اليوم الثلاثاء 9 إبريل هو ذكرى الأستشهادية الباسلة ( سناء محيدلى ) عروس الجنوب اللبنانى المقاوم التى أبكت الصهاينة دماً كأول فتاة استشهادية في العمليات المسلحة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان ؛ من هي سناء محيدلي؟ : سناء محيدلي تلقب بعروسة الجنوب ، فتاة لبنانية شيعية من مواليد سنة 1968، باشرت عملها في صفوف جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية في مطلع عام 1985 ، استشهدت البطلة سناء محيدلي صباح 9-04-1985 وكانت أول عملية استشهادية لفتاة . عملية عروس الجنوب سناء محيدلي : فتاة شيعية في السابعة عشرة من عمرها اسمها سناء محيدلي نفذت صباح الثلاثاء 9-04-1985، عملية استشهادية ضخمة باقتحامها بسيارة بيجو 504 معبئة بمائتي كيلو من مادة (تي . ان . تي ) والهيكوسجين الشديد الانفجار قافلة إسرائيلية كانت تمر في نقطة عبور باتر الشوف وهي مؤلفة من رتل من الدبابات والسيارات المصفحة ففجرتها بنفسها، وأوقعت بصفوف العدو الصهيوني أكثر من خمسين إصابة بين قتيل وجريح وعلى رأسها ضابطان كبيران من ضباط العدو قتلا على الفور . وقد أجريت مع الشهيدة سناء مقابلة تلفزيونية قبل تنفيذ العملية، كما أذيعت على شاشات معظم تلفزيونات العالم بعد تنفيذها والتي وجهت عبرها رسالة قالت فيها : أحبائي، إن الحياة وقفة عز فقط ، أنا لم أمت بل حية بينكم أتنقل ، أغني ، أرقص ، أحقق كل أمالي ، كم أنا سعيدة وفرحة بهذه الشهادة البطلة التي قدمتها . أرجوكم ، أقبل أياديكم فردا فردا لا تبكوني ، لا تحزنوا علي ، بل افرحوا ، اضحكوا للدنيا مادام فيها أبطال وأمال في التحرير . إنني بتلك الصواعق التي طيرت لحومهم وقذراتهم بطلة ، أنا الآن مزروعة في تراب الجنوب أسقيه من دمي وحبي له . آه لو تعرفون إلى أي حد وصلت سعادتي ، ليتكم تعرفون لكنتم شجعتم كل اللذين يسيرون على خط التحرير من الصهاينة الإرهابيين . مهما كانوا أقوياء إرهابيين يهودا قذرين فهم ليسوا مثلنا . إنهم جبناء يطعنون من الخلف ويفرون . يلتفتون شمالا ويمينا هربا من الموت . التحرير يريد أبطالا يضحون بأنفسهم يتقدمون غير مبالين بما حولهم ينفذون . هكذا يكون الأبطال إنني ذاهبة إلى أكبر مستقبل ، إلى سعادة لا توصف . لا تبكوا علي من هذه الشهادة الجريئة . لا ، لحمي الذي تناثر في الأرض سيلتحم في السماء . آه أمي كم أنا سعيدة ، عندما سيتناثر عظمي عن اللحم ويهدر دمي في تراب الجنوب من أجل أن أقتل هؤلاء الأعداء الصهاينة . والكتائب نسوا إنهم صلبوا مسيحهم . أنا لم أمت ، هذه واحدة والثانية ستأتي أكبر وستليها ثالثة ورابعة ومئات العمليات الجريئة . فضلت الموت بشرف على أن يغدرني انفجار أو قذيفة أو يد عميل قذر . هكذا أفضل وأشرف أليس كذلك ؟ ردوا على أسئلتي سأسمع على رغم أنني لست معكم . سأسمع لأن صوتكم وضحككم الجريء سيصل إلى كل حبة تراب سقيتها من دمي وسأكون صاغية هادئة لكل حركة ، لكل كلمة تلفظونها أجل هدا ما أريد ولا تغضبوا علي لأنني خرجت من البيت من دون إعلامكم أنا لم أذهب لكي أتزوج ولا لكي أعيش مع أي شخص بل ذهبت الى الشهادة الشريفة الباسلة السعيدة . وصيتي تسميتي عروسة الجنوب. سناء . رد فعل أسرة سناء محيدلي : كانت سناء التي قررت الاستشهاد قد تركت رسالة لوالدتها تطلب فيها أن تسامحها لأنها خرجت دون أن تودعها وأن تدرك بان استشهادها ينبع من حبها لوطنها وقالت : آمل أن تلحق روحي بأرواح الشهداء