يويورك تايمز: أمريكا قلقة من احتمال بيع روسيا نظام دفاع جوى للأسد

ذكرت صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية نقلا عن مسئولين أمريكيين أن الولايات المتحدة ، التي تحاول إحضار ثوار سوريا والحكومة السورية إلى طاولة المفاوضات ، قلقة بشكل متزايد حاليا من أن روسيا تخطط لبيع نظام دفاع جوى معقد التكنولوجيا إلى سوريا .
وقالت الصحيفة في سياق تقرير بثته اليوم الخميس، على موقعها الإلكتروني، إن روسيا لديها تاريخ طويل من بيع الأسلحة للسوريين وقاعدة بحرية في البلاد ، لكن تسليم بطاريات الصواريخ ''إس-300'' الروسية سيمثل تقدما نوعيا كبيرا في الدفاعات الجوية لسوريا.
وأضافت أن النظام يعتبر فعالا بدرجة عالية وسيحد من قدرة الولايات المتحدة وغيرها من الدول على العمل فوق المجال الجوي السوري أو فرض منطقة حظر الطيران ، مشيره إلى أن هذا النظام قادر أيضا على تعقب وإطلاق صواريخ على أهداف متعددة ومن بينها الطائرات وبعض الصواريخ.
ونقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي رفيع المستوي شريطة عدم ذكر اسمه قوله ''هناك مخاوف من أن هذا قد يحدث''، في إشارة إلى التسليم المحتمل لصواريخ ''إس-300'' .
ونسبت نيويورك تايمز إلى مسئول أمريكي آخر رفض ذكر اسمه أيضا نظرا لمناقشته تقارير استخباراتية قوله ''إن جهاز الاستخبارات الغربي حذر أيضا من أن الروس قد يرسلون قريبا بطاريات دفاع جوى من طراز ''إس-300'' إلى سوريا''.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأنباء عن بيع روسي ممكن جاء عقب أقل من يوم من سعى وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، لأن تكون هناك مساعدة روسية في تسهيل الانتقال السياسي الذى سيحل محل الرئيس السوري بشار الأسد.
ونوهت إلى أن روسيا وإيران أيدتا الأسد سياسيا ووفرتا الدعم العسكري وهو الأمر الذى قال عنه المسئولون الأمريكيون إنه حصن تصميم الأسد على التشبث بالسلطة.
وأوضحت الصحيفة أن المسئولين الأمريكيين كانوا قلقين من أن احتمال بيع روسيا بطاريات دفاع جوى من طراز ''إس-300'' لإيران، بيد أنه بعد توجيه الولايات المتحدة وإسرائيل إنذارات لم يتم تزويد إيران بالأسلحة.
وأشارت إلى أنه فى الوقت الذى تعد فيه الدفاعات الجوية السورية قوية ، نفذت إسرائيل ثلاث ضربات جوية لوقف النقل المشتبه به لأسلحة متقدمة من سوريا إلى حزب الله.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنه خلال تنفيذ هجماتها - وبحسب مسئولين أمريكيين حلقت الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق لبنان المجاورة وأطلقت أسلحة جو-أرض على أهدافها.
وأضافت الصحيفة أن البيع المحتمل لصواريخ ''إس-300'' يأتي في الوقت الذى تحاول فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها جاهدين لإيجاد سبيل لإنهاء القتال في سوريا والذى قتل فيه أكثر من 70 ألف شخص حتي الأن.
وأشارت إلى أن البيت الأبيض أعلن أمس الأربعاء أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يعتزم الاجتماع مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم الاثنين المقبل في واشنطن، وأن أحد الموضوعات التي سيناقشانها هو الملف السوري.
ولفتت إلى إبداء مسئولين بريطانيين وفرنسيين أملهم بتعديل أو التخلص من حظر الاتحاد الأوروبي على مبيعات الأسلحة لسوريا والذى يمنع الدول الأوروبية الغربية من تزويد المعارضة السورية بأسلحة.
ونوهت الصحيفة إلى أن ذلك الحظر من المقرر أن تنتهى صلاحيته في نهاية شهر مايو الجاري، وأن الإدارة الأمريكية تدرس أيضا توسيع مستوى المساعدات غير القتالية المتواضع الذى تمنحه للثوار السوريين المسلحين.
وأشارت إلى أنه ومع ذلك وبينما تسعى الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى دعم المعارضة السورية، قال مسئولون أمريكيون إن الانتقال السياسي من خلال التفاوض فقط هو الذى يعد ببناء سوريا شاملة للكل ومستقرة إذا تمت الإطاحة بالأسد.
ونوهت الصحيفة إلى أنه تحقيقا لهذه الغاية سعى الأمريكيون إلى تعاون روسيا حيث أعرب كيري قبل الاجتماع مع بوتين أمس الأول الثلاثاء عن أمله بأن الجانبين سيجدان أرضية مشتركة بشأن سوريا لكنه لم يذكر شيئا عن مبيعات روسيا من الأسلحة إلى سوريا.