الزعيم .. الرجل .. والإنسان ليس لأن النظام الذي سقط رأسه، قد تم استبداله برأس جديدة – قديمة، وذات لحية، وليس لأن أبناء النظام الجدد رأوا آباءهم وأجدادهم يكرهون الرجل، وكذلك ليس من منطلق رد اعتباره أو اعتبار أن إحياء ذكراه سياسيا وثوريا وإنسانيا، يعني أنه النموذج الأنسب للحاكم الذي تستحقه مصر... ولكن لأن ذاك الرجل بكل المقاييس – أحببته أم لا، أيدته أم عارضته – لا تملك سوي الإقرار أنه عاش عاشقا لهذا الوطن، ومات شهيدا في سبيله. إنه الرجل الوحيد والأخير الذي حفر بأظافره لقب "الزعيم"....... الزعيم "مصريا" . الزعيم "عربيا" . الزعيم "عالميا"، وهو اللقب الذي انتزعه عن جدارة واستحقاق، من بين أنياب أعدائه قبل مؤيديه. هو الرجل الذي عندما مات، سواء شهيدا للواجب أو بيد الغدر والخيانة – كانت جنازته أكبر جنازة عرفها التاريخ الإنساني منذ خلق الله "آدم" - عليه السلام. إنه الرجل الوحيد الذي حكم مصر، وعندما مات لم يكن في جيبه (أو بحسابه فى البنك) أكثر من عدة مئات أو حتى آلاف من الجنيهات. وهو الرجل الذي جعل من اسم مصر مخيفا للجميع، مُهابا من الجميع، وبحق فوق الجميع، تاجا على رؤوس جميع الدول فى المنطقة وكثير من دول العالم، في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. هو الرجل الذي من أجل محاولة إسقاطه، تآمرت وتكالبت ضده أعتي القوي العظمي، مرتان، في عقدين متتابعين، ورغم ذلك لم ينكسر وصمد للضربة الأولي (عدوان 56 من جانب العدو الصهيو صليبي - بريطانيا وفرنسا و"إسرائيل") .. وسقط فى الثانية، لكنه قام سريعا، عقب الهزيمة أمام العدو الصهيو أمريكي) عام 67. هو الرجل الإنسان، الذي عشقه البسطاء واحترمه قادة جيشه وجنوده على حد سواء، فهو الذي خاض جميع المعارك التي نال فيها شرف القتال ضد كل أعداء الأمة، وناطح أكبر زعماء الدول وفجر مقاومة الشعب المصري ضد أقوي جيوش العالم، المرة تلو الأخري... حتى ودع الدنيا، وهو يبذل جهدا فوق طاقة البشر، متحديا مرضه، محاولا جمع شمل أمته، فى مؤتمر القمة العربي الذي انتهي ومعه انتهت حياته... ولكنها أبدا (وكأنها) لا تريد أن تنتهي... فمازال هناك أحلام لم يحققها.. وحروب لم يخضها بعد .. ونهضة حقق منها الكثير لأبناء شعبه ولازال كثير منها ينتظر التحقيق، وهي النهضة التى لن يراها المصريون واقعا ملموسا: إلا إن استلهموا روح ووطنية ورجولة وشهامة وشجاعة وتفاني وإخلاص "رجل" مثل: جمال عبد الناصر.
من مداد قلم الزعيم: سيكون أمامك المستقبل ولكنه يحتاج إلى جهاد ... ولا لذة لمستقبل دون جهاد ... فالحياة الخاوية الخاملة، أو الطريق المرسومة المعروفة مسبقا تنعدم فيها اللذة. "إن حياة أى إنسان هى وديعة لخالقه سيستردها حين يشاء، ومن ناحية أخرى فقد كنت أدرك أنى سأتعرض لمفاجآت لا حصر لها طول مرحلة التحول العظيم، ولم تكن لى خشية على نفسى، فأنا أقدر مسئولية ما فعلت منذ اليوم الأول الذى بدأت فيه العمل العظيم لتنظيم الثورة ولكن كانت الخشية كلها على الوطن".