توصل القادة السياسيون في أيرلندا الشمالية، إلى اتفاق اليوم، في المفاوضات الجارية منذ ثلاثة أشهر بينهم لتسوية العديد من القضايا الخلافية مثل تقاسم السلطة والمسيرات السياسية واستعراض الرموز البريطانية والأيرلندية، ورفع الأعلام على المباني العامة. وشارك في تلك المحادثات، التي جرت في مبنى البرلمان الأيرلندي "ستورمونت هاوس"، زعماء الأحزاب السياسية الخمسة في البلاد، إلى جانب وزير الخارجية الأيرلندي "تشارلي فلانجان"، ووزيرة بريطانيا لشؤون إيرلندا الشمالية "تيريزا فيليرز" ممثلة عن الحكومة البريطانية. ووفق الاتفاق المذكور، ستقوم الحكومة البريطانية بدعم حكومة أيرلندا الشمالية، بمبلغ ملياري جنيه استرليني، كما أن البرلمان الأيرلندي سيجري تعديلات على العديد من المسائل مثل المساعدات الاجتماعية، وذلك من خلال التشريع الذي سيقره في مطلع يناير المقبل، كما أن السلطات الأيرلندية ستتجه في الوقت ذاته نحو إعادة هيكلة القطاع العام. ومن المنتظر أن تقدم الأحزاب السياسية الرئيسية الخمسة في أيرلندا الشمالية، ذلك الاتفاق إلى أعضائها بالبرلمان، على أن تتم المصادقة عليه رسميا بعد التصويت عليه في البرلمان في وقت لاحق، ليدخل عقب ذلك حيز التنفيذ. ووفق الاتفاق الذي تم التوصل إليه، سيتم إنشاء لجان ومؤسسات جديدة للتعامل مع الأمور المثيرة للنزاعات، وإجراء تحقيقات في الجرائم التي ارتكبت خلال عقود الصراع الطائفي التي بدأت في أواخر الستينات وسقط فيها 3700 شخص. وأنقذ الاتفاق الذي تم الإعلان عنه اليوم، اتفاق سلام "الجمعة العظيمة" الذي أبرم عام 1998، والذي أدى الى تشكيل ائتلاف حاكم يضم العدوين السابقين حزب "الشين فين" والحزب الديمقراطي الوحدوي. ورحب رئيس الوزراء البريطاني "ديفيد كاميرون" بالاتفاق، وقال في بيان صادر من رئاسة الوزراء "يسعدني أنه تم التوصل الى اتفاق عملي يمكن أن يسمح لأيرلندا الشمالية بالاستمتاع بمستقبل أكثر إشراقا، وازدهارا، ويتيح لها في النهاية التعامل مع ماضيها". تجدر الإشارة إلى أن اتفاقات عام 1998 قد وضعت حدًا لثلاثة عقود من العنف الطائفي الذي خلف 3500 قتيل، في المقاطعة البريطانية عبر تقاسم السلطة بين البروتستانت والكاثوليك. وتهدف المفاوضات التي ترعاها الحكومة البريطانية إلى إنقاذ حكومة اقتسام السلطة في أيرلندا الشمالية، وهناك تحالف سياسي مهدد منذ سبع سنوات بين البروتستانت والكاثوليك في البلاد.