المغرب يخشى قيام الجزائر باثارة اضطرابات في الصحراء الغربية

الرباط (رويترز) - قال المغرب ان الجزائر وجبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية ربما تستغلان الاضطرابات السياسية التي تجتاح بعض الدول العربية لاشعال الاضطرابات في المنطقة الصحراوية.
وحث الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الجزائر أكبر داعم للبوليساريو على طي صفحة خلافات الماضي والتركيز على تعزيز التعاون الاقتصادي.
وضم المغرب الصحراء الغربية المستعمرة الاسبانية السابقة في عام 1975 مما أدى الى نشوب صراع مسلح مع البوليساريو.
وتوصل الجانبان الى وقف لاطلاق النار بوساطة الامم المتحدة في 1991 بعد وعد باجراء استفتاء لتقرير مصير الصحراء الغربية لكنه تعطل بسبب خلافات بشأن من يحق لهم المشاركة فيه.
وعرض المغرب حكما ذاتيا محدودا على الصحراء الغربية وهي منطقة ذات كثافة سكانية منخفضة لكنها غنية بمصائد الاسماك واحتياطيات الفوسفات وربما تملك أيضا احتياطيات من النفط والغاز.
وترفض البوليساريو والجزائر هذا العرض وتقولان انهما تريدان استفتاء يكون الاستقلال أحد خياراته.
وفي أعمال عنف غير مسبوقة في نوفمبر تشرين الثاني قتل نحو 12 شخصا أغلبهم من قوات الامن المغربية بعدما أزالت مخيما احتجاجيا قرب مدينة العيون كبرى مدن الصحراء.
وتحدث الفهري للتلفزيون الحكومي عن الاضطرابات الشعبية التي اجتاحت عددا من الدول العربية وقال ان "أعداء" وحدة أراضي المغرب ربما يستخدمونها لدفع جداول أعمالهم قدما وأضاف أن ما تتطلع البوليساريو والجزائر لفعله هو خلق بعض الفوضى في المنطقة.
وحث الفهري الجزائر على التركيز على استئناف الجهود المتوقفة منذ فترة طويلة لانشاء منطقة اقتصادية اقليمية تشمل أيضا تونس وليبيا وموريتانيا.
ودعا الوزير المغربي الجزائر الى نسيان الماضي.
وأضاف ان خطة المملكة لنقل بعض السلطات الى الاقاليم ستبدأ بالصحراء الغربية معتبرا أنه لا يمكن اجراء استفتاء.
وعقد الفهري اجتماعا نادرا في ساعة متأخرة يوم الاثنين مع زعماء الكتل السياسية الرئيسية قبل مسيرة مزمعة في 20 فبراير شباط لشبان مغاربة للمطالبة باصلاحات دستورية ونظام قضائي مستقل.
وقال خالد الناصري وزير الاتصال والمتحدث باسم الحكومة ان رئيس الوزراء وعد الاحزاب السياسية بأنه سيتم بحث مختلف القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وأضاف ان هناك تحركا بالفعل للتفاعل مع تلك المطالب التي قال انها كانت على جدول أعمال الحكومة منذ فترة. وأشار الى ان الحكومة لا تستمع فقط وانما تبحث عن حلول أيضا.
وقالت مؤسستا ستاندرد اند بورز وفيتش للتصنيفات الائتمانية ان المغرب هو أقل بلدان المغرب العربي احتمالا للتأثر بموجة الانتفاضات الشعبية.