شروط القبول في برنامج إعداد معلمي تكنولوجيا والتعلم الرقمي بجامعة القاهرة    383 جنيها لسعر كيلو اللحوم اليوم الأحد بالأسواق ( موقع رسمي )    إسرائيل تتراجع عن هدنة غزة التكتيكية.. نتنياهو لسكرتيره العسكري: القتال يستمر    غياب رباعي الأهلي أمام الاتحاد السكندري    «الرياضة» تعلن تنفيذ 6 آلاف مشروع ومبادرة شبابية بالمحافظات    وصفه ب«العشوائية».. الوداد يعترض على الترتيب النهائي للدوري المغربي    بسبب الحر.. إقبال ضعيف على المتنزهات وكورنيش النيل ببني سويف في العيد (صور)    "قصور الثقافة": فعاليات مكثفة للاحتفال بعيد الأضحى    وكيل «صحة الشرقية» يفاجئ العاملين بمركز الحسينية ويجازي مفتشي ومشرفي التغذية    مشايخ القبائل والعواقل والفلسطينيين يهنئون محافظ شمال سيناء بعيد الأضحى المبارك    قمة السلام الدولية حول أوكرانيا تبحث كيفية تجنب «كارثة نووية»    حصاد أنشطة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في أسبوع    رئيس الأسقفية يهنئ الرئيس السيسي وشيخ الأزهر بحلول عيد الأضحى    «التخطيط»: تنفيذ 361 مشروعا تنمويا في الغربية بتكلفة 3.6 مليار جنيه    غياب نجم منتخب إنجلترا عن مواجهة صربيا في يورو 2024    ثلاثى الأهلى فى الإعلان الترويجى لفيلم "ولاد رزق 3"    محافظ المنيا يستقبل المهنئين بعيد الأضحى المبارك    ضبط 207 قطع سلاح نارى و286 قضية مخدرات خلال حملات أمنية مكبرة    مصرع شابين والبحث عن اثنين آخرين إثر سقوطهم بسيارة في ترعة المنصورية بالدقهلية    وفاة سيدة مصرية أثناء أداء مناسك الحج    تقرير: هكذا يقتل الجوع في غزة الأطفال    بالفيديو.. كولر وإمام عاشور وقفشة يروجون لفيلم "ولاد رزق 3"برعاية تركي آل الشيخ    في عيد ميلاده.. بيومي فؤاد نجومية متأخرة ومقاطعة جماهيرية    تصفية محتجزي الرهائن في مركز الاحتجاز في مقاطعة روستوف الروسية    3 فئات ممنوعة من تناول الكبدة في عيد الأضحى.. تحذير خطير لمرضى القلب    بالتفاصيل مرور إشرافي مكثف لصحة البحر الأحمر تزامنًا مع عيد الأضحى المبارك    قوات الاحتلال تعتقل 3 مواطنين جنوب بيت لحم بالضفة الغربية    ريهام سعيد: «محمد هنيدي اتقدملي ووالدتي رفضته لهذا السبب»    شاعر القبيلة مات والبرج العاجى سقط    نصائح منزلية | 5 نصائح مهمة لحفظ لحم الأضحية طازجًا لفترة أطول    إيرادات Inside Out 2 ترتفع إلى 133 مليون دولار في دور العرض    أدعية وأذكار عيد الأضحى 2024.. تكبير وتهنئة    الأهلي يتفق مع ميتلاند الدنماركي على تسديد مستحقات و"رعاية" إمام عاشور    كرة سلة.. قائمة منتخب مصر في التصفيات المؤهلة لأولمبياد باريس 2024    مصدر من اتحاد السلة يكشف ل في الجول حقيقة تغيير نظام الدوري.. وعقوبة سيف سمير    رئيس دمياط الجديدة: 1500 رجل أعمال طلبوا الحصول على فرص استثمارية متنوعة    وزيرة التضامن توجه برفع درجة الاستعداد القصوى بمناسبة عيد الأضحى    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الأحد 16 يونيو 2024    ما أفضل وقت لذبح الأضحية؟.. معلومات مهمة من دار الإفتاء    عيد الأضحى 2024.. "شعيب" يتفقد شاطئ مطروح العام ويهنئ رواده    النمر: ذبح 35 رأس ماشية خلال أيام عيد الأضحى بأشمون    إصابة شاب فلسطينى برصاص قوات الاحتلال فى مخيم الفارعة بالضفة الغربية    بالصور.. اصطفاف الأطفال والكبار أمام محلات الجزارة لشراء اللحوم ومشاهدة الأضحية    ارتفاع تأخيرات القطارات على معظم الخطوط في أول