ذكرت مجلة "فورين بوليسي"، أن الولاياتالمتحدةوالصين، أصبحتا داخل واحدة من أقوى الحروب الباردة في التاريخ، خاصة بعدما تعمدت بكين اختراق حسابات عشرات الشخصيات رفيعة المستوى في البنتاجون، وإصرار واشنطن على عدم التخلي عن بحر الصينالجنوبي، فضلًا عن المعارك التجارية التي لن تهدأ. وأكدت المجلة الأمريكية، أن سباق التسلح والتنافس العسكري الأمريكي مع الصين، سيحدد ملامح القرن الحادي والعشرين، لافتة إلى أن الاختراقات السيبرانية بلغت ذروتها، خاصة بعدما اخترقت الحواسيب الصينية سجلات الصيانة الخاصة بالسفن الحربية الأمريكية، وسجلات أفراد البنتاجون، وما إلى ذلك. وترى "فورين بوليسي" أن تلك الحالة سوف تستمر لعقود وستزداد سوءًا، مشددة على أن الحرب الباردة الجديدة دائمة بسبب مجموعة من العوامل التي يفهمها الجنرالات والاستراتيجيون، لكن العديد منهم، ولا سيما من رجال الأعمال والمجتمع المالي الذين يقطنون دافوس، لا يزالون يفضلون إنكارها. وأوضحت المجلة، أن الخلافات بين الولاياتالمتحدةوالصين صارخة وأساسية، ويمكن بالكاد أن يتم التفاوض على حلها، ولكن لا يمكن أبدًا تهدئتها. واستطردت المجلة الأمريكية أن الصينيين ملتزمين بدفع القوات البحرية والجوية الأمريكية بعيدًا عن غرب المحيط الهادئ "جنوب وشرق الصين"، في حين أن جيش الولاياتالمتحدة عازم على البقاء في تلك المنطقة. وأكدت أن الصين ترى بحر الصينالجنوبي بالطريقة التي رأى بها الاستراتيجيون الأمريكيون منطقة البحر الكاريبي في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، على أنها الامتداد الرئيسي للمياه الزرقاء من كتلة أراضيهم القارية، التي تمكنهم من السيطرة على المحيط. ولفتت المجلة إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية تواجه التهديد الصيني بنشاط أكبر بكثير من نظيره الروسي، لأنها تعتبر بكين، بقدرتها الفائقة كقوة تكنولوجية صاعدة، ربما تتخطى واشنطن في أنظمة المعارك الرقمية. وأكدت أن المعضلة الأمريكيةالصينية، تكمن في رفض واشنطن إعطاء حق الملاحة والسيطرة على بحر الصينالجنوبي، وهو أمر يحظى بتأييد كبير داخل الولاياتالمتحدة، موضحة أنه منذ أن ذهب الرئيس ريتشارد نيكسون إلى الصين في عام 1972، كانت سياسة بلاده تجاه المحيط الهادئ ثابتة بغض النظر عن الاختلافات الحزبية داخل إدارة أي رئيس. ولفتت "فورين بوليسي"، إلى أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي تعاونا بشكل نادر على قضية الصين ومحاولة تحجيمها، وبالتالي شهدت الولاياتالمتحدة تأييدًا داخليًا واستقرارًا بشأن ما يرونه ب"الخصم الأبرز". وأوضحت أن النقاط التي يمكن أن تتحول إلى صفقة تجارية، فإن مردودها داخل الولاياتالمتحدة جيد ومتوافق من الحزبين، مع التحفظ على أسلوب بكين في سرقة الملكية الفكرية، واكتساب التكنولوجيا المتقدمة من خلال الاستحواذ على جميع القطاعات التجارية الخاصة والعامة في بلادها، لافتة في الوقت ذاته، إلى أنه في حالة نجاح المحادثات التجارية، لن تكون قادرة على تغيير النهج الصين التقليدي المعروف. وذكرت "فورين بوليسي"، أنه من أجل فهم ما يجري، يجب على صناع القرار في البلدين، التوقف عن الفصل بين التوترات التجارية والعسكرية بين الولاياتالمتحدةوالصين. وأوضحت المجلة، أن التطور الأيديولوجي في الصين أثر بشكل كبير على العلاقات بين الصينوالولاياتالمتحدة، بعدما شوهد تطور بكين الصارم من عهد لدنج شياو بينج وخلفائه حتى وصلت إلى حكم تشي جين بينج لتتحول إلى دولة "سلطوية صلبة". استطردت "فورين بوليسي" أن التطور التكنولوجي للصين يعزز النزاع بين البلدين، بدلًا من تخفيف وطأته، بعدما تحولت الحرب إلى مجرد نقرة واحدة على الحاسب. وأضافت أن المحيط الهادئ لم يعد هو الحاجز الوحيد في العلاقات بين الصينوالولاياتالمتحدة، موضحة أن عصر الحرب الجديد سيكون مستحيلًا بدون السباق الاقتصادي والتكنولوجي.