الأخريين وأن تسقط كالصاعقة على رؤوس جنود الأعداء . وقالت أيضا إنني أحس بارتياح كبير وأنا ذاهبة لأداء هذه العملية التي اخترتها . وقال يوسف المحيدلي والد سناء عندما غادرت سناء المنزل قبل 16 يوما قالت أنها ستقوم بشراء بعض السلع وان ذلك لن يستغرق سوى نصف ساعة ... ولما لم تعد إلى المنزل تذكرنا إلى أي مدى كانت غاضبة من الاحتلال والقمع الإسرائيلي وبدأنا نعتقد أنها انضمت الى المقاومة اللبنانية . وقال انه الآن : فخور بابنته وأنه يأمل أن يلتحق بها أشقاؤها الأربعة الآخرون . وفي ما بعد بث التلفزيون اللبناني مقابلة مع عائلة الشهيدة قال فيها والدها يوسف انه معتز بابنته سناء وشبهها بجميلة الجزائرية ، مضيفا : لقد أرادت الاستشهاد من أجل الجنوب . أما والدتها السيدة فاطمة محيدلي أن شعور الاعتزاز لديها طغى على شعور الحزن وأنها بصدد إعداد أجمل فستان عرس لعروس الجنوب الحقيقية سناء محيدلي وكانت شقيقتها الصغرى عبير (10 سنوات) مفاجأة المقابلة التلفزيونية بقولها أنا مستعدة للسير على طريق الشهادة لتحرير الجنوب تماما كما فعلت أختها الشهيدة سناء . اما جدتها الحاجة أميرة فقد قالت : الله يهنيها ويسكنها الجنة .. ويحرر الأرض الطاهرة . رد فعل المجتمع اللبناني : وما ان أذيعت وصية الشهيدة من على شاشات التلفزيون وفي الإذاعات المحلية حتى هبت أعداد كبيرة من فتيات ونساء لبنان الى مختلف مراكز قيادات المقاومة يعلن عن رغبتهن في التطوع والقيام بعمليات استشهادية ضد جيش العدو … وأعربن عن استعدادهن التوجه الى قواعد التدريب فورا للتدرب على قيادة السيارة الملومة … لقد أحدثت عملية سناء محيدلي تأثيرا كبيرا على معنويات النساء والفتيات اللبنانيات ، كما ان وحدة المقاومة اللبنانية أخدت تتفاعل بشكل لم يسبق له مثيل . موقف الرأي العام الدولي : أحدثت عملية سناء محيدلي ضجة عالمية من الإعجاب والتقدير والاحترام . بالمقابل ، نشرت صحيفة هارتس الإسرائيلية مقالا انتقدت فيه الظواهر السلبية التي أخدت في الظهور داخل إسرائيل نتيجة غزو لبنان فقالت انه عندما يخاف زعماء دولة ما من العدو فهدا يعني أن الدولة تعيش في ضائقة كبيرة .. أما عندما يخاف زعماء هذه الدولة من الكلمات فان هذا يعني أنها تقف على طرف كارثة ، ويجب الاعتراف بأن إسرائيل قد تصل إلى هدا الوضع .. وقد جاء هذا في سياق التعليق على الأسلوب الذي تتبعه الإذاعة الإسرائيلية في الكذب وإخفاء المعلومات الحقيقية عن خسائر إسرائيل في لبنان ، خصوصا في الآونة الأخيرة ، فقالت : ان لعبة الاستغماية التي نقوم بها مع الكلمات إنما تبعدنا عن الصيغة الأفضل ، التي من شأنها إظهار الحقيقة وتخليصنا من النغمة المهينة التي تنبعث من كلمات الاستعجال والهروب . والقصد هنا هو أنه يتوجب علينا أن نقول لأنفسنا قبل كل شيء أننا نريد الانسحاب السريع من لبنان وأننا لا نهرب من العدو ، بل نهرب من الخطأ التاريخي الذي ارتكبناه . وانتهت الصحيفة إلى القول أنه يتوجب الاعتراف أولا ، وقبل كل شيء بذلك الخطأ الذي ارتكبناه . وهكذا نستطيع أن نبدأ بتطهير أنفسنا وبالانفصال عن المحنة التي لم نصب بأكبر منها في كل تاريخ الصهيوينة ومن ناحية واحدة على الأقل . فان هذه المحنة تعتبر أشد من المحنة التي ألمت بالولايات المتحدة في فيتنام . فبعد الحرب الفيتنامية انفصل الأمريكيون جغرافيا عن المحنة التي تورطوا فيها ، أما نحن فسنحتفظ والى الأبد بجوار قريب للغاية مع لبنان