تصوير: أحمد دريم نفذت هيئة بلان الدولية بالتنسيق مع مديرية أوقاف أسيوط ورشة عمل حول ختان الإناث، ضمن برنامج "تمكين المرأة والفتاة"، بمشاركة 28 إمامًا وداعية بمركز أبوتيج، اليوم الثلاثاء، بفندق الوطنية بوسط المدينة. تناول الشيخ هاني محمد أحمد، مدير المتابعة الميدانية بالمديرية، موضوع ختان الإناث والزواج المبكر والمعتقدات السائدة التي يمارسها البعض في ختان الفتاة خاصة المجتمعات العربية، وأضاف أن مسألة الختان باطلة شرعًا وطبيًا، مستنكرًا بعض الأقاويل التي يستشهد بها البعض في ممارسة تلك العادة ومنها "طهارة" الفتاة. وأوضح أحمد أن ختان الإناث هو قطع أجزاء من الجهاز التناسلي للفتاة تحت مسميات الختان الفرعوني أو السوداني وهو أشد أنواع الختان، لافتًا إلى أن عادة الختان لا تتم إلا في الدول الأفريقية منها مصر والصومال والسودان ولكنها لا تمارس في الكويت أو السعودية، وهناك حالات يرجع فيها الرأي إلى أهل الاختصاص كالأطباء في حالة وجود ما يستدعى تلك العملية. وأشار مدير المتابعة الميدانية إلى أن الأعضاء التي يتم بترها من جسد الفتاة خلال عملية الختان لها وظائف هامة جدًا، ولا صحة لعلاقتها بالإثارة الجنسية فالمخ هو المسؤول عن تلك الوظيفة كما أن لعملية البتر مضاعفات خطيرة تزداد مع أنواع الختان الشديدة، مستشهدًا بآراء وأقوال بعض العلماء والمشايخ في مسألة الختان وبعض الأحاديث الشريفة، مؤكدًا على أن الداعية الإسلامي يجب أن يكون ملمًا بالجانب الديني والقانوني والطبي في ما يتعلق بختان الإناث. وقال الشيخ محمود محمد عبد الفتاح، مفتش دعوة وأحد المشاركين في الورشة، إن الورشة تناولت موضوعًا هامًا خاصة في المجتمع الصعيدي، لافتًا إلى أن عادة الختان مرفوضة عقلا ودينا وإنسانيةً وقانونا، فالله عز وجل خلق الإنسان في أحسن صوره فلا يجوز للإنسان التعدي على أخيه بأي شكل، مشيرًا إلى أن عملية الختان تسبب ضرر نفسي وجسدي بالغ للفتاة أبسطها الشعور بالإساءة، كما أنه عرفيًا لا يجوز التعرض للمرأة فهي تمثل المجتمع بأكمله. وتابع الشيخ محمد محمود عبد المطلب، كبير أئمة بقرية باقور، أن الورشة كانت بحاجة إلى تواجد أخصائي اجتماعي ومأذون شرعي لمعرفة كافة الجوانب التي تتعلق بمسألة ختان الإناث، مشيرًا إلى رفض البعض إجراء الختان للإناث لأنها موروث اجتماعي، وأضاف أنه على مستوى مركز أبوتيج فالمدينة ترفض الختان بنسبة 60% أما القرى فكلما كان أهلها على قدر عالٍ من التعليم نجحوا في القضاء على تلك العادة عن طريق عقد الندوات ولقاءات التوعية، بجانب تواجد أخصائي نفسي لشرح الأبعاد النفسية لتلك العادة. وذكر الشيخ محمد سيد على الفليو، إمام ومدرس بمدرسة السلام، أنه لا تعارض مع الجانب العلمي مع الجانب التشريعي فيما يتعلق بعملية الختان لأنهما يكملان بعضهما البعض بالإضافة إلى الجانب القانوني، فأصل الموضوع في القرى حيث أن أغلبها ليس لديها توعية على القدر الكافي والحل يكمن في عقد اللقاءات الدينية والندوات أو احتكاك الفتاة المباشر بتلقي ندوة توعوية لإيضاح مخاطر الختان. ومن جانبها قالت منال فوزي، منسق برنامج "تمكين المرأة والفتاة"، إن ورشة اليوم تأتى ضمن سلسلة ورش تنفذها هيئة بلان الدولية لتوعية المرأة وتثقيفها، مشيرة إلى التنسيق مع مديرية الأوقاف في اختيار أئمة مركز أبوتيج للحديث حول موضوع ختان الفتاة لما للداعية من دور بارز وفعال في المجتمع، وعقد ورشة أخرى لأئمة مركز منفلوط يوم الخميس المقبل. وذكر ممدوح فتحي، مشرف منطقة منفلوط بهيئة بلان الدولية، أن الهيئة أطلقت برنامج المرأة لمدة 3 سنوات يتضمن أنشطة وفعاليات متعددة لرفع قدرات ومهارات المرأة منها مناهضة العنف ضد المرأة بمشاركة رجال الدين وتناول الجانب الديني والاجتماعي، لافتًا لاستهداف العمل في 4 قرى بمنفلوط هي بني رافع والمندرة والعزية وجحدم وكذلك مدينة أبوتيج قبلي والبلايزة وقرية دكران، بالإضافة إلى عرب المدابغ بمركز أسيوط.