ذكرت شبكة (فوكس نيوز) الإخبارية الأمريكية نقلا عن سكان ونشطاء من مدينة "الرقة " السورية (العاصمة المزعومة لتنظيم داعش) قولهم: "إن مقاتلي التنظيم يحصنون دفاعاتهم تخوفا من هجوم وشيك على المدينة" في الوقت الذي يكثف فيه طيران التحالف غاراته على المدينة ردا على هجمات باريس الأسبوع الماضي، التي أعلن التنظيم مسؤوليته عنها. وأوضح التقرير، الذي نشرته الشبكة على موقعها الإليكتروني اليوم الأربعاء، أن مقاتلي التنظيم يختبئون في الأحياء السكنية ويمنعون أي شخص من الهروب، وبات الخوف يعم أرجاء المدينة الواقعة شمال سوريا والبالغ تعداد سكانها (350 ألف شخص) لاسيما مع القصف اليومي لأرجائها من قبل الطيران الروسي والفرنسي. وأشار استنادا إلى شهادات سكان في "الرقة " فروا إلى تركيا ، إلى مخاوف مقاتلي التنظيم من تعرضهم للحصار مع عدم وجود مكان آمن يفرون إليه مع وجود دلائل بهجوم وشيك من قبل القوات الكردية والعربية في سوريا على "الرقة" . ولفت إلى أن المتشددين يقومون بحفر أماكن للاختباء بها مما يصعب أي هجوم محتمل لاستهدافهم، فيما يقوم التنظيم بتعزيز دفاعاته داخل المدينة منذ أواخر أكتوبر الماضي بعد أن شنت "قوات سوريا الديمقراطية" حملة لاستعادة المدينة، ومنذ ذلك الحين حظر التنظيم مغادرة السكان للمدينة، وزاد من الحظر في الأيام الأخيرة، ما يشير لمخاوف من نيته استخدام المدنيين كدروع بشرية في أية معركة مستقبلية. ورصد التقرير أيضا وفقا لشهادة ناشط من الرقة يُدعى خالد، يعيش في تركيا لكنه على تواصل دائم مع سكان في المدينة، أن التنظيم قام بنقل مقاتليه لمنازل خالية من السكان بالأحياء السكنية حتى لا تتعرض قواعده للاستهداف .. مضيفا أن الخوف بات يعم أرجاء المدينة لا سيما مع منع التنظيم للمدنيين من مغادرتها. وتطرق أيضا إلى تدابير جديدة قام التنظيم بتفعيلها أيضا، وفقا لعدد من النشطاء، ومن بينها إعطاء أوامر لمقاتليه بالتحرك في الأزقة والشوارع الجانبية حتى لا تكتشفهم الطائرات جوا مع عدم استخدامهم للمركبات ليلا. وتحدث ناشط آخر من الرقة، رفض الكشف عن هويته خوفا من انتقام التنظيم منه، قائلا: "في الطرق المؤدية للرقة، قام المتشددون بحفر أنفاق وخنادق واسعة، وفي الآونة الأخيرة وضع المسلحون الإطارات المملوءة بالوقود على البراميل الفارغة في جميع أنحاء المدينة، مع التخطيط لإشعالها في حالة وقوع هجوم لتغطية السماء بالدخان". ونقل رسالة أخرى لناشط كردي قال فيها "إن قوات سوريا الديمقراطية تتحرك جنوبا صوب مدينة الشدادة، أحد معاقل داعش، الواقعة على بعد 90 ميلا شرقا من الرقة، وإنه في حالة نجاحهم في السيطرة عليها فيستجهون شرقا صوب الرقة من خلال جبل عبدالعزيز ومدينة عين عيسى. وأضاف أن تحرير الرقة سيشكل ضربة كبيرة تؤشر لبداية النهاية لتنظيم "داعش " في سوريا، مطالبا بدعم دولي أكبر للقوات الكردية العربية.