أنا متزوجة من 9 سنوات وعندي مشكلة مالهاش حل، هي تفكير جوزي، عاوز كل حاجة يقولها هي اللي تتنفذ بدون مناقشة، ولو اتناقشت يعتبر ده مجادلة مني ومايكمّلش المناقشة وبتقلب بخناقة كبيرة. أغلب الخناقات بسبب إني عاوزة أروح عند أهلي وهو عاوز يودّيني اليوم اللي على مزاجه، وهو بيكره أهلي وعاوز يبعدني عنهم وعشان كده بيعاند معايا ومش عاوز يوديني، وأي خناقة نتخانقها يدّخل أهلي في الموضوع والجيران كمان في المشاكل اللي ما بينا. وهو بيقول إنه مالوش كبير وأي حاجة بيقولها هو صح دايما واللي حواليا هما اللي غلط، وآخر مشكلة بيقول لي أنا بقيت أكرهك، وأنا عندي منه ولد وبنت صغيرين ومابقاش عندي طاقة ولا صبر، لأني استحملته كتير ومش عارفة أعمل إيه. ومن ضمن المشاكل إنه بيعلق على أي حاجة، لو أي صديقة رنت لي يقول لي إيه لازمة الرنة دي، عاوز يبعدني عن كل الناس، أنا نفسيتي تعبانة جدا لدرجة إني فكرت ماكملش معاه تاني لأني متأكدة إنه مش هيتغير، لأني اتعاملت معاه بكل الطرق وصبرت عليه بس هو خلاص كده مش هيتغير طبعا. ولو بنتكلم في أي موضوع ممكن يفتكر لي حاجات من أيام الخطوبة من 10 سنين وكل مرة أقول له خلاص بقى اللي فات مانتكلمش فيه تاني بس مافيش فايدة. أرجو الاهتمام والرد بأقصى سرعة.. شكرا.
semooo
صديقتنا العزيزة.. مشكلتك بيقع فيها سيدات كتير، وللأسف هي مشكلة بتيجي من طريقة تربية مجتمعنا للرجل في الأساس على إنه سيد البيت وصاحب الكلمة و.. و.. وحتى أمه بتنسى تعلّمه إنه لازم سيد البيت يبقى خادمه وإنه ممكن يكون صاحب الكلمة، بس فيه حاجة اسمها مناقشة وشورى وما خاب من استشار، لكن حتى الستات في مجتمعاتنا محتاجة تربية جديدة وثقافة جديدة تساعدهم يبقى عندهم ثقة بنفسهم وتديهم القوة اللي محتاجينها في حياتهم. مشكلتك مع جوزك ممكن جدا ما تنتهيش بالطلاق لو اتطلقتي لا قدر الله، لأنك بتتعاملي مع مجتمع كامل بيفكر بنفس الطريقة، فيمكن لو رجعتي لبيت أهلك مطلّقة يكون في بيتك أب أو حتى أم تتحكم فيكي وتفرض سلطتها عليكي، أنا شخصيا شايفة إن الطلاق حل مش كويس خصوصا في وجود طفلين، إلا لو كنتي فعليا عايشة حياة مزرية ومأساوية. لكن لو إنتي علاقتك بيه في الغالب كويسة وعلاقتكم الحميمية مستقرة فمشكلتك مع جوزك قابلة للحل على المدى الطويل، يعني محتاجة صبر شوية، بس إزاي؟ هو ده السؤال المهم، وحله ببساطة في 3 كلمات (التقبل، والوعي، والحيلة) إحنا لما بنعرف شخص لأي سبب، أول فكرة عادة بتخطر على بالنا لما بنكتشف عيوبه هي: إننا عاوزين نغيّر عيوبه. ودي فكرة ساذجة لأن ربنا نفسه مش بيغيّر غير اللي عاوز يتغير من جواه، وكمان لأنها بتجنن الطرف الآخر لأنه حاسس إنك مش راضية عنه وعاوزة تغيّريه طول الوقت، فبيبدأ يعند ويتمادى في الحاجات المستفزة بالنسبة لك، والحل العملي وهتشوفي نتيجته هو التقبل. من جواكي ازرعي فكرة إن جوزي كده ومش هايتغير وأنا لازم أتعامل معاه على الشكل ده، أحبه رغم إن دماغه ناشفة وأقدّر إنه مش قادر يتآلف مع أهلي وأعرف إنه مش بينسى، فلما يجيب في القديم أحاول أسكت وأسيبه يفتكره لوحده عشان أنا مش عاوزة مشاكل. الخطوة الأولى تقبليه وبطلي تحاولي تغيّريه، ودوّري على الحاجات الحلوة اللي فيه واستفزيها. أما الوعي يا صديقتي في الجواز فهو ممارسة زي أي ممارسة، زي الرياضة والشغل والطبخ وقابلة للتطوير والتحسين؛ بدل من الشكوى اقري شوية على النوع ده من الرجالة واقري إزاي تتعاملي معاه. اقري كمان عن طرق جديدة عشان تكسبي جوزك، حطي أولوية ليكي إنك تخلي حياتكم سعيدة ومستقرة، مش إنك تروحي لأهلك أو إنك ترني على صاحبتك، وحاولي إنك تعملي الحاجات اللي إنتي عاوزاها وإنتي لوحدك، زي إنك تكلمي أمك أو صاحبتك في التليفون مثلا في الوقت اللي هو مش موجود فيه، ولما تكوني معاه خلي وقتك له لوحده، أولا هتتفادي الصدام، وثانيا علاقتكم هتتحسن جدا. ثالث حاجة الحيلة، وهنا معناها الذكاء في وقت الطلب وشكل الطلب، فاكرة ليه وإحنا صغيرين كنا نتحايل على أمهاتنا تجيب لنا شيكولاتة؟ مع النوع اللي زي جوزك إنتي محتاجة تغيّري طريقتك في الطلب والعرض معاه لو حابة تاخدي اللي إنتي عاوزاه بدون خناقات وصدامات. وبمناسبة الموضوع ده فكرتيني بحدوتة طريفة: "بيقولوا واحدة راحت لعرّاف عشان عندها نفس مشكلتك بالظبط، فضحك عليها وقال أنا هاطلب طلب غريب فهي تحتاس فيه وماترجعش عشان دي مشكلة مالهاش حل عندي، فقال لها هاتي لي قرد برّي فالست راحت وبعدها بأيام لقاها جايبة القرد وجاية، فالرجل اتفاجئ وقال لها جبتيه إزاي؟ فقالت له سافرت لأقرب غابة وأخدت معايا موز وسوداني، وفضلت قاعدة أستنى القرود لما تظهر وأشاور لهم وأتحايل عليهم لغاية ما قرّب القرد الصغيّر ده مني وأكل وبعدين حبني ورضي ييجي معايا، قال لها يا شيخة! وبتشتكي؟! ده إنتي لو عملتي لجوزك ربع اللي إنت عملتيه للقرد ده ماكانش بقى عندك مشكلة أصلا". يا رب تكون الرسالة وصلت.. وربنا يوفقك في حياتك وتحافظي على بيتك علشان أولادك على وجه الخصوص.