18 ألف جنيه تُنقذ عيون رضيع بالشرقية.. وجده: "بعنا كل ما نمتلك" (صور)

رجل بسيط لا يملك إلا قوت يومه، من عمله المتقطع ك"لحام" إطارات سيارات بعدما عاندته الظروف، وتسبب فقدانه لعينه اليُسرى في مأساة كادت ترى انفراجة ولو للحظات، بعد شهورٍ انتظرها ليرى بعينه الواحدة طفلة الأول ونور حياته المنتظر "حسن"، إلا أن الظروف لم تكن رحيمة بالأب أو نجله؛ إذ جاءت عملية الولادة مبكرة عن موعدها ب30 يومًا قضاها الرضيع في الحضانة، وما إن انقضت حتى وقع النبأ كالصاعقة على الجميع "حسن مش بيشوف".
الظروف البسيطة للأب "محمود عبداللطيف" البالغ 26 سنة، لم تكن لتؤرقه ما دام قادرًا على سد احتياجات بيته ولو بأقل القليل، إلا أن إصابة وليده جاءت في مقتل، وفق روايته: "حسن كان كل اللي بترجاه من الدنيا، ولما ربنا ابتلاني وخسرت عيني الشمال قولت أكيد ربنا هيكرمني بولد يكون عنيا الاتنين ويعوضني عن كل حاجة".
وأضاف محمود ل"مصراوي": "والله شغال باليومية ويوم فيه و10 مفيش، وعمري ما زعلت على حاجة، لكن حكمة ربنا إن حسن وقت ما اتولد كان محتاج يتحط في الحضانة لمدة شهر"، موضحًا أن سعة ظروفه قادته لوضع الطفل في حضانة مستشفى "القنايات" إلا أنه خرج منها لا يرى: "لقيناه مش بيركز بعنيه معانا ولا أي حاجة، ولما عرضناه على دكتور قال لنا إنه مش بيشوف".
ويلتقط جد الطفل أطراف الحديث عن مأساة حفيدة: "دوخنا ولفينا به على المستشفيات كلها لغاية ما روحنا لمستشفى مغربي للعيون، وهناك حد من الدكاترة الله يبارك له عرفنا إن حسن عنده ألياف على الشبكية وممكن تكون بسبب الفترة اللي قعدها في الحضانة".
وأوضح الجد ل"مصراوي" أنه لم يسع إلى تحرير أية محاضر بشان فتح التحقيق في واقعة الإهمال من عدمها، منوهًا بأن كل ما يهمه هو إنقاذ مستقبل حفيده: "الدكتور أدانا الأمل وقال إن ممكن حسن يشوف كويس لو اتعملت له عملية علشان يشيلوا الألياف اللي على عينه، لكن العملية محتاجة 18 ألف جنيه وإحنا ناس غلابة ومحيلتناش حاجة نبيعها علشان ننقذ حسن".
واختتم الحاج عبداللطيف حديثه برسالة إلى ذوي القلوب الرحيمة: "يا ريت صوتنا يوصل لأي حد يساعد الطفل البريء دا إنه يشوف حتى علشان يعرف يساعد نفسه لما يكبر، أبوه عينيه تعبانة ويوم بيشتغل ويوم مفيش.. الله يبارك للناس الطيبة تساعدنا في محنتنا، والله لو عندي حاجة أبيعها وأساعده مش هتأخر ولا هطلب حاجة".