توصل السياسيون في ايرلندا الشمالية، الثلاثاء، إلى اتفاقا حول عدد من القضايا الخلافية التي هددت حكومة تقاسم السلطة في البلاد بعد 11 أسبوعا من المناقشات. ويحل الاتفاق المعلن اليوم المشاكل الخاصة بميزانية الحكومة المحلية وعدم تنفيذ إصلاحات الرعاية، بينما يتم تأسيس هياكل جديدة للتعامل مع إرث أعمال العنف والقتل التي لم تحل خلال الاضطرابات. ولكن تبقى القضايا الشائكة مثل رفع الأعلام فوق المباني، والمسيرات الطائفية، التي تم تأجيلها مع تشكيل لجنة خاصة من شأنها التحقيق في كل قضية على حدة مثل موكب شمال بلفاست الذي أدى إلى اضطراب طائفي خطير. وسيتم تسليم حكومة تقاسم السلطة في بلفاست ملياري جنيه إسترليني لتخفيف أثر الإصلاحات على نظام الرعاية والتخفيضات على مدى العقد القادم والتي وافقت عليها الأحزاب في النهاية. كما سيتم استخدام هذا المبلغ أيضا لتمويل مؤسسة جديدة للتحقيق في إرث الاضطرابات، وعلاج ضحايا الصراع وآلاف الجرائم التي لم تحل منذ عام 1969. ومن المنتظر أن تقدم الأحزاب السياسية الرئيسية الخمسة في أيرلندا الشمالية، ذلك الاتفاق إلى أعضائها بالبرلمان، على أن تتم المصادقة عليه رسميا بعد التصويت عليه في البرلمان في وقت لاحق، ليدخل عقب ذلك حيز التنفيذ. ورحب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بتوصل القادة السياسيين في ايرلندا الشمالية لاتفاق سياسي حول القضايا الخلافية في البلاد، واصفا هذا الاتفاق ''بالتاريخي''. وقال كاميرون في بيان صادر من رئاسة الوزراء (داوننج ستريت) ''يسعدني أنه تم التوصل الى اتفاق عملي يمكن أن يسمح لأيرلندا الشمالية بالاستمتاع بمستقبل أكثر إشراقا، وازدهارا، ويتيح لها في النهاية التعامل مع ماضيها''. واضاف ''يعني هذا الاتفاق أن الحكومة البريطانية قادرة على تقديم حزمة مالية كبيرة تفتح الطريق لمزيد من الرخاء والاستقرار والأمن الاقتصادي لايرلندا الشمالية، وهذا يعني أنه يمكن للأطراف الآن التغلب على القضايا الرئيسية العالقة التي لم تحل منذ اتفاق بلفاست.'' ووصف الوزير الأول في ايرلندا الشمالية بيتر روبنسون، الاتفاق بأنه ''خطوة هائلة إلى الأمام'' في البلاد، مضيفا أن الأموال التي ستحصل عليها الحكومة من لندن قد توفر 60 ألف فرصة عمل وتنقذ عملية السلام. وقال وزير الخارجية الايرلندي تشارلي فلاناجان، الذي شارك في رئاسة المحادثات مع وزيرة ايرلندا الشمالية في الحكومة البريطانية تيريزا فيليرز إنه ''في منتصف شتاء كئيب برز اتفاق أتى بأيام أكثر إشراقا في ايرلندا الشمالية''.