نستعرض هذا الأسبوع كتيب "ختان الإناث ليس من شعائر الإسلام" الصادر عن وزارة الأوقاف يقع في 32 صفحة من القطع الصغير ويشمل تقديماً للدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف. والحكم الشرعي في ختان الإناث للدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر. والختان ليس من شعائر الإسلام للدكتور سالم عبدالجليل. وبيان مجمع البحوث الإسلامية بشأن الختان. وبيان دار الإفتاء المصرية حول الختان. وتوصيات مؤتمر العلماء العالمي نحو حظر انتهاك جسد المرأة وأخيراً قرار وزير الصحة والسكان بحظر الختان. أكد الدكتور زقزوق في المقدمة أن الإسلام صان النفس البشرية وجعل الحفاظ عليها علي رأس أولويات مقاصد الشريعة الإسلامية فلا يجوز الاعتداء عليها بأي شكل من الأشكال فالإنسان رجلاً كان أو امرأة هو بنيان الله وملعون من هدم بنيان الله وإهانة إنسان بالقول أو الفعل من المحرمات التي نهي عنها الإسلام وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم حريصاً كل الحرص علي عدم جرح شعور أي إنسان ومن هنا كان قوله: "إذ كنتم ثلاثة فلا يجوز أن يتناجي اثنان في حضرة الثالث فإن ذلك يحزنه" حيث نري كيف يحافظ الإنسان علي مشاعر الآخرين وينطبق ذلك عند المساس بأي شيء يتعلق بجسده لأن الضرر هنا يكون مضاعفاً لأنه يتصل بالناحيتين النفسية والجسدية. والإسلام حريص كل الحرص علي جسد الإنسان واستناداً إلي هذا الفهم أوصي بختان الرجل وهذا أمر مقرر منذ سيدنا إبراهيم عليه السلام وفي المقابل لم يرد نص ديني صريح يحتم الختان بالنسبة للإناث ولم يثبت علمياً أنه له فوائد تعود علي المرأة بل العكس هو الصحيح. والمعروف أن معظم دول العالم الإسلامي لا تمارس هذه العادة ولكنها مارستها الدول الأفريقية قديماً خاصة تلك الدول المطلة علي حوض النيل. أكد الدكتور زقزوف أنه لايجوز أنپنحمل الإسلام مسئولية انتشار هذه العادة ويجب التوضيح والتفريق بين ما هو إسلامي وبين ما هو عادة قديمة منكرة منتشرة في بعض الدول الإسلامية. الحكم الشرعي وعن الحكم الشرعي في ختان الإناث يقول الدكتورمحمد سيد طنطاوي - شيخ الأزهر - إن من المبادئ الأساسية التي قررتها شريعة الإسلام : أنه متي ثبت أن فعلا ما به ضرر بالإنسان وجب الامتناع عن هذا الفعل دفعا لهذا الضرر وختان الإناث من الأفعال التي قال عنها كثير من العلماء إنه لم يرد بشأنها نص شرعي يعتمد عليه وحديث ختان المرأة روي من أوجه كثيرة وكلها ضعيفة معلولة مخدوشة لا يصح الاحتجاج بها وقد قال الإمام بن المنذر - رحمه الله - "ليس الختان خبريرجع إليه ولاسنة تتبع". أما أهل الخبرة والاختصاص من الأطباء الثقاة فإن عددا كبيرا منهم قد حكم بأن ختان الإناث فيه ضرر وفيه مخاطر بدنية ونفسية عليهن. مفهوم الختان تناول الدكتور سالم عبدالجليل - رئيس الإدارة المركزية لشئون الدعوة - الختان بالتفصيل وتكلم أولاً عن مفهوم الختان "خمس من الفطرة: الختان والاستحداد ونتف الإبط وحلق العانة وتقليم الأظافر" وقال تعالي "فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله" "الروم: 30". قال النووي: ويسمي ختان الرجل إعذاراً وختان المرأة خفضاً والختان بالنسبة للرجال مشروع أما للإناث فليس فيه نص صحيح إنما يرجع كله إلي الأعراف الاجتماعية والتقاليد الموروثة. وهو عادة اجتماعية لا علاقة لها بالدين كانت معروفة قبل نزول الوحي علي الأنبياء وقبل ظهور الديانات السماوية الثلاث وانتشرت في أوساط بعض المجموعات البشرية. ويؤكد الدكتور سالم أن قياس ختان الإناث علي ختان الذكور خطأ حيث يوجد فروق كبيرة في القياس أهمها ثبت ضرورة أن ختان الذكور ثابت دينياً مفيد طبياً أما الإناث فقد ثبت ضرره ولا توجد له فائدة واحدة وعن الآراء والمعتقدات الخاطئة عن الختان يرد الدكتور سالم علي الزعم بأن ختان الإناث مفيد لأنه نظافة: هو تصور خاطئ لأن احتمالية تعرض البنت للأمراض عالية جداً عند اجراء العملية ثم ان الطهارة والنظافة مسألة شخصية. وعن الزعم بأن ختان البنت ضروري باعتباره عملية تجميل لإزالة الجزء غير الطبيعي من البظر وهو ضرورة للزوج لأن البنت غير المختونة يمكن أن تخون زوجها لو غاب عنها يرد فيقول الدكتور سالم إن العفة خلق يرتبط بالإيمان ومراقبة الله تعالي. أكد أن ختان الإناث ليس من شعائر الإسلام للأسباب الآتية: خلو القرآن الكريم من أي نص يتضمن إشارة من قريب أو بعيد إلي ختان الإناث. لا يوجد دليل واحد صحيح السند من السنة المطهرة يمكن أن يستفاد منه حكم شرعي في هذه المسألة. ليس هناك إجماع علي حكم شرعي فيه ولا قياس يمكن أن يقبل في شأنه ومن كل ذلك يتضح أن عادة ختان الإناث لا أصل لها في الدين. عادة بلا أساس أما بيان مجمع البحوث الإسلامية فقد أكد أن هذه العادة ليس لها أي أساس في الإسلام وإنما هي انتشرت واستقرت في عدد قليل من المجتمعات المسلمة وقد ثبت ضررها وخطرها علي صحة الفتيات ولذلك نبه المجلس إلي ضرورة تنظيم حملة إرشادية وإعلامية تحذر المواطنين من ممارسة هذه العادة الضارة. وكذلك بيان دار الإفتاء المصرية فقد أكد أن ختان الإناث من قبيل العادات وليس من قبيل الشعائر فالذي هو من الشعائر إنما هو ختان الذكور. عن الرأي الطبي قال د.جمال أبوالسرور مدير المركز الدولي الإسلامي بجامعة الأزهر: إن عملية الختان وما يتم فيها من عذاب ومعاناة للفتاة تسبب العديد من المضاعفات حتي وإن أجريت تلك العملية علي أعلي مستوي طبي وأهم هذه المضاعفات الصدمة العصبية التي تصيب الفتاة وتلازمها طوال حياتها.. وأيضا الالتهابات التي تصيب موضع العملية قد تؤدي إلي العقم واحتمال حدوث ناسور بولي أو شرجي.. وأيضا تعرض الفتاة عند الزواج لمشاكل كثيرة.