين وضربهم بالعصي والهراوات والقنابل المسيلة للدموع، وإراقة دمائهم على الإسفلت! سوف يستمر هذا السيناريو ويتصاعد ويتضخم في الأسابيع المقبلة، وسوف يظهر عشرون وثلاثون ومائة "مضروب" " مسحول"، و"منزوع الملابس"، وتصور الفضائيات وتكتب الصحف، ويشعر المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بالقلق والخوف، ويصدر بيانات الإدانة والاحتجاج. سوف نقرأ عناوين من نوع "الحزب الوطني يبدأ حملته الانتخابية بسحل المتظاهرين في الشوارع" أو "قرار ضرب المتظاهرين صدر على أعلى مستوى سياسي".. وسوف نشاهد صور "تهاني الفولي" التي انتزع فتوات الوطني ملابسها الداخلية، و"حسن نعمان" الذي كسروا ذراعه و"سيد مدبولي" الذي سحلوه على الأرض عشرة أمتار.. الهدف من كل ذلك هو تشويه صورة انتخابات الرئاسة ووصفها بالتزوير حتى قبل أن تبدأ، وهى اللعبة الخطيرة التي يجب الانتباه لها. نحن مقبلون على مرحلة الاستجداء بالشاش والقطن والميكروكروم، مثلما حدث في مظاهرة السبت التي فطرت قلب مستر "كيس"، فرقص على أنغام "لوبي الاستفزاز" وأعضاءه الذين يفعلون كل ما يفعلون حتى تزداد الضغوط الخارجية على بلادهم، فأصدر بيانا احتجاجيا دون أن يسأل نفسه: ماذا يمكن أن تفعل السلطات في بلاده إذا حدث في نيويورك مثلما حدث في ميدان التحرير؟! . ليس مقصودا من التحليل السابق تبرير بعض التجاوزات التي تحدث ضد المتظاهرين في مصر بغطاء أن أمريكا مثلنا تقمع المتظاهرين أيضا .. المقارنة لا تجوز والأوضاع في القاهرة ليست مثل نيويورك، لكل مجتمع ظروفه ومشاكله وهمومه.. ولكن دوائر صنع القرار في أمريكا يجب ألا تدس أنفها في الشأن المصري قبل أن تتفهمه تماما حتى تتسم قراراتها وردود أفعالها بالهدوء والتروي وتكون عاملا مؤثرا في الوصول إلى هدف مشترك هو الانتخابات الحرة والنزيهة ولا تثير الغضب ولا الاستفزاز ولا الاستنكار بين قطاعات كبيرة من المصريين. الأمن هو الأمن سواء في القاهرة أو واشنطن أو نيودلهي، ولندن، وبكين ، وجزر القمر .. مهمته هي تنفيذ القانون وتحقيق الانضباط والتصدي للفوضى ومقاومة عمليات ترويع الآمنين.. فلماذا في مصر - بالذات- يعتبر الأمن هدفا ثابتا في كل أزمة أو مشكلة.. إذا تصدى للفوضى يُتهم بالقسوة والبربرية وإذا راقب من بعيد يتهم بالتراخي والخلل، ليس من مصلحة المجتمع ضرب الروح المعنوية لجهاز الأمن المصري وابتزازه وتشويه سمعته .. الأهم هو تحفيزه على أداء مهمته في حدود القانون دون تجاوز أو انحراف.. وشتان بين ذلك وبين الدعوة إلى ضرب هذا الجهاز الوطني دون أن يكون هناك بديل! " . نختتم جولتنا اليوم من صحيفة " الأهرام " الحكومية ، اعتبر نبيل عمر أن العرب " حالة فريدة‏,‏ والتفرد راجع إلي التناقض الرهيب بين امكاناتهم وواقعهم‏,‏ الإمكانات يمكن أن تصنع لهم جناحين عملاقين يطيرون بهما إلي آفاق عصرهم‏,‏ لكن واقعهم مزر وأكبر دولهم تقبع منزوية في الترتيب‏122‏ علي العالم في التنمية البشرية من بين‏144‏ دولة‏!‏ . وقد يقفز بعضنا من فرط الحسرة ورفض الواقع ويسأل‏:‏ ولماذا الحال مائل ولا يتسق مع الإمكانات؟‏!..‏ وعلي من تقع المسئولية؟‏!!..‏ علي النظام العالمي‏.‏ القديم منه والجديد فيه؟‏!..‏ علي المواطن الفرد؟‏!..‏ علي النظم الحاكمة ؟‏!..‏ علي الزمن والظروف وقلة البخت وسوء الطالع؟‏!‏ باختصار من هو المسئول عن الجهل والفقر وقلة الحرية وانتشار الخرافة وسطوة أصحاب الذقون الطويلة وتراجع التنمية وقهر المرأة وإفساد الادارة وتشويه الذوق وتعصب الفكر وتفجير النفس‏(‏ أخيرا‏)‏؟‏!‏ وأضاف عمر " الإنسان‏,‏ أي إنسان في أي زمان ومكان هو ابن النظام السياسي الحاكم‏,‏ فالنظام السياسي ليس مجرد حكومة وأوامر وسلطة‏,‏ وإنما هو في تفاصيله الصغيرة شبكة القيم والعلاقات‏,‏ هو الذي يصنعها ويشكلها ويطورها بالتفاعل مع أصحاب المصالح وأصحاب المعارف‏,‏ فإذا كان النظام السياسي يلعب طول الوقت لمصلحة حكامه والدائرين في فلكهم فقط‏,‏ ثم يلعب لمصلحة الناس في الوقت الضائع‏..‏ فالعرب هم أصح وصف لهذه النوعية من النظم أيا كان شعارها مستبد صالح‏,‏ هامش ديمقراطي‏,‏ حريات مشروطة تناسب قيمنا وعاداتنا وبيئتنا‏.‏ وإذا كان النظام يلعب لمصلحة مفهوم الوطن وليس حكامه‏,‏ والوطن هو كل الناس الموجودة علي أرضه متشكلون في طبقات وفئات وجماعات ومؤسسات‏..‏ فالعالم المتقدم هو نموذج هذا النظام بالرغم مما يحدث فيه من فساد واستغلال نفوذ وانحرافات يطاردها القانون والصحافة ومؤسسات الرقابة دون هوادة‏!‏ . وجميل أن يعقد زعماء العرب قمة طارئة في أي وقت وهم علي هذا الحال‏,‏ لكن الأجمل أن يعقدوا قمة من أجل المواطن شعارها شعوب قوية أولا‏,‏ حتى يمكن أن تنجح لهم قمة وينعدل الحال المائل‏! " .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة