الحاجة وداد التى يبلغ عمرها أكثر من 70 عاما، تعد من أشهر وأقدم مصنعى وبائعى المخلل على مستوى المحافظة، والذى يجذب إليه البعض من أماكن مختلفة على مستوى محافظة بنى سويف، بالإضافة إلى قدوم البعض من محافظات أخرى قبل شهر رمضان، كعادة سنوية لهم فيزينون موائدهم بمخلل الحاجة وداد على الإفطار والسحور . التقينا الحاجة وداد وابنها ممدوح وتبادلنا اطراف الحديث: متي بدأتم المهنة وهل توارثتموها ؟ فى البداية تقول الحاجة وداد أحمد صاحبة المحل ويداها تعملان دون توقف فى تعبئة الأكياس الفارغة بالمخلل هي وابنها وزوجته وابنته : قام زوجى عويس مرسى منذ ما يقرب من 80 عاما بتعلم تلك الحرفة الصعبة وهو فى مهده، وقام بشراء المحل الذى تراه منذ 60 عاما فى أكثر المناطق شعبية وقتها وهو حى الديرى حيث تقبع العديد من البيوت ودور العبادة التى أصبحت اثرية الآن، كانت تلك المنطقة تعشق المخلل وكانت المحافظة بأكملها تأتى الينا حيث كان زوجى يعمل دون منافس، وبعد فترة قام بتعليم تلك الحرفه لأربعة آخرين من عمال المحل ليصبحوا منافسين لنا الآن بعد أن ذاع صيتهم . ما سر ارتفاع اسرار المخلل فى الفترة الاخيرة ؟ نحن لم نرفع أسعار بل ازدياد ارتفاع أسعار اللفت، والزيتون، والليمون ، والبصل، وغيرها , قد ارتفع أسعارها بالفعل فى سوق الخضار، وما تبعه من ارتفاع سعر المخلل . هل للمخلل موسم معين ؟ أجابت الحاجة وداد: نعم الشتاء وتمنيت لو أن رمضان يأتى فى الشتاء فقط حيث تضعف السوق الشرائية للمخل فى الحر بسبب خوف الأهالى من العطش . وهل للمهنة أسرار ؟ نعم.. أقوم بشراء الزيتون والليمون من الفيوم أرض الموالح أما اللفت والجزر فنقوم بشرائه من روض الفرج سابقا وسوق العبور الآن، واللفت نوعان منه البلدى واليابانى والأخير يختص به فقط أصحاب المحلات التى تقدم الطرشى مع أطعمتها، لأنه متماسك ويتميز بالشكل الجذاب أما اللفت البلدى فالاهالى تحبه لطعمه المميز، واطمئن الجميع من الألوان الحمراء التى يشاهدوها فى مياة المخلل حيث أن وزارة الصحة هى المصدر الوحيد لها ولا تشترى من مكان آخر. هل ماء اللفت فيه شفاء كما يدعي البعض ؟ ''ماء اللفت شفاء للعيّان ومنظف للبطن'' بهذه الكلمات تجاذب معنا أطراف الحديث إبنها الاكبر ممدوح حيث أكد لنا بأن '' الدقة '' التى يقومون بوضعها مع الخضار من كمون وشطة وفلفل وثوم بالنسب السرية التى علمها لهم الوالد سر شفاء العديد من الأمراض. واضاف بأن الخضار المستخدم فى التخليل يتراوح ما بين 3 الى 8 شهور لكى يصبح جاهزا للإستعمال ويحتاج خامات ومجهود ومتابعة ومخازن بمواصفات صحية محددة، فالليمون يستغرق 8 أشهر ليصبح مخللا دون فتحه وهنا تظهر الحرفيه والجزر 3 أشهر والزيتون خمسه أشهر. ما هي مدة تجهيز المخلل؟ أجاب ممدوح مفجرا مفاجئة حينما قال: الشركات المتخصصة فى انتاج المخلل يقومون بتجهيز الفلفل الاخضر للاستخدام فى أسبوع فى حين أنه يحتاج لعام كامل ليصبح مخللا بالفعل. وفتح ممدوح النار على تلك الشركات حينما قال:هناك العديد منها يستخدم الاصباغ والمواد الضاره ليسرع بعمليات التخليل خاصة الزيتون وحذر الأهالى منها . ماهي أهم المواقف التي صادفتك في صناعة المخلل ؟ تحدث ممدوح عن موقف طريف حدث له عندما كان فى القاهرة فى أحد شهور رمضان وذهب لزيارة أقاربه وقدموا له وجبة الافطار ومعها طبق مخلل: ''عندما تناولتها أعجبت بطعمه واكتشفت أنه من صنع يدي ،لأننى الذى قمت بعمله أنا ووالدتى وعندما تتبعت الأمر وجدت أن المحل الذى يقومون بالشراء منه يأخذ الطرشى من عندنا ببنى سويف .