أدلت ماجريت ثاتشر بأحد التصريحات الأكثر تأثيرا في مسارها السياسي في أغسطس 1990، عقب احتلال قوات صدام حسين للكويت اتصلت المرأة الحديدية بالرئيس جورج بوش الأب، في وقت كان يبدي فيه تحفظا بشأن استخدام القوة العسكرية ضد الجيش العراقي وقالت له يا جورج، هذا الظرف لا يسمح بأن تكون رخوا ولكن تطورات الأحداث الداخلية أجبرتها على أن تشاهد الأمريكيين يستعرضون قوتهم، وهي خارج السلطة لأن نواب حزبها أبعدوها من منصب رئاسة الوزراء، في الأسابيع الأخيرة، قبل أن تشرع القوات الدولية، بقيادة الولاياتالمتحدة، في اجتياح العراق والكويت في يناير 1991
كان إيمان مارجريت ثاتشر بأهمية العلاقات البريطانية مع الولاياتالمتحدة أحد الأسباب، التي دفعتها الى إرسال طائرة تابعة لسلاح الجوي الملكي البريطاني إلى السعودية في غضون 48 ساعة من غزو الكويت، تبعه نشر قوة قوامها ما يزيد عن 53 ألف جندي بريطاني وكان رد فعلها تجاه ما كان يحدث في الكويت نابعا أيضا من تجربتها الخاصة لحرب استعادة جزر فوكلاند من الارجنتين عام 1982 وكان لبريطانيا مبرراتها الخاصة الرامية إلى حماية إمدادات النفط في منطقة الخليج، وهو ما أثمر علاقة أعمال قوية ومربحة مع السعودية حرب الصحراء وكانت بريطانيا سحبت آخر قواتها العسكرية من الشرق الأوسط، بعد قرارها الخروج من شرقي السويس في عام 1960 كان زمن الهيمنة البريطانية في الشرق الأوسط قد ولى، إلى درجة أنه عندما سارعت حكومة ثاتشر بإرسال جنودها إلى المملكة العربية السعودية في 1990، كان على الجيش البريطاني الإعلان بأنه لم يعد يملك البدال العسكرية المناسبة لذلك
وتسربت أخبار محرجة مفادها أن الجيش البريطاني قد باع مخزونه من البدال العسكرية الملائمة للبيئة الصحراوية للعراق في عام 1980 لكن بريطانيا حافظت على مصالح أعمال كبيرة في منطقة الخليج. فقد أدركت ثاتشر منذ بداية فترة توليها رئاسة الوزراء ما يمكن أن تقدمه دول الخليج المنتجة للنفط من إمكانيات تجارية كانت ثاتشر تدرك أهمية علاقات بلادها بالولاياتالمتحدةالأمريكية كما شاركت ثاتشر على نحو وثيق في المفاوضات التي أدت إلى إبرام صفقة اليمامة للأسلحة، حيث باعت بريطانيا طائرات حربية للملكة العربية السعودية بعشرات المليارات من الجنيهات ولكن الصفقة أشيعت حولها مزاعم بدفع رشاوى إلى أفراد في العائلة المالكة في السعودية إحياء النفوذ السياسي والعسكرى بالشرق الاوسط منذ بداية الحرب الأولى على العراق عام 1991 ، أرسلت بريطانيا آلاف الجنود للقتال في الشرق الأوسط فحكومة ثاتشر هي التي أحيت الدور السياسي والعسكري لبريطانيا في المنطقة، وهو دور يتواصل حتى وقتنا هذا هناك الفرقاطة البريطانية هانس كنت الموجودة على السوحل الليبية وبعد إعلان وفاة مارجريت ثاتشر يوم الاثنين أشاد كل من الرئيس الإسرائيلي ورئيس وزراء إسرائيل بدعمها لدولتهما
وخلال عهدها كانت بريطانيا من أولى الدول الغربية التي أقامت علاقات مع منظمة التحرير الفلسطينية وقامت بالضغط عليها للاعتراف بوجود اسرائيل وفي عام 1989 أرسلت ثاتشر مساعد وزير الخارجية البريطاني، وليام والديجريف، إلى تونس للقاء مسؤولي منظمة التحرير الفلسطينية، وربما الاجتماع مع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات وكانت تلك خطوة في إطار مسار أوسلو، وهي اتفاقية اخفقت في تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين في التسعينيات.