يقول مثل هندي "إذا أردت قتل الأرنب فاحمل السلاح الذي يردي النمر" ليست هذه مبالغة من الحكيم الذى بث هذا المثل ، بل دعوة للحرص حتى لا تفاجئك عظائم الأمور، ففي الوقاية نجاة، والحرص واجب الفطن. العالم من حولنا انتفض بفزع لفيروس كورونا ، وما نسمعه ونتداوله يوميا، لا ينطبق عليه وصف سوى أنه مرعب ، في عالم أنت لاتقف فيه في صدارة مشهد تقدمه أو تطوره بل تتلقى عن عالمه الأول معارفك وعلمك وأدوات حياتك وكل ما تدور به دنياك، أي أنت متفرج تنتظر ما يأتيك!! التصريحات الرسمية الصادرة بخصوص الفيروس، تأتى دائما في إطار " احنا مستعدين وجامدين " وغيرها من أفعال القدرة وإعداد العدة لمواجهة كورونا، رغم أن ترتيب الأخبار بشأن كورونا في مصر لا يشير إلى خير، خاصة وأننا نتأخر كثيرا في شفافيتنا تجاه الأمور، نكن غالبا شفافين ولكن في الوقت الخطأ، نعلن القرار المناسب في الوقت غير المناسب، فنبدو مثل غريق قرر تعلم السباحة وهو غارق حتى أم رأسه. كان للطاعون الذى اجتاح أوروبا والعالم شواهد كثيرة مماثلة لما نحن، فقد عاشت أوروبا منذ القران الرابع عشر حتى القرن التاسع عشر، واجه العالم أجواء مماثلة لما نحن عليه، والفارق في الظروف والتطور ومقتضيات الحداثة والكمامة ، فقد كانت كمامتهم منقارا اخترعه طبيب فرنسي في القرن التاسع عشر. رغم التطور والعلم والقدرات، تحققت شروط الوباء كما أعلنت "الصحة العالمية " لأن الفيروس تطور ولذا أسمناه " المستجد"، وسرح الفيروس على مستوى الكرة الأرضية بشكل تجاوز التوقعات، بوفيات جاوزت الخمسة آلاف شخص ومعدل انتشار خطير، ولا يعلم أحد على الكرة الأرضية العدد الحقيقي، لأن هناك دولا تخفى الأعداد الحقيقية للمصابين!! عزل دول بأكملها عن المحيط الخارجي وولايات ومدن وإغلاق جميع نشاطات الحياة، مدراس وجامعات ومولات تجارية ومسارح وسينمات وحدائق عامة، منع الصلاة في المساجد وإغلاق دور العبادة والأماكن المقدسة، وجيوش تخلى متاجر وشوارع ومدن، وتلزم مواطنيها بالمكوث في المنازل، ورؤساء دول وحكومات دول متقدمة يصابون بالفيروس، وفزع ترجمه رئيس وزراء بريطانيا بالقول صراحة لمواطنيه : استعدوا.. فقد تفقدون أحبائكم! الخطاب الحكومي المصري لابد أن يكون أكثر اشتباكا مع واقع انتشار الفيروس، ونتخلى عن التبريرات التي لم تعد صالحة في دنيا صغيرة، بلمسة نعرف عنها كل شيء، ليس وحدنا على هذا الكوكب، وندرك بالطبع مخاطر أي قرار، ولكن التأجيل لأى قرارات تتعلق بحياة الناس أخطر كثيرا، والثمن سيكون أغلى، سندفعه بفداحة من قدراتنا الاقتصادية ومنعتنا الاجتماعية وصحة مواطنينا، والعالم بأجمع يعاني، لسنا وحدنا نكرر. قد تكون جملة " بوريس جونسون " قاسية " رغم أن بريطانيا المتضرر الأقل حتى الآن بين الدول الكبرى، ولكنها صيحة مسؤولة، مثلما فعل ماكرون ويفعل كلما واجه أمته، فلنحتاط جميعا، حتى لا نفقد أحبائنا.. سلمت مصر وسلم شعبها.