''مستعمرة الجذام''.. هنا أرض ''المحيا'' و''الممات'' (ملف خاص)

أعد الملف: دعاء الفولي ويسرا سلامة ونوريهان سيف الدين
لوهلة يتبادر للذهن أنه ليس سوى مستشفى آخر كمثله من المستشفيات؛ لكنه لم يكن كذلك، فمن يدخلونه لا يغادرون بشكل كامل، تبقى أرواحهم متعلقة بجنباته بشكل ما طالما أن دوائهم الذي لن يتوقفوا عن تعاطيه موجود هناك.
المرضى ليسوا فقط الوحيدين المتعلقين بالمكان بحكم مرضهم؛ فالممرضون كذلك أيضاً، بعضهم أفنى عمره في هذا المكان ليخدم مرضاه، والآخر كان أحد والديه أو الاثنين مريض بنفس المرض الذي يعالجون الناس منه الآن، وما إن يموت الأب أو الأم يأبى الابن إلا أن يبقى في نفس المكان الذي شهد مرضهما ثم دفنهما في مقابره.
''مستعمرة الجذام'' أو ''مستشفى الجذام''؛ الألفاظ لا تهم؛ إنما ما يجب إدراكه أنه مجتمع صغير داخل مجتمع أكبر؛ مجتمع تم عزله منذ عام 1933 رغماً عن ساكنيه لئلا ينتقل مرضهم للآخرين، أما الآن فقد أصبح المرض لا خوف منه على حد أقوالهم جميعاً، لكن يظل المكان معزولاً لمن يريد أن يتردد عليه دائماً حتى مع وجود وحدات صحية في المحافظات تعطي علاج المرض لكن ذلك لا يكفي المرضى الذين عليهم الذهاب دائماً هناك للمتابعة.
الكل يعرف الآخر داخل ''المستعمرة''؛ فكيف لا ومن لا يبقى من المرضى داخل المستعمرة يقطن في عزبة ''الصفيح''، حتى أن عزلة المكان لم تسري على المرضى وحدهم بل على معظم الممرضين الذي اختاروا السكن في نفس العزبة لأنها الأقرب للمستعمرة.
''المستعمرة''.. جنة "طلعت" وسجن "عبد الحفيظ" وورشة "عبد الرسول"
مرضى "الجذام": الأجانب ساعدونا والصحافة شوهتنا و"سعد" خذلنا
''الرشيد''.. ''ثورجي'' بالفطرة رغم ''الغُربة'' و''المرض''
الأخصائي الاجتماعي: ''نعاني من المجتمع أكثر من معاناتنا مع ''المجذوم'' نفسه
''أحمد".. 20 عاماَ بصحبة ''المرض'' وفي انتظار ''ولي العهد''
ممرضات المستعمرة: ''مش خايفين من المرض.. ونفسنا في أتوبيس''
''رضا وسعاد''.. الحب في المستعمرة
مدير المستعمرة: ''الجذام'' لا يُسقط الأطراف.. ودوائه تحتكره شركة واحدة
تحقيق .. مصراوي يقتحم مستعمرة الجذام.. ''عندما تكون الحياة بروح الموت''