أيام عيد الأضحى    بالصور.. محافظ الغربية يوزع هدايا على المواطنين احتفالا بعيد الأضحى    محافظ السويس يؤدي صلاة عيد الأضحى بمسجد بدر    المالية: 17 مليار دولار إجمالي قيمة البضائع المفرج عنها منذ شهر أبريل الماضى وحتى الآن    حاج مبتور القدمين من قطاع غزة يوجه الشكر للملك سلمان: لولا جهوده لما أتيت إلى مكة    البنتاجون: وزير الدفاع الإسرائيلي يقبل دعوة لزيارة واشنطن    التونسيون يحتفلون ب "العيد الكبير" وسط موروثات شعبية تتوارثها الأجيال    محافظ كفرالشيخ يزور الأطفال في مركز الأورام الجديد    انخفاض في درجات الحرارة.. حالة الطقس في أول أيام عيد الأضحى    إعلام فلسطينى: 5 شهداء جراء قصف إسرائيلى استهدف مخيم فى رفح الفلسطينية    بالسيلفي.. المواطنون يحتفلون بعيد الأضحى عقب الانتهاء من الصلاة    محافظ بني سويف يؤدي شعائر صلاة عيد الأضحى بساحة مسجد عمر بن عبدالعزيز    ما هي السنن التي يستحب فعلها قبل صلاة العيد؟.. الإفتاء تُجيب    العليا للحج: جواز عدم المبيت في منى لكبار السن والمرضى دون فداء    دعاء لأمي المتوفاة في عيد الأضحى.. اللهم ارحم فقيدة قلبي وآنس وحشتها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من البداية للنهاية.. مصراوي ينشر تفاصيل أولى جلسات ''مذبحة بورسعيد'' (صور)
نشر في مصراوي يوم 17 - 04 - 2012


تقرير أحمد أبو النجا ومحمود الشوربجي ومحمد الصاوي:
في ظل الاحتقان الشديد الذي تبع كارثة بورسعيد والتي راح ضحيتها 74 مشجعًا من جمهور النادي الأهلي، والتي تعتبر الكارثة الأفجع في تاريخ كرة القدم المصرية، بدأت اليوم محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار صبحي عبدالحميد، أولى جلسات القضية بأكاديمية الشرطة، وقد أرجأت المحكمة نظر القضية لجلسة 5 مايو المقبل للبدء في سماع شهود الإثبات بالقضية، ويستعرض مصراوي وقائع وأحداث الجلسة من البداية وحتى النهاية..
ألتراس أهلاوي.. وقضية العمر
تجمع الآلاف من شباب الالتراس الاهلاوي، اليوم منذ الصباح الباكر، أمام مقر اكاديمية الشرطة بالتجمع الخامس، وحضر شباب الالتراس مستقلين أكثر من 8 اتوبيسات، والعديد من الميكروباصات ونزلوا منها وتجمعوا للهتاف ضد المتهمين والنظام البائد، وانشدوا الأغاني والأناشيد الخاصة ''بالالتراس'' والتي تندد بما حدث في مباراة الاهلي والمصري البورسعيدي ومنها ''في بورسعيد ضحايا شافو الغدر قبل الممات.. شافو نظام خير ما بين حكمه والفوضي في البلاد.. كان فاكر حكمه يوم هايخليه.. أعلى مكان والشعب الثوري يركع للعسكر زي زمان '' و '' آه يامجلس يابن حرام ..بعت دم الشهيد بكام.. لأجل ماتحمي في النظام اللي انت منه كمان '' ووضح عليهم التنظيم بشكل كبير، ورردوا هتافات ضد حكم العسكر ورفعوا لافتات مكتوب عليها صور وأسماء الشهداء وأخري تحمل رسم للمشير ومكتوب عليها ''إطلق كلابك كمان .. مش هاتحكمني يوم كمان '' ولافتات آخري تحمل شعار النادي الاهلي والوايت نايتس الزملكاوي وصورة شهيد كتب عليها '' موتوني ألف مرة غصب عنكم بلدي حرة'' و'' يوم ما أفرط في حقي يبقي ميت اكيد ''.
وتسبب أحد الشباب في توتر قوات الأمن المكلفة بتأمين الاكاديمية عندما تسلّق سور الاكاديمية، وحاول وضع العلم الخاص بالألتراس على السور وقيامه بتوجيه المجموعات للإلتزام، ببعض الأناشيد والهتافات فأسرع رجال الأمن وتمكنوا من إنزاله دون استخدام العنف حتى لا تحدث أية اشتباكات، وتابع الألتراس المحاكمة من خلال الراديو.
تأمين محاكمة ''مذبحة بورسعيد'' بتفوق على تأمين ''محاكمة القرن ''
شهدت المحاكمة تأمين غير مسبوق من قوات الأمن التي فاقت العدد الذي كان يقوم بتأمين محاكمة القرن للرئيس المخلوع مبارك؛ حيث بلغ عدد القوات المتواجدة أكثر من 4 الآف مجند شرطة والخيالة الذين انتشروا حول الاكاديمية ونظموا أنفسهم على 4 كردونات والعديد من الصفوف في مواجهة الجماهير الحاضرة لمنع وقوع أية اشتباكات رغم عدم حضور ''ألتراس المصري''، كما حضرت الفنانة ''جيهان فاضل''، التي جاءت مرتدية تي شيرت أسود تضامنًا مع جماهير النادي الاهلي وأهالي الشهداء والتفت وسائل الاعلام حولها، وانتشر أيضًا الباعة الجائلين لبيع تي شيرتات وأعلام النادي الاهلي.
قفص خاص للمتهمين من ضباط الشرطة
داخل قاعة المحكمة، تم تشديد الحراسة الأمنية وتزويدها بقوات الأمن الذين إحتلوا جميع الأماكن بالقاعة التي تتسع لأكثر من 600 شخص، وتم تأمين قفص الاتهام، أكثر من التأمين الذي تم فرضه في محاكمة مبارك؛ حيث تم وضع شبكة حديدية زيادة على قفص الإتهام، الذي أصبح لا تستطيع بعوضة الدخول أو الخروج منه وكأنه حائط صد منيع أمام الصحفيين، لمنعهم من رؤية المتهمين داخل القفص، وحضر 65 متهمًا، من محبسهم الذين لم يسعهم القفص وتم تخصيص قفص الاتهام للمتهمين من ضباط الشرطة، وتم تخصيص جزء أخر من القاعة لباقي المتهمين حيث؛ تم تقفيله بشكل جيد وكان هذا الجزء مخصص لقوات الامن المركزي أثناء محاكمة مبارك حيث؛ تم احاطتهم بقوات الامن من الداخل والخارج.
عندما رأي أهالي المتهمين الذين تم السماح لهم بحضور الجلسة ذويهم من المتهمين، انتابتهم حالة من الغضب الشديد لدرجة أنهم وجهوا اللوم لرجال الشرطة لقيامهم بفرض كل ذلك التأمين في المحاكمة، رغم أن الشرطة لم تحرك ساكنا أيام مذبحة بورسعيد، وتركوا ابنائهم يضيعون هدرا وصرخت أحدي السيدات والدة أحد المجني عليهم وتدعي أم كريم في وجه رجال الشرطة اثناء دخولها القاعة '' احنا ولادنا كانوا كأنهم في العتبة أيام المذبحة بيتفرموا في الارض ..لكن المحاكمة في القاهرة الجديدة تم فرض حراسة أمنية مشددة حول قتلة ابنائنا وحسبنا الله ونعم الوكيل فيكم وفيهم '' وكانت ترتدي ملابس سوداء حدادا، كالتي يرتديها الالتراس الاهلاوي.
بدأت الجلسة
بدأت الجلسة في العاشرة صباحًا، وتم اثبات حضور المتهمين وتلبت النيابة العامة أمر الاحالة، أن المتهمين من الأول إلى الحادي والستين في أول فبراير 2012 قتلوا وآخرين مجهولين المجنى عليه محمد أحمد عبدالحميد سرى عمداً مع سبق الإصرار والترصد، بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتل بعض جمهور فريق النادى الأهلى ''الألتراس'' انتقاماً منهم لخلافات سابقة واستعراضاً للقوة أمامهم، وأعدوا لهذا الغرض أسلحة بيضاء مختلفة الأنواع ومواد مفرقعة ''شماريخ وباراشوتات وصواريخ نارية'' وقطعاً من الحجارة وأدوات أخرى، مما تستخدم فى الاعتداء على الأشخاص، وتربصوا بهم فى استاد بورسعيد، الذى أيقنوا سلفاً قدومهم إليه لحضور مباراة كرة القدم بين فريقى النادى الأهلى والنادى المصرى، وإثر إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة هجموا عليهم فى المدرج المخصص لهم بالاستاد، وما أن ظفروا بهم حتى انهالوا على بعضهم ضرباً بالأسلحة والحجارة والأدوات المشار إليها، وإلقاء من أعلى المدرج، وحشراً فى السلم والممر المؤدى إلى بوابة الخروج مع إلقاء المواد المفرقعة عليهم قاصدين من ذلك قتلهم، فأحدث أحدهم بالمجنى عليه سالف الذكر الإصابات الموصوفة بالتقرير الطبى الشرعى والتى أودت بحياته حال كون المجنى عليه طفلاً على النحو المبين بالتحقيقات.
قتلوا وآخرون مجهولون المجنى عليه محمد جمال محمد توفيق، وباقي القتلي المبينة أسماؤهم بالتحقيقات والبالغ عددهم ''71 شخصاً'' عمداً مع سبق الإصرار والترصد، كما شرعوا وآخرون مجهولون فى قتل المجنى عليه محمد حامد أحمد مصطفى وباقى المصابين المبينة أسماؤهم بالتحقيقات عمداً مع سبق الإصرار والترصد بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتل بعض جمهور فريق النادى الأهلى ''الألتراس'' انتقاماً منهم لخلافات سابقة واستعراضاً للقوة أمامهم وأعدوا لهذا الغرض أسلحة بيضاء مختلفة الأنواع ومواد مفرقعة ''شماريخ وبارشوتات وصواريخ نارية'' وقطعاً من الحجارة وأدوات أخرى مما تستخدم فى الاعتداء على الأشخاص، وتربصوا بهم فى استاد بورسعيد الذى أيقنوا سلفاً قدومهم إليه لحضور مباراة كرة القدم بين فريقى النادى الأهلى والنادى المصرى وإثر إطلاق الحكم صافرة نهاية المباراة هجموا عليهم فى المدرج المخصص لهم بالاستاد، وما أن ظفروا بهم حتى انهالوا على بعضهم ضرباً بالأسلحة والحجارة والأدوات سالفة البيان، وإلقاء من أعلى المدرج، وحشراً فى السلم والممر المؤدى إلى بوابة الخروج مع إلقاء المواد المفرقعة عليهم قاصدين من ذلك قتلهم فأحدثوا بهم الإصابات الموصوفة بالتقارير الطبية حال كون بعضهم أطفالاً، وقد خابت أثار هذه الجرائم لأسباب لا دخل لإرادة المتهمين فيها هى مداركة بعض المجنى عليهم بالعلاج وفرار البعض الآخر على النحو المبين بالتحقيقات
كما سرقوا وآخرون مجهولون الأشياء المبينة وصفاً وقيمة بالتحقيقات وهى عبارة عن '' مبالغ نقدية - أجهزة تليفونات محمولة - زى رابطة ألتراس الأهلى وأشياء أخرى''، والمملوكة للمجنى عليهم، وكان ذلك ليلاً من شخصين فأكثر يحملون أسلحة ظاهرة على النحو المبين بالتحقيقات
وشرع المتهمون وآخرون مجهولون فى سرقة الأشياء المبينة وصفاً وقيمة بالتحقيقات ''مبالغ نقدية - أجهزة تليفونات محمولة - زى رابطة ألتراس الأهلى وأشياء أخرى'' والمملوكة للمجنى عليهم وكان ذلك ليلاً مع شخصين فأكثر يحملون أسلحة ظاهرة، وقد خابت آثار هذه الجريمة لسبب لا دخل لإرادتهم فيه هو تمكن المجنى عليهم من الفرار على النحو المبين بالتحقيقات.
كما خربوا وآخرون عمداً أملاكاً عامة ''أبواب وأسوار ومقاعد مدرجات استاد بورسعيد وغيرها'' والمملوكة لمحافظة بورسعيد، وكان ذلك فى زمن هياج وفتنة وبقصد إحداث الرعب بين الناس على النحو المبين بالتحقيقات.
وخربوا وآخرون مجهولون عمداً أموالاً منقولة مملوكة لمحمد المغاورى فهمى عبداللطيف شاهين - مقاعد - وقد ترتب على ذلك ضرر مالى يزيد قيمته على خمسين جنيهاً وجعل حياة الناس وصحتهم وأمنهم فى خطر.
وشدد أمر الإحالة على أن جنايات السرقة والشروع فيها والتخريب والإتلاف العمدي، كما ارتبطت بجناية القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد موضوع التهمة الأولى جنحة البلطجة - المنصوص عليها فى المادة 375 مكرراً من قانون العقوبات - حيث؛ كان قصد المتهمين وآخرين مجهولين من ارتكابهم لجناية القتل العمد، على النحو السالف بيانه استعراض القوة أمام جمهور النادي الأهلي لترويعهم وتخويفهم بإلحاق الأذنى البدنى والمعنوى بهم مما أدى إلى تكدير أمنهم وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر على النحو السالف بيانه.
وأكد أمر الإحالة أن المتهمين أحرزوا وحازوا وآخرين مجهولين مواد تعد فى حكم المفرقعات - مخلوط البارود الأسود وبرادة الألومونيوم وأكاسيد المعادن ومادة كلورات البوتاسيوم - قبل الحصول على ترخيص وكان ذلك فى أحد أماكن التجمعات ''استاد بورسعيد'' واستعملوها فى التعدى على المجنى عليهم سالفى الإشارة إليهم وكان من شأن ذلك تعريض حياة الناس وأموال الغير للخطر بقصد الإخلال بالأمن والنظام العام.
كما أحرزوا وحازوا وآخرون مجهولون أسلحة بيضاء ''سيوف ومطاوى قرن الغزال وسواطير وسكاكين وجنازير وسنج وروادع شخصية'' وأدوات أخرى مما تستخدم فى الاعتداء على الأشخاص بغير ترخيص أو مسوغ قانونى أو مبرر من الضرورة المهنية أو الحرفية وكان ذلك فى أحد أماكن التجمعات باستاد بورسعيد، وذلك بقصد استعمالها فى نشاط يخل بالأمن والنظام العام، وفى ارتكاب الجرائم السالف بيانها.
ثانياً: المتهمون من الثانى والستين إلى الثالث والسبعين
وهم مدير الأمن ومساعدوه وقائد الأمن المركزى ومدير عام النادى المصرى ومسؤول الأمن بالنادى ومشرف الإضاءة، اشتركوا مع المتهمين من الأول إلى الحادى والستين، وآخرين مجهولين، فى قتل المجنى عليه محمد أحمد عبدالحميد سرى، عمداً مع سبق الإصرار والترصد، وكان ذلك بطريق المساعدة بأن علموا أن هؤلاء المتهمين قد بيتوا النية وعقدوا العزم على الاعتداء على جمهور النادى الأهلى ''الألتراس''، انتقاماً منهم لخلافات سابقة واستعراضاً للقوة أمامهم، وتيقنوا من ذلك، فسهلوا - عدا الثالث والسبعين - للمتهمين دخول استاد بورسعيد بأعداد غفيرة تزيد على العدد المقرر لهم دون تفتيشهم لضبط ما كانوا يحملونه من أسلحة بيضاء مختلفة الأنواع ومواد مفرقعة ''شماريخ وباراشوتات وصواريخ نارية وأدوات أخرى، مما يستخدم فى الاعتداء على الأشخاص''، وسمحوا بتواجدهم فى مضمار الملعب وفى مدرج قريب جداً من مدرج جمهور النادى الأهلى، مع علمهم بأنهم من أرباب السوابق الإجرامية، وتركوهم يحطمون أبواب أسوار مضمار الملعب وتسورها إثر انتهاء المباراة، ومكنوهم من الهجوم على جمهور فريق النادى الأهلى فى أماكن وجودهم بالمدرج المخصص لهم بالاستاد، وأحجموا - كل فيما يخصه - عن مباشرة الواجبات التى يفرض الدستور والقانون القيام بها لحفظ النظام والأمن العام وحماية الأرواح والأموال ومنع وقوع الجرائم.
بينما قام المتهم الثالث والسبعون بإطفاء كشافات إضاءة الملعب لتمكين المتهمين من ارتكاب جريمتهم، وما إن ظفر المتهمون من الأول إلى الحادى والستين وآخرون مجهولون بالمجنى عليهم حتى انهالوا على بعضهم ضرباً بالأسلحة والأدوات المشار إليها سلفاً، وإلقائهم من أعلى المدرج، وحشرهم فى السلم والممر المؤدى إلى بوابة الخروج، مع إلقاء المواد المفرقعة عليهم، قاصدين من ذلك قتلهم فأحدث أحدهم بالمجنى عليه سالف الذكر الإصابات الموصوفة بالتقرير الطبى الشرعى، التى أودت بحياته حالة كون المجنى عليه طفلاً، وقد كانت جناية القتل العمد سالفة البيان نتيجة محتملة للمساعدة التى حصلت فى جريمة البلطجة على النحو المبين بالتحقيقات.
وقد اقترنت بهذه الجناية وتلتها وتقدمتها جنايات أخرى، هى أنهم فى ذات الزمان والمكان سالفى البيان:
أ - اشتركوا مع المتهمين من الأول إلى الحادى والستين وآخرين مجهولين فى قتل المجنى عليه محمد جمال محمد توفيق وباقى القتلى المبينة أسماؤهم بالتحقيقات، عمداً مع سبق الإصرار والترصد.
ب اشتركوا مع المتهمين من الأول إلى الحادى والستين وآخرين مجهولين فى الشروع فى قتل المجنى عليه محمد حامد أحمد مصطفى وباقى المصابين المبينة أسماؤهم بالتحقيقات عمداً مع سبق الإصرار والترصد.
وقد خابت آثار هذه الجريمة لأسباب لا دخل لإرادة المتهمين فيها هى مداركة بعض المجنى عليهم بالعلاج وفرار البعض الآخر على النحو المبين بالتحقيقات.
ج - اشتركوا مع المتهمين من الأول إلى الحادى والستين وآخرين مجهولين بطريق المساعدة فى تخريب أملاك عامة.
د- اشتركوا مع المتهمين من الأول إلى الحادى والستين وآخرين مجهولين بطريق المساعدة فى إتلاف أموال منقولة عمداً مملوكة لمحمد المغاورى فهمى عبداللطيف شاهين.
وقد كانت جنايات القتل العمد والشروع فيه مع سبق الإصرار والترصد والتخريب والإتلاف العمدى حيث كان قصد المتهمين من ارتكابهم جناية القتل العمد على النحو السالف بيانه استعراض القوة أمام جمهور النادى الأهلى لترويعهم وتخويفهم بإلحاق الأذى البدنى والمعنوى بهم مما أدى إلى تكدير أمنهم وتعريض حياتهم وسلامتهم للخطر على النحو السالف بيانه وقد وقعت الجريمة بناء على المساعدة التى حصلت على النحو المبين بالتحقيقات.
دموع وحرقة أهالى الشهداء.. وصراخ المتهمين خلف القضبان
وبناء عليه واثناء توجيهها الاتهامات للمتهمين انتابت أهالي الشهداء حالة من الثورة والغضب واخذوا يرددون ''ربنا ينتقم منكم ..حسبنا الله ونعم الوكيل'' واخذوا يبكون ويضعون ايديهم علي رؤسهم وكان من بينهم شيخًا كبيرا ظل ''يلطم خديه'' ويتحرك وهو جالس كأنه علي الجمر يتعذب من كلام النيابة العامة، الذي يذكره بدماء نجله الذي ضاع في عز شبابه وقام اهالي الشهداء بتهدئته واثناء توجيه الاتهامات للمتهمين الضباط رد احد الاهالي قائلا بصوت مرتفع '' قتلة .. العدل ياريس هو اللي بيحمينا ..انت المنتقم الجبار يارب 74شهيد ياريس '' فطلبت منه المحكمة الهدوء حتي تستطيع القيام بواجبها لكن الاهالي أنهارو في نوبة من البكاء حتي أصبح الحاضرون لا يستطيعون التفريق بين صوت الرجال والنساء من شدة الامهم وحرقة قلوبهم علي فلذات كبدهم الذين راحوا في عمر الزهور.
ثم نادت المحكمة علي المتهمين وواجهتهم بالاتهامات فأنكروها جميعا وقال أحدهم ''كل دة ظلم وماحصلش '' ورد أهالي الشهداء عليهم '' كداب ''ووجهت المحكمة حديثها إلى أهالي المجني عليهم وطالبتهم بالهدوء.
ونشبت مشادة بين المتهمين وبعضهم في قفص الاتهام واخذوا يرددون ''الله اكبر ''ويدبدبون علي المقاعد المخصصة لهم وعلي الأرض '' مرددين ''يانجيب حقهم يانموت زيهم ''وقال أحد المتهمين موجها كلامه للمحكمة '' ياباشا النيابة حققت معايا 8 ساعات وطلبت أن أكون شاهد إثبات علي المتهمين وبعد أن وافقت وامتثلت لرغبتهم وضعوني وسط المتهمين '' وأتهم النيابة العامة بتلفيق الاتهام لهم مما زاد من ثورة المتهمين وحولوا قاعة المحكمة إلى مظاهرة وصعدوا فوق المقاعد المخصصة لهم داخل القفص وهتفوا '' نيابة ظالمة''
رفع الجلسة.. بسبب المشادات
ورفعت المحكمة الجلسة لإعادة الهدوء إليها مرة أخري وردد المتهمون '' شمال يمين .. أحنا مظلومين ..حسبي الله ونعم الوكيل ...لا إله الا الله ..اخواتنا ماتوا '' وصرخوا في صوت واحد ''واحد ..اتنين..حسني مبارك فين ..حكومة ظالمة قبضت علينا من الشوارع ''
قال المتهمون ل''الصحافيين '' الحكومة الظالمة القت القبض علينا من الشوارع وكلنا مظلومين ..والشهداء اخواتنا وكنا بنتبرع بدمائنا لهم علشان ننقذهم واللي ماتوا شباب وأحنا شباب وعندنا مستقبل زيهم ماتضيعوناش زيهم ..احنا ماعملناش حاجة '' وهتفوا مرة اخري '' ياسيادة النائب العام مبارك دفع كام؟؟...عملوا كدة علشان يتنسي حسني مبارك ..إحنا هانموت اخواتنا ليه.. إحنا عايزين اللي يثبت عليه الجريمة هانجيبه بإيدنا ونعدمه.
كما اقسم أحد المتهمين أنه قام بنقل 9 مصابين الى المستشفي وقال المتهم حسن عبد الرحمن '' اللي يثبت عليه التهمة يتعدم وإحنا نطالب بالقصاص لنفسنا وللشهداء'' وأشار الى أن الكابتن الحضري وبركات كانوا حاضرين معه في حجرة الملابس اثناء المجزرة وأنه اصيب بعينه من الاحداث.
وعادت المحكمة مرة أخرى للانعقاد بعد نصف ساعة من رفعها وقام أحد المتهمين باسكات المتهمين المتواجدين بقفص الاتهام والذى يستمع اليه الجميع ويدعى محمد صالح، والذى أنكر التهمة الموجهة اليه ووجه التعزية نيابة عن جميع المتهمين لاهالى المجنى عليهم فشكرته المحكمة على ذلك، وصفق المتهمين داخل قفص الاتهام وردد قائلا المتهمين ''ربنا يرحمهم جميعا والفاتحة على ارواحهم وردد المتهمون جميعا من قفص الاتهام الفاتحة''.
وطالبت النيابة العامة من المحكمة أن تجعل المتهين لا يوجهون الاتهامات للنيابة بالباطل وتجريحها بالتلميح أو التصريح لانها خصم شريف فى الدعوى وانها مكنتهم من الدفاع عن انفسهم فى الدعوى
واثبتت المحكمة حضور الدفاع الحاضر عن المتهمين والمدعين بالحق المدنى حيث؛ إدعى الدكتور رجائي عطيه المحامى عن 64 أسرة من أسر المجنى عليهم وعن النادى الاهلي وإدعى مدنيا قبل كل المتهمين بمبلغ 10 الاف وواحد جنيه لكل متهم كما طالب بادخال متهمين جدد فى القضية وعلى راسهم وزير الداخلية بصفته مسؤلا عن اعمال تابعيه من ضباط الشرطة ورئيس النادى المصرى بصفته المسئول عن اعمال تابعين المتهمين ارقام 71 و72 و73
وادعى طارق إبراهيم المحامي من لجنة الدفاع عن الحريات بنقابة المحامين قبل المتهمين من 62 وحتى 73 بمبلغ 100 الف وواحد جنيه على سبيل التعويض المدنى المؤقت وقدم صورة من تقرير لجنة تقصى الحقائق واعترض رجائى عطيه على ادعائه المدنى لانه حصره فى متهمين بعينهم دون باقى المتهمين وان تدخله فى الدعوى غير مقبول ومرفوض.
طلبات الدفاع ...
ومن ناحية آخرى تقدم المحامين عن المتهمين بالعديد من الطلبات لهيئة المحكمة حيث؛ طلبوا التصريح لهم بالاطلاع على ملف القضية وكافة الاحراز والاسطونات المدمجة وسماع شهادة جميع شهود الاثبات وعددهم 68 شاهد ومناقشه كبير الاطباء الشرعيين وطالبوا بنقل القضية إلى محكمة بور سعيد أو فى ارض محايدة وليس فى القاهرة لانهم يعانون من السفر وأن المتهمين والدفاع الحاضر عنهم يتعرض حياتهم للخطر وان الامن غير قادر على حمايتهم جميعا، مشيرين بان محافظة بور سعيد اصبحت منبوذة فى مصر بعد ان تعرضت لحملة شرسة وتم اقصاءها عن نظر القضية وانهم سبق وعرضوا مكان اخر لاجراء المحكمة هو داخل معسكر الكتائب بالجيش الثانى بالجلاء الا ان القوات المسلحة اعترضت معللة بعدم الخلط بين القضائين المدنى والعسكرى فردت المحكمة لا نفرق بين محافظة واخرى واحنا هنا فى مصر فصفق المتهمين من داخل قفص الاتهام قائلين إحنا مستعدين نتحاكم داخل النادى الاهلى وشكرت المحكمة المتهمين.
