تشهد باكستان اشتباكات عنيفة أمس على مشارف معقل رئيسي لطالبان حيث حاصرت القوات الحكومية الناشطين في وادي سوات، وتحدث السكان عن الرعب والحرمان. ودخلت الحملة العسكرية الباكستانية في شمال غرب البلاد اسبوعها السادس منذ تقدم مقاتلو طالبان الى مسافة 100 كلم من اسلام اباد، في انتهاك لاتفاق تطبيق الشريعة مقابل القاء السلاح. واعلن الجيش في الاسبوع الماضى سيطرته على مينغورا، كبرى مدن سوات، غير ان عمال الاغاثة والشهود افادوا عن وضع بائس في المدينة التي ندر فيها الطعام ومياه الشفة وقل فيها التزود بالتيار الكهربائي. وقال محمد عثمان احد سكان مينغورا لوكالة فرانس برس "فتحت متاجر قليلة فحسب، ونعاني من نقص حاد في الغذاء". ويلفت المحللون الى ضرورة اعادة السلطات الخدمات الرئيسية سريعا ما ان يتوقف اطلاق النار لمنع حركة طالبان من استغلال البؤس والفقر لانعاش تمردها، على غرار ما حدث قبل العمليات العسكرية السابقة. واكدت الولاياتالمتحدة التي دعمت العملية الباكستانية الاخيرة بقوة ان ناشطي طالبان والقاعدة اتخذوا ملاجىء لهم في انحاء شمال غرب باكستان حيث يخططون لعمليات ضد اهداف غربية. واكد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري تأييد الرأي العام والدعم الدولي للحملة التي اعتبرها "فرصة ممتازة للقضاء على الناشطين" نهائيا، بحسب بيان من مكتبه. غير ان المخاوف من تفاقم المعاناة في منطقة النزاع تزيد، لا سيما بعد تصريحات مسؤولين في الصليب الاحمر الدولي زاروا سوات واعربوا عن "قلق بالغ" بسبب مشاكل في تامين المياه الجارية والغذاء والكهرباء ونقص العناية الطبية. واوضح مندوب المنظمة دانيال اومالي ان "مجموعة صغيرة من الموظفين الصحيين بقيت تجاهد للعمل بلا مياه، كهرباء، او لوازم". واضاف انهم "لا يستطيعون ببساطة القيام بكل شيء في مواجهة تدفق المرضى". ولم تعلن باكستان بعد حصيلة الضحايا المدنيين في العملية، مكتفية بالتصريح ان اكثر من 1200 ناشط وحوالى 90 جنديا قتلوا. من جهة اخرى اعلن مسؤولون في الشرطة والحكومة الباكستانية ان المئات من الطلبة القادمين من مدرسة يديرها الجيش في منطقة قبلية شمال غرب باكستان بالقرب من الحدود الافغانية خطفوا مساء الاثنين على ايدي عناصر من طالبان. واختطف طلاب هذه المدرسة الواقعة في منطقة وزيرستان الشمالية بينما كانوا متجهين على متن اكثر من 30 حافلة الى مدينة بانو في شمال غرب البلاد بعد انتهاء عطلتهم، كما اعلن لوكالة فرانس برس رئيس شرطة بانو اقبال مروة. واوضح ان حافلتين فقط من بين الحافلات المدرسية "تقلان 25 طالبا" وصلتا الى المدينة، مؤكدا ان 28 حافلة اخرى تقل حوالى 400 طالب تعرضت للخطف. واضاف "لقد اختطفهم ناشطون من حركة طالبان"، مشيرا الى انه من بين المخطوفين اعضاء من الجهاز المدني في المدرسة التي يديرها الجيش. واوضحت مصادر في رازماك حيث تقع المدرسة ان اعمار الطلاب تتراوح بين 15 و25 عاما وانهم لا يتلقون اي تدريب عسكري. وقال مستشار رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني للشؤون القبلية ميرزا محمد جهادي للتلفزيون المحلي انه "بحسب معلوماتي فقد اختطفهم ناشطون من حركة طالبان".