في الوقت الذي أعرب فيه عددا من ممثلي القوى السياسية عن ارتياحهم بعد قرار المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية بعض مواد قانون تقسيم الدوائر، والتي أدت لتأجيل فترة الانتخابات البرلمانية، جاء القرار بمثابة صدمة لعدد من المرشحين الذين أنفقوا مبالغ طائلة على حملاتهم الدعائية، بعد أن اعتبروا أن مد أجل الانتخابات هو استمرارا لخسائرهم المادية لحين تحديد موعد الاقتراع. وكشفت مصادر مطلعة ل مصراوي أنه تم إنفاق أكثر من 8 ملايين جنيه، تقريبا تحت مسمى دعاية انتخابية وإعانات و تبرعات لفقراء المواطنين في الإسكندرية، بعد أن فضل بعض المرشحين البقاء على الطريقة القديمة في استقطاب أصوات البسطاء بالزيت والسكر، خاصة مع ارتباط موسم الإعانات لبسطاء الشعب بموعد اقتراب الانتخابات البرلمانية، كمحاولة لاستقطاب المزيد من الأصوات وكذا لتفادي اجتياز الحد الأقصى القانوني لمصاريف الدعاية الانتخابية. وأضافت المصادر أن أغلب المرشحين الذين أنفقوا مبالغ مالية كبيرة للدعاية الانتخابية هم من الشخصيات المحسوبة على الأنظمة السابقة و الوطني المنحل حيث بلغت نسبة مصروفاتهم 70% ، يليهم مرشحي حزب النور الذين بلغت نسبة 25% ، بينما بلغ المعدل التقديري لإنفاق المرشحين المستقلين 5%، لافتين إلى أن تأجيل الانتخابات قد يكلفهم المزيد من أموال الدعاية. وأشارت المصادر إلى أنه يأتي من بين المرشحين الأكثر إنفاقا في الإسكندرية رجل الأعمال محمد مجدي عفيفي، عضو مجلس الشوري السابق عن الوطني المنحل لدورتين متتاليتين، والمرشح الحالي لدائرة كرموز، وهو أيضا أحد المقام ضدهم طعنا في ترشحهم أمام محكمة القضاء الإداري بالإسكندرية لانتمائهم للحزب الوطني، حيث قاربت المبالغ التي أنفقها على هامش الانتخابات من 2 مليون جنيه بين هدايا عينية ودعاية انتخابية. وجاء من بين المرشحين الذين أنفقوا مبالغ كبيرة للدعاية ، رجل الأعمال سعداوي راغب ضيف الله، الذي كان قد منح قبيل فتح باب الكشف الطبي للمرشحين، مبلغ مليون جنيه في صورة تبرع لأعمال الخير للدعوة السلفية، والذي اعتبره عدد من النشطاء السياسيين آنذاك بأنه ضمن الأموال المنفقة في التحالفات الانتخابية بين الطرفين الذين يسيطران على اغلب أصوات غرب الإسكندرية، وأعقبه تعليق قيادات الدعوة السلفية بأن المبلغ كان لأعمال الخير وليس للدعاية. فيما تضمنت المصروفات التي أنفقها كل من حزب النور والدعوة السلفية، على الدعاية الانتخابية قيام جمعية "أمة واحدة" الخيرية، التابعة للدعوة السلفية، بتوزيع 6 آلاف بطانية على الفقراء والمحتاجين ومحدودي الدخل من أهالي مدينة العامرية غرب الإسكندرية، فى إطار ما أسموه بحملة"دفئ فقيرًا".، بالإضافة لتقديم حزب النور في الإسكندرية، عددا من السخانات الكهربائية لمستشفى "أبو قير العام"، في إطار ما وصفوه بأنه حرصا من الحزب على دعم المؤسسات في عملها قدر المستطاع.