لاهور (باكستان) (رويترز) - قال مسؤول باكستاني يوم الاربعاء ان أمريكيا اعتقل لقتله باكستانيين بالرصاص يتمتع بحصانة دبلوماسية في خطوة قد تساعد على انهاء خلاف حاد بين اسلام اباد وواشنطن. غير أن محكمة محلية هي التي يجب أن تقرر مصير ريموند ديفيز الموظف بالقنصلية الامريكية الذي أطلق النار على رجلين باكستانيين وقتلهما في مدينة لاهور الشهر الماضي في واقعة وصفها بأنها محاولة سرقة. وقال مسؤول بارز بالحكومة الباكستانية طلب عدم الكشف عن هويته " سنعرض جميع القوانين والقواعد الخاصة بالحصانة على المحكمة وسندفع بأنه من البديهي أن الامر يتعلق بالحصانة الدبلوماسية." والخلاف بشأن المواطن الامريكي هو الاحدث في سلسلة قضايا تسببت في توتر العلاقات بين البلدين المفترض انهما يعملان على اجتثاث تمرد اسلامي يشن هجمات على جنود أمريكيين في أفغانستان المجاورة. وتصر واشنطن على ضرورة الافراج الفوري عن ديفيز الذي لم يتضح دوره في القنصلية الامريكية في لاهور. وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما يوم الثلاثاء ان الولاياتالمتحدة تعمل مع الحكومة الباكستانية على تأمين الافراج عن ديفيز الجندي السابق بالقوات الخاصة الامريكية. وحتى الان لم تقل الحكومة الباكستانية التي تخشى من رد فعل باكستانيين قلقين بالفعل من الولاياتالمتحدة وغاضبين من حادث اطلاق النار الذي وقع في شارع مزدحم سوى ان هذا الامر يجب أن تقرره المحكمة. ومن المتوقع ان تتقدم الولاياتالمتحدة يوم الخميس بالتماس الى المحكمة المختصة في لاهور لاثبات ان ديفيز يتمتع بحصانة دبلوماسية ويجب الافراج عنه. غير أن اطلاق سراح ديفيز قد ينطوي على مخاطر بالنسبة للحكومة الباكستانية التي لا تتمتع بشعبية كبيرة وتعاني من ركود اقتصادي واستياء عام متنام من الفساد المستشري والفقر وانقطاع الكهرباء. وزادت القضية من المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في باكستان التي تعتبرها واشنطن حليفا مهما في حربها على المتشددين. وحذرت حركة طالبان الباكستانية الحكومة يوم الثلاثاء من أنها سترد على أي خطوة لاطلاق سراح ديفيز وخرج مئات الباكستانيين في تجمعات حاشدة تطالب ببقائه قيد الاحتجاز. وقال امداد صابر المدرس في لاهور ان نزاهة باكستان على المحك. وأضاف "اذا سلمه حكامنا للولايات المتحدة ستخرج باكستان الى الشوارع وتحتج كما فعل شعب مصر." وقال محمد فريد النادل في كشك لبيع الشاي على بعد أمتار من المكان الذي أطلق فيه ديفيز النار على الرجلين ان ديفيز يجب ان يحاسب وفقا للقانون الباكستاني. وأضاف "الناس سيغضبون وبعضهم سيبدأ احتجاجات عنيفة اذا أطلق سراحه... مشاعر الناس ملتهبة في الوقت الراهن." وأرسل أوباما السناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وعضو الحزب الديمقراطي للقاء مسؤولين باكستانيين يوم الاربعاء في محاولة لحل الازمة. وقالت صحيفة داون الباكستانية ان الحكومة ستبلغ المحكمة العليا في لاهور بأن وضع ديفيز كعضو في طاقم العمل الفني والاداري بالقنصلية يجعله يتمتع بالحصانة الدبلوماسية. لكن محللين يقولون ان العديد من الباكستانيين لن يقبلوا بسهولة بالدفع بتمتعه بالحصانة. وقال رفعت حسين الاستاذ بجامعة القائد الاعظم في اسلام اباد "السؤال هو ايا كان ما سيحدث هل ستتمكن الحكومة من اقناع الرأي العام وأسرتي القتيلين بذلك. القضية حساسة جدا الان." والعلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان متوترة بالفعل بسبب الهجمات الامريكية بطائرات دون طيار في شمال غرب باكستان على الحدود مع أفغانستان والتي يعتبرها الباكستانيون انتهاكا لسيادتهم على أراضيهم.