"يا أبو مادة يا ساقط".. تفاصيل مقتل الطفلة "نوران" خنقا على يد أخيها المراهق

يالا يا أبو مادة.. يا ساقط" كلمات حملت شيء من السخرية والمعايرة أشعلت غضب طالب بالمرحلة الإعدادية ليقرر التخلص من حياة شقيقته بطريقة مأساوية.
صباح اليوم الخميس، غادر زوجان منزلهما المتواضع بشارع المحطة القريب من ميدان الجيزة في طريقهما إلى محل عملهما، تركا أبنائهما "زياد و"نوران" بمفردهما دون أن يدري بخلدهما بما يخبئ لهما الصدر صبيحة ذلك اليوم.
لم يكد الأب يصل محل عمله حتى رن جرس هاتفه الجوال، تردد في الرد بسبب عدم معرفته بهوية المتصل، لكن سرعان ما أجاب ليتلقى صاعقة من أحد جيرانه أخبره "تعالى بسرعة بنتك اتقتلت".
لحظات فقد معها الأب القدرة على النطق والحركة على حد سواء، حاول استيعاب ما وقع على مسامعه للتو، همَّ بالعودة إلى مسكنه للوقوف على حقيقة الأمر أملا في أن يكون محض مُزحة أو كابوس سيستفيق منه.
توقفت آمال الأب لدى وصوله ناصية الشارع سكنه، سيارات الشرطة أسفل العقار، الأهالي يقتربون منه لمواساتها "شد حيلك" أيقن معها أن الأمر حقيقة وليس أضحوكة.
بخطوات متثاقلة ارتقى الأب درجات السلم وصولا إلى شقته التي اكتظت برجال المباحث فاقترب منه أحد قيادات الشرطة "البقاء لله" بينما مرقت مقلتاه جثة ابنته "نوران" 14 سنة، مغطاة بملاءة فبادر بالسؤال "ايه اللي حصل؟".
تتوالى الصدمات على رب الأسرة لدى معرفته بالفاجعة، تحريات المقدم مصطفى كمال رئيس مباحث الجيزة، ومعاونه الرائد هشام فتحي، توصلت إلى أن مشادة كلامية وقعت بين المجني عليها وشقيقها "زياد" إذ عايرته بفشله في الدراسة، خاصة رسوبه في أحد المواد العام الماضي، مما أثار حفيظته، فأقدم على التخلص منها شنقا بواسطة ملاءة سرير مستغلا عدم تواجد الأب والأم.
دخل الأب المكلوم في نوبة بكاء هستيرية حزنا على فقدان فلذتي كبده، ابنته قُتلت والجاني شقيقها، تزامنا مع وصول فريق الأدلة الجنائية والنيابة العامة للمعاينة؛ تمهيدا لنقل الجثة إلى المشرحة والتصريح بدفنها.
"القاتل الصغير" برر فعلته بدافع الانتقام والتخلص من سخرية ومعايرة شقيقته له، مشيرا إلى أن الخلاف تجدد صباح اليوم لدى حديثها "يا فاشل يا أبو مادة يا ساقط" فانتهى الحال بارتكابه الجريمة.
تحرر المحضر اللازم بالواقعة، وأحاله العقيد محمد سلامة، مأمور قسم الجيزة، إلى النيابة العامة للتحقيق.