عباس شراقي: فيضانات السودان غير المعتادة بسبب تعطل توربينات سد النهضة    البداية الرقمية للنقل الذكي في مصر.. تراخيص إنترنت الأشياء للمركبات تدخل حيز التنفيذ    وزير الإسكان: بدء تصنيف حالات الإيجار القديم وفق شرائح الدخل    لماذا كل هذه العداء السيساوي لغزة.. الأمن يحاصر مقر أسطول الصمود المصري واعتقال 3 نشطاء    مقتل شخص وإصابة 15 في هجوم روسي على مدينة دنيبرو الأوكرانية    تشكيل منتخب مصر أمام نيوزيلندا في كأس العالم للشباب    سلوت عن جلوس صلاح على مقاعد البدلاء أمام جالاتا سراي: رفاهية الخيارات المتعددة    خطة إطاحة تتبلور.. مانشستر يونايتد يدرس رحيل أموريم وعودة كاريك مؤقتا    مصرع 7 عناصر إجرامية وضبط كميات ضخمة من المخدرات والأسلحة في مداهمة بؤرة خطرة بالبحيرة    الأرصاد: الخريف بدأ بطقس متقلب.. واستعدادات لموسم السيول والأمطار    مفتي الجمهورية يبحث مع وفد منظمة شنغهاي آليات التعاون ضد التطرف والإسلاموفوبيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط غدا الأربعاء 1102025    ماجد الكدوانى ومحمد على رزق أول حضور العرض الخاص لفيلم "وفيها ايه يعنى".. صور    أمين الفتوى: احترام كبار السن أصل من أصول العقيدة وواجب شرعي    ولي العهد يتسلم أوراق اعتماد سفراء عدد من الدول الشقيقة والصديقة المعينين لدى المملكة    محافظ القاهرة يناقش ملف تطوير القاهرة التراثية مع مستشار رئيس الجمهورية    من القلب للقلب.. برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    بعد رصد 4 حالات فى مدرسة دولية.. تعرف علي أسباب نقل عدوى HFMD وطرق الوقاية منها    جارناتشو يقود هجوم تشيلسى ضد بنفيكا فى ليلة مئوية البلوز    البورصة المصرية.. أسهم التعليم والخدمات تحقق أعلى المكاسب بينما العقارات تواجه تراجعات ملحوظة    هل يجوز للمرأة اتباع الجنازة حتى المقابر؟ أمين الفتوى يجيب.. فيديو    "أنا حاربت إسرائيل".. الموسم الثالث على شاشة "الوثائقية"    أحمد موسى: حماس أمام قرار وطنى حاسم بشأن خطة ترامب    محافظ قنا يسلم عقود تعيين 733 معلمًا مساعدًا ضمن مسابقة 30 ألف معلم    داعية: تربية البنات طريق إلى الجنة ووقاية من النار(فيديو)    نقيب المحامين يتلقى دعوة للمشاركة بالجلسة العامة لمجلس النواب لمناقشة مشروع قانون "الإجراءات الجنائية"    بلاغ ضد فنانة شهيرة لجمعها تبرعات للراحل إبراهيم شيكا خارج الإطار القانوني    "الرعاية الصحية" تطلق 6 جلسات علمية لمناقشة مستقبل الرعاية القلبية والتحول الرقمي    البنك الزراعي المصري يحتفل بالحصول على شهادة الأيزو ISO-9001    محمود فؤاد صدقي يترك إدارة مسرح نهاد صليحة ويتجه للفن بسبب ظرف صحي    مصر تستضيف معسكر الاتحاد الدولي لكرة السلة للشباب بالتعاون مع الNBA    بدر محمد: تجربة فيلم "ضي" علمتنى أن النجاح يحتاج إلى وقت وجهد    «العمل» تجري اختبارات جديدة للمرشحين لوظائف بالأردن بمصنع طوب    بعد 5 أيام من الواقعة.. انتشال جثمان جديد من أسفل أنقاض مصنع المحلة    المبعوث الصينى بالأمم المتحدة يدعو لتسريع الجهود الرامية لحل القضية الفلسطينية    اليوم.. البابا تواضروس يبدأ زيارته الرعوية لمحافظة أسيوط    حسام هيبة: مصر تفتح ذراعيها للمستثمرين من جميع أنحاء العالم    موعد إجازة 6 أكتوبر 2025 رسميًا.. قرار من مجلس الوزراء    الأمم المتحدة: لم نشارك في وضع خطة ترامب بشأن غزة    انتشال جثمان ضحية جديدة من أسفل أنقاض مصنع البشبيشي بالمحلة    وفاة غامضة لسفير جنوب أفريقيا في فرنسا.. هل انتحر أم اغتاله الموساد؟    برج القاهرة يتزين ب لوجو واسم مستشفى الناس احتفالًا ب«يوم القلب العالمي»    لطلاب الإعدادية والثانوية.. «التعليم» تعلن شروط وطريقة التقديم في مبادرة «أشبال مصر الرقمية» المجانية في البرمجة والذكاء الاصطناعي    تعليم مطروح تتفقد عدة مدارس لمتابعة انتظام الدراسة    التقديم مستمر حتى 27 أكتوبر.. وظائف قيادية شاغرة بمكتبة مصر العامة    كونتي: لن أقبل بشكوى ثانية من دي بروين    «مش عايش ومعندهوش تدخلات».. مدرب الزمالك السابق يفتح النار على فيريرا    «الداخلية»: تحرير 979 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة ورفع 34 سيارة متروكة بالشوارع    احذر من توقيع العقود.. توقعات برج الثور في شهر أكتوبر 2025    عرض «حصاد» و «صائد الدبابات» بمركز الثقافة السينمائية في ذكرى نصر أكتوبر    بيدري يعلق على مدح سكولز له.. ومركزه بالكرة الذهبية    الملتقى الفقهي بالجامع الأزهر يحدد ضوابط التعامل مع وسائل التواصل ويحذر من انتحال الشخصية ومخاطر "الترند"    قافلة طبية وتنموية شاملة من جامعة قناة السويس إلى حي الجناين تحت مظلة "حياة كريمة"    انكماش نشاط قناة السويس بنحو 52% خلال العام المالي 2024-2025 متأثرا بالتوترات الجيوسياسيّة في المنطقة    ضبط 5 ملايين جنيه في قضايا اتجار بالنقد الأجنبي خلال 24 ساعة    التحقيق مع شخصين حاولا غسل 200 مليون جنيه حصيلة قرصنة القنوات الفضائية    السيسي يجدد التأكيد على ثوابت الموقف المصري تجاه الحرب في غزة    الأهلي يصرف مكافآت الفوز على الزمالك في القمة للاعبين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. ميلاد حنا ل " مصر الجديدة ": جمال مبارك مرشح تحت الاختبار.. وصعود " قبطي للرئاسة "نكتة" (1-2)
نشر في مصر الجديدة يوم 28 - 12 - 2009


الدكتور ميلاد حنا
- إذا حكم "الأقباط" مصر سأرحل عنها وأهلاب "الإخوان" سياسيًا
- أؤيد "البرادعي" رئيسًا.. و"صباحي" يصلح لقيادة أسرة في الجامعة
- "المسلم" تشدده لدينه وبلده.. و"المسيحي" يتشدد لمصريته فقط

ميلاد حنا من الشخصيات المصرية المثيرة للجدل، فهو صوت مفكر مسيحي علماني يعتز بمصريته مما جر عليه كثيرًا من الانتقادات، وفي حوارنا معه أكد على اعتزازه بشخصيته المصرية، وأن التغيرات على الشخصية المصرية هي حالة طارئة، وتبقى مميزات الشخصية المصرية التي رسمها في كتابه "الأعمدة السبعة"، وكتابه "قبول الآخر"، وأن مصريتنا هي الحل لكثير من المشاكل الطائفية في المجتمع المصري، وأن جمال مبارك ليس زعيما سياسيا بل إنه مرشح تحت الاختبار، وأن جمال لم ينزل الشارع ليشعر بالمواطنين، وليس خروج علاء مبارك بكلمتين في ساعة غضب دليل قدرته السياسية، وأوضح أن هناك لبسًا في موضوع صلاته مع الإخوان، وقال: "البرادعي" شخصية علمانية حرة تصلح لرئاسة الجمهورية في حين حمدين صباحي لا يصلح سوى لقيادة أسرة في الجامعة، وأن ترشيح قبطي للرئاسة نكتة، وانتقد الدعوة إلى إحياء اللغة القبطية وقال: إنه سوف يقف ضدها، كما انتقد عثمان أحمد عثمان وقال: إنه لم يكن يصلح لوزارة الإسكان، وأكد أن قانون العبادة الموحد لن يخرج إلى النور، فإلى نص الحوار:
= تحدثت عن "الأعمدة السبعة" للشخصية المصرية، فهل ترى أن هناك تغيرًا طرأ عليها؟
= الشخصية المصرية لها ملامح وسمات ثابتة ومتكررة توارثتها عبر العصور، وتدل على شخصية لها اهتمامات بالوطن مرتبطة بمصر ولا يكاد يوجد مصري إلا وهو معتز بمصريته، ومن الصعب أن يطرأ عليها تغييرات جوهرية، بل إنه من الصعب أن ندعي ذلك.
= ولكن هناك من يرى أن الإسلام البدوي القادم من دول الخليج أثر على الشخصية المصرية؟
- الإسلام البدوي هو الإسلام السعودي، وهو إسلام له ملامحه الحضارية والثقافية التي تميزه عن الإسلام المصري، لكن الإسلام المصري عبارة عن رقائق إسلامية قبطية فرعونية وبه درجة كبيرة من السماحة، وكان من الممكن أن نقول: إن هذا الكلام صحيح لو استمر تأثير الإسلام البدوي، لكن ذلك سرعان ما انتهى، فما نراه الآن لا يدل على ذلك، لأن الإرث الثقافي المصري السمح يهضم كل ذلك ويحتويه، بل إنه ينتقي منه ما ينفعه ويترك ما سوى ذلك.
= تتكلم عن التسامح وما نراه الآن يعطي مؤشرًا ببروز العنف في المجتمع؟
- لا، ما تزال هناك الملامح الرئيسية للشخصية المصرية، وهي الشخصية العطوفة السمحة القابلة للحوار والمعتزة بمصريتها وانتمائها إلى مصر، وهذا ما أقصده، لكن العنف تضخّم مع التضخيم الإعلامي للأحداث، ولكن هي فقاعات على سطح المجتمع، لأن رقائق الحضارات التي تكونت منها الشخصية المصرية تأبى العنف بل وتنهى عنه، وأكرر: ما تزال الشخصية المصرية تتعامل بعاطفتها ولن تتوقف.
= هذا يأخذنا لسؤال ملحّ، وأنت وحدوي، إلى أي مدى يؤثر الاعتزاز بالشخصية المصرية على الوحدة العربية؟
- العروبة جزء من الشخصية المصرية، بل هناك تأكيد للهوية المصرية ضمن الهوية العربية، لكن الشخصية المصرية هي الأصل، فإذا كان هناك تأثير على الجزء فلا يشترط أن يتأثر الكل، ودعنا نعود إلى ذاتنا المصرية ففيها تأكيد لهويتنا.
= لكن ما حدث بعد مباراة مصر والجزائر من المناداة بالمصرية ومقاطعة الجامعة العربية لا يدل على ذلك، فإلى أي مدى يؤثر ذلك على الوحدة العربية مستقبلا؟
- مع أنني لم أتابع جيدًا هذه الأحداث، لكن تنامى إلى علمي مثل هذه الدعوات، وبالتأكيد هذه الأحداث لها تأثير كبير على العلاقات المصرية العربية، لكن إذا كان هناك اعتزاز بالشخصية العربية ضمن العربية المصرية، فهناك أيضا اعتزاز بالشخصية المصرية أكثر من العربية، فمتى تمت الإساءة إلى الهوية المصرية، فستؤثر على العلاقات العربية، لأن انتماءنا الأول هو لأرض مصر، حتى ولو كان ذلك مع دولة شقيقة كالجزائر، والعرب إذا أحبوا مصر فأهلا وسهلا، وإذا لم يحبوها فهم أحرار، وفي النهاية ستبقى لنا مصريتنا التي يجب أن نعتز بها.
= ولكن هناك صراعًا وعنفًا طائفيًا في مصر مثل أحد أحداث الكشح ودير أبوفانا وديروط، وهذا ينافي التسامح الذي تتحدث عنه؟
- الصراع الطائفي يحدث نتيجة تشدد في الدين، والأقباط أيضًا منهم المتشددون مثلمًا هناك متشددون إسلاميون، وهذا التعصب الشديد بين الطرفين أوجد هذا العنف، ومرجعه الانتماء الديني الأقوى سواء إلى الإسلام أو إلى المسيحية- على حساب الاعتزاز بالشخصية المصرية.
= هل أصبح الصراع الطائفي في مصر حقيقة واقعة، ونحن في انتظار انفجار الأوضاع في أي وقت؟
- لا، الأمور لم تصل إلى هذا الحد، وما يحدث من مشاحنات طائفية هي أحداث عادية من الممكن أن تحدث، لكن هل وصلت الأمور إلى أن يقتل المسلم مسيحيًا يسير في الشارع لكونه مسيحيًا، هذا لم يحدث، وهل وصلت الأمور إلى أن يقتل المسيحي مسلمًا لكونه مسلما؟ هذا لم يحدث، وأنا متفائل ولست متشائمًا من المستقبل، فمصريتنا ستهضم كل ذلك.
= وبما تفسر مثل هذه الأحداث الطائفية؟
- من الممكن أن يكون هناك تفوقًا لانتماء المسلم إلى الإسلام أكثر من انتمائه إلى مصر، وهذا ما أوجد التشدد الديني في الإسلام، لأن المسلم يتشدد لدينه ويتشدد لمصريته أيضًا، ولكن تشدده للإسلام أقوى، أما القبطي فانتماؤه وتشدده لمصر فقط، فعنده مصر أولاً وأخيرا.
= إذن أنت تفسر هذه الأحداث بالتشدد إلى الدين أكثر من التشدد للمصرية؟
- بالضبط، فالعودة إلى المصرية ستحل كثيرًا من التوترات الدينية، فمصر هي المعنى الحرفي لكلمة "قبط" ومصر بها أقباط مسلمين وأقباط مسيحيين.
= لكن ظهرت الدعوة إلى تدريس اللغة القبطة على يد مجموعة من المسيحيين..
- هذه الدعوة مسألة "فنتازية"، وليس من الممكن أن تكون مسألة حقيقية، وليس من المعقول أن يتحدث الأقباط القبطية في ظل اللغة السائدة وهي العربية، وإذا حصل مثل هذا فسيكون توجهًا حضاريًا أنا شخصًيا أقف ضده، لأنني مع هوية واحدة للشخصية المصرية، ويكون هناك ديانتان، مسيحية وإسلام، ولا يمكن أن يكون المصري المسلم جنسيته مسلم، أو المصري المسيحي جنسيته مسيحي، أنا أرفض ذلك.
= في أواخر السبيعنيات اتهم السادات الشيخ عمر التلمساني مرشد الإخوان بأنه رأس الفتنة الطائفية، فما تعليقك؟
- السادات يتهم من يشاء كيفما شاء، وأنا لم أتهم التلمساني، وليس عندي دليل على ذلك الاتهام.
= وما رأيك في الإخوان المسلمين؟
- الإخوان المسلمون هم مصريون، ولكن لهم طموح سياسي، وأهلاً بهم كقوة سياسية لها حق التمثيل السياسي، ولهم مطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في مصر، وأنا أرفض ذلك.
= ترفض الإخوان أم تطبيق الشريعة؟
- أنا أرفض تطبيق الشريعة الإسلامية لكن الإخوان مصريون لهم حق تكوين حزب سياسي مصري، ولكن يتم تطبيق الشريعة الإسلامية فأنا أرفض، ولا أرفض لأني قبطي ولكن لأني مصري.
= ولذلك قلت إنك سترحل عن مصر إذا تولى الإخوان الحكم؟
- نعم قلت ذلك، لأنني أرفض أن تتحول مصر إلى دولة إسلامية أو بالمعنى الأدق إلى دولة دينية، فأنا مصري علماني وديانتي مسيحي.
= مع أنك قلت في إحدى الندوات: إن الإخوان ناس طيبون؟
- دعني أوضح لك، إذا تم تطبيق الشريعة الإسلامية في مصر فسوف أخرج من مصر قبل أن يتم تطبيق الشريعة الإسلامية، فأنا لا أريد أن أكون مواطنًا من الدرجة الثانية، أنا ميلاد حنا مصري قبطي مواطن من الدرجة الأولى.
= مع إنك في شهر رمضان سنة 2005 صليت المغرب مع الأخوان المسلمين؟
- "أيون" حدث شيء قريب من ذلك، لكن أنا لم أصلِّ بل كانت مجاملة لهم، ودعني أوضح لك الخطأ، كنت قد عزمت الإخوان المسلمين على إفطار رمضان في بيتي، وعندما أذن المغرب، قاموا للصلاة وأنا وقفت في الخلف، ولم أصلِّ، ولكن وقفت في الخلف احترامًا لضيوفي لأنهم يصلون، ولا يصح أن أجلس أمامهم وهم يصلون، هذا ليس من أدب المصريين، لكن هل معنى هذا أنني أصبحت مسلمًا؟!.. لا.
