''الغالبية لا تزال لديها النظرة القديمة والفكرة السائدة عن مريض الجذام، والمجذوم حتى الآن منبوذ مجتمعياً، ولا يستطيع حتى بعد شفائه التواصل مع باقي أفراد المجتمع''.. هكذا بدأ ''إبراهيم شعلان'' الأخصائي النفسي في مستعمرة الجذام بأبو زعبل حديثه، شارحاً معاناة القائمين على المستشفى في تهيئة الناس للتعامل بشكل طبيعي مع مريض الجذام، أكثر من معاناتهم الشخصية في التعامل مع المريض نفسه. الجذام.. والحديث النبوي واصل ''شعلان'' كلامه فقال: ''محدش يعرف عن مرض الجذام غير حديث الرسول عليه الصلاة والسلام الذي يقول فروا من المجذوم كفراركم من الأسد، لكن محدش يعرف إن أغلب المرضى حالياً بيتم علاجهم بشكل كامل ولا خطورة منهم، ونسب العدوى قليلة ويتم السيطرة عليها مع العلاج''. ''احنا بنتعامل مع ناس لها سنين عايشة جوة المستعمرة وتوحدت مع المكان، معندهاش رغبة إنها تطلع وتتواصل بسبب الخوف من نظرة الناس لها، وفي ناس تانية تم علاجها وخرجت وبتشتغل، وبتتردد على المستعمرة وتخدم غيرها من المرضى، كمان عندنا التمريض أغلبه من أبناء المرضى القدامى، ودول بنات اتربت جوه المستعمرة هنا وعارفين إزاي يهتموا بالمريض من غير خوف وقلق''.. هكذا روى الأخصائي الاجتماعي مشوار تفاصيل حياة ''مريض الجذام''. الحالة النفسية لمريض الجذام واستطرد الأخصائي النفسي راويا بعض القصص عن نزلاء المستشفى؛ قائلاً: ''أغلب المرضى هنا من فئة عمرية متوسطة، وبيجيلنا ناس من كل المناطق في مصر للعلاج في المستشفى، وبنتعامل مع كل مستويات التعليم والمجتمع، البعض بيكون فاكر إنها آخر الدنيا لما يكتشف إنه مريض بالجذام، إنما بيدخل هنا ويتلقى علاجه ولو حابب يشارك في أعمال بسيطة داخل المستشفى زي المزرعة والورش اليدوية البسيطة، وهنا بتبدأ نظرته لنفسه على إنه ''منبوذ ومعزول عن الناس'' تتغير، ويحس إنه إنسان بيشتغل وينتج وله فايدة، مش منتظر الموت في يأس''.