وطلب الدفاع ايضًا استدعاء مدير المخابرات ببور سعيد ووزير الداخلية ومحافظ بورسعيد ومجلس ادارة النادي الأهلى ماعدا الكابتن محمود الخطيب لعدم تواجده بالقطر المصرى وقت الاحداث واعضاء لجنة تقصى الحقائق والفريق الفنى لاتحاد الاذاعة والتليفزيون الذى رافق النائب العام اثناء معاينة الجريمة والمسئول عن ابراج المراقبة ببورسعيد والكابتن سمير زاهر والحاكم العسكرى لبورسعيدىومدير أمن النادى الاهلى والكابتن سيد عبد الحفيظ والكابتن خالد مصطفى خبير فنى بمكتب النائب العام و11 ضابط ادلوا باقوالهم فى التحقيقات.
وندب فريق فنى من اتحاد الاذاعة والتليفزيون لعرض الاسطوانات المحرزة وكاميرات، استاد بور سعيد وانتقال المحكمة لاستاد بور سعيد لمعاينه موقع الحادث كما طلب سماع عدد من قيادات الالتراس الاهلاوي وهم عبدالله صلاح وشهرته عابدين وكريم عادل واحمد عادل والصادر بشأنهم قرار النيابة العامة بضبطهم في القضية وضم البلاغ المقدم بشأنهم والاسطوانات المدمجة تنفي1ا لقرار النيابة العامة ال1ي لم ينف1
كما طلبوا سماع شهادة اللواء عادل الغضبان، الحاكم العسكري لمحافظة بورسعيد، لانة؛ شاهد واقعة وسماع كل من تقلد منصب مدير أمن بورسعيد وهم اللواء سامي الروبي، واللواء صلاع البردعي، واللواء محمود جوهر، واللواء أحمد ندي، واللواء محمد فريد حسنين، وتفريغ 45 اسطوانة مدمجة خاصة بكميرات غرفة التحكم باستاد بورسعيد و7 أخرين مقدمة النادي الاهلي و6 من الاذاعة والتليفزيون، وطالبوا بضم التحقيقات الفتي اجرتها وزارة الداخلية بمعرفة اللواء احمد الحاصي كبير مفتشي الداخلية.
وانتهي الي نتائج تدين ضباط الداخلية الذين قاموا بالتحريات والمشاركة بالحماية ومن بينهم العقيد محمد خالد وطالب المحكمة باجراء تحفظي عليه لانه علم من مصادره أن الداخليه سوف تقوم بارسالة الى مهمة خاصة خارج البلاد في محاوله منها لمنعه بالإدلاء بشهادته.
وطالب أحدهم باستدعاء الكابتن شوبير لسؤاله عن مشهد تم عرضه في برنامجه يظهر فيه أحد المتهمين وطلب استدعاء اللواء مساعد أول مدير الامن ومساعد أول الوزيرللافراد، لسماع اقوالهم وطالب دفاع المتهمون جميعا اخلاء سبيلهم لان معظمهم من الاحداث والطلاب وأنهم مقبلون علي مرحلة الامتحانات وخوفا من ضياع مستقبلهم وطالب حسنين عبيد إخلاء سبييل موكله مساعد مدير أمن بورسعيد، نظرا لحالته الصحية السيئة وأنه لم يكن متواجدًا في مسرح الاحداث.
وفي النهاية.. طالبت النيابة العامة من المحكمة استمرار حبسهم جميعا وعدم الافراج عنهم وانها تستقوم بالقبض علي المتهم علي حسن عبد الرحمن ابراهيم وسوف تكلف وزير الداخلية بتوفير الحماية اللازمة للمتهمين والمحامين.
القرار
قررت محكمة جنايات الإسماعيلة، تأجيل نظر قضية ''مذبحة بور سعيد'' المتهم فيها 73 متهما لجلسة 5 مايو، على أن تستمر في نظرها حتى 9 مايو مع إدخال وزير الداخلية، بصفته ورئيس النادي المصري ورئيس إتحاد الكرة، ورئيس المجلس القومي للشباب والرياضة، بصفتهم وشخصهم كمسئولين في الدعوي المدنيه، على أن تبدا مرافعة الدفاع اعتبارا من 6 مايو.

اقرأ أيضًا:
دعوى قضائية لإلزام ''العسكري'' بالتصديق على قانون العزل السياسي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.