= مع أن ذلك أثار ضدك هجوما عنيفا؟
- "بص" أنا مصري جدًا، وأعتز بمصريتي، ولذلك فأنا على الأقل أقيم أكثر 7 أو 8 أ موائد لإفطار رمضان، وأدعو إليها مسلمين ومسيحيين، وأنا في هذه الأمور لست متعصبًا، لأنني أعتز بمصريتي، وأعتز بصداقتي للمصريين بكل دياناتهم.
= بصفتك مهندسًا، هل تتوقع ظهور نقابة موازية مستقلة للمهندسين بعد 15 عاما من الحراسة؟
- لا أتوقع ذلك، والحكومة لن تسمح بذلك، لكن المشكلة أن الحكومة تخشى الإخوان المسلمين، وتخاف من سيطرتهم على النقابة، وبالمناسبة سهل جدًا أن يسيطر الإخوان على النقابة، وأنا أتمنى أن تكون النقابة مصرية وليست إخوانية.
= وما تفسيرك لعودة الاحتجاجات إلى مصر؟
- المجتمع يمر بمرحلة اهتزاز عنيفة نتيجة الانفتاح على العالم، والمشكلة أنه لا يوجد قضية قومية يلتف حولها المجتمع حتى يفرغ شحنته فيها، ولذلك بدأت التجمعات العمالية في الاحتجاج ولأنهم وجدوا أنفسهم ضحية لرجال الأعمال الذين لا يراعون حقوقهم، كما أن غياب القضية القومية ساعد المجتمع على الالتفاف حول الجماعات الدينية مثل الإخوان المسلمين.
= وما قوة الإخوان المسلمين داخل هذه التجمعات؟
- المجموعة التي انضمت إلى الإخوان المسلمين نتيجة ذلك كبيرة جدًا، كما أن الإخوان المسلمين ليسوا تيارًا ضعيفًا أو هشًا.
= ومع أنهم إذا شكلوا أغلبية سوف ترحل عن مصر؟
نعم سوف أرحل عن مصر، لأنني كما قلت لا أريد حكمًا دينيًا، وبالمناسبة إذا حكم الأقباط مصر تحت حزب ديني، فأنا سأرحل عن مصر أيضًا.
= اندهشت من ذلك، وقلت: إذا حكم الأقباط مصر سترحل؟!
- نعم سأرحل، لأنني أرفض أي تيار ديني يحكم مصر، سواء إسلامي أو مسيحي، أنا إنسان مصري حر علماني، والدين قضية شخصية أما الوطن فقضية عامة.
= مع أن ذلك سوف يجر عليك انتقادات كثيرة؟
- هذا رأي ومثلما صرحت برحيلي في حال تولي الإخوان وتطبيق الشريعة الإسلامية، فكذلك سأرحل إذا حكم حزب ديني قبطي، هذا رأي وأنا حر.
= إذن ما رأيك في ترشيح المحامي القبطي ممدوح رمزي للرئاسة؟
- "دي نكتة".. ولا تعليق..
= وما رأيك في المطالب بتعديل المادة 76 و77 من الدستور؟
- أنا مع هذه المطالب، فطالما أن هناك قصورًا في تداول السلطة وتعوق الاختيار الأصلح فلماذا لا يتم تغييرها.
= وما رأيك في الحملة التي تشنها الصحف القومية على الدكتور محمد البرادعي، حتى وصل الأمر باتهامه بالمحاباة لأمريكا؟
- هذا الاتهام غير صحيح، لأن البرادعي رجل علماني ديمقراطي حر، وأنا أؤيد البرادعي رئيسا، لأنه يرفض أن تكون مصر محكومة حكمًا دينيًا.
- ومطالبته بالإشراف الدولي؟
أنا لست مع الإشراف الدولي ، ولكن أنا مع الإشراف الوطني، فإذا ثبت أن الإشراف الوطني قاصر عن إجراء انتخابات حرة ونزيهة، فساعتها نتكلم عن الإشراف الدولي، إذا كان ذلك ضمانًا لإجراء انتخابات نزيهة، ولكن أن يتم التدخل في الشئون الداخلية لمصر تحت هذا المسمى فهذا أنا ضده.
= لكن بمراجعة ملف الانتخابات في مصر نجده مليئًا بالتزوير!
- في هذه الحالة علينا أن نراجع كيفية الإشراف عليها مرة ثانية، ونفعِّل الآليات التي تكفل لنا نزاهتها، فإذا كان الإشراف القضائي يحسم التزوير فأهلا بالإشراف القضائي، أما إذا ثبت قصوره فلعلينا أن نراجع آليات الإشراف على العملية الانتخابية مرة أخرى، ولكن ما أرفضه التأثير على صناعة القرار المصري الحر تحت دعوى الإشراف الدولي، لكن إذا كان إشرافًا أمميًا من منظمات المجتمع المدني والأمم المتحدة، فأنا مع أي توجه يضمن نزاهة وحياد الانتخابات.
= لكن هناك بعض الأصوات التي تتدعي أن ذلك تدخُّل في شئون مصر الداخلية؟
- هذا كلام خطأ، لأن إشراف الأمم المتحدة أو منظمات المجتمع المدني الدولية ليست كإشراف أمريكا أو ليست مثل الانتخابات التي تجرى تحت رعاية أمريكية، وبالطرق التي ترضاها أمريكا مثلا، لكن هناك أناس يريدون أن يزوروا الانتخابات ويقولون: يدير العملية الانتخابية مصريون، وليس لهم هدف إلا التزوير، فهذا غير مقبول، وليس هناك أي وطني يؤيده.

= وهل تعتقد أن الأحزاب في حالة تسمح لها بخوض الانتخابات؟
- التجربة الحزبية في مصر تعتبر وليدة، ومع ذلك أعتقد أنها بحالة جيدة، وعندها الإمكانية لأن تطور من نفسها، وأنا متفائل لمستقبلها.
= لكن هناك أحزابًا ترفضها هيئة الأحزاب؟
- نحن بحاجة إلى مراجعة كيفية إنشاء الأحزاب إذا كنا فعلاً نريد ديمقراطية حقيقية، وأنا مع حرية تكوين الأحزاب حتى الأحزاب الدينية مثل حزب الإخوان المسلمين، لكن لست مع أن يأخذوا السلطة، حتى وإن فازوا وشكلوا الحكومة أو الرئاسة، فلا يجب أن تتحول مصر إلى دولة دينية بل يبقى الدستور العلماني هو الحاكم.
= هذا ما حدث في تركيا مع حزب العدالة والتنمية التركي وهو فرع عن الإخوان، أو الإسلاميين؟
- ليس لي اطلاع كافٍ كي أقيِّم التجربة التركية، لكن إذا تمت المحافظة على الدولة ككيان علماني يسع الجميع، فأهلاً بأي حزب بعد ذلك.
= هل تعتقد أن الأيام القادمة سوف تحمل لنا مفاجأة من الحزب الوطني في ترشيحاته للرئاسة، كبروز شخصية غير جمال مبارك مثلاً؟
- نعم أتوقع مفاجأة في ترشيحات الرئاسة القادمة، لأن جمال مبارك ليس مؤهلاً للترشيح، وليس لديه أي مؤهلات للزعامة الوطنية سوى أنه ابن رئيس الجمهورية، وليس له موقف سياسي أو تصريحات أو عمل مهم يؤهله لأن يقود مصر بأكملها، وهو حتى الآن هو مرشح تحت الاختبار إلى أن يثبت أنه قادر على القيادة، وإن لم يُثبِت ذلك فسوف يبقى ابن رئيس الجمهورية وليس خلاف ذلك، وأنا أنصحه بأن يبقى ابن رئيس الجمهورية فقط.
= بعد مباراة الجزائر ظهرت بعض الأصوات تنادي بعلاء مبارك رئيسًا للجمهورية؟
- خروج مظاهرة تنادي بعلاء رئيسًا لمصر لا يعني أنه يصلح لأن يقود مصر، وإلا كان ميلاد حنا أدلى بصريحات مشابهة وقام بعمل مظاهرة كي يكون زعيمًا، هذه أوهام، وعلى علاء أن يبقى مواطنًا مصريًا بعيدًا عن العظمة والكبرياء، وأن يكون يبتعد عن أنه ابن رئيس الجمهورية، بل يجب أن لا تكون له ميزات خاصة كابنٍ لرئيس الجمهورية، وإذا ثبت أنه سياسي قوي ومؤهل للقيادة فأهلا به منافسًا على الرئاسة، ويكون ذلك لأنه مواطن مصري وليس ابن حسني مبارك رئيس الجمهورية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.