قتل تسعة اشخاص على الاقل بينهم ثلاثة اطفال الاربعاء في اعتداء بسيارة مفخخة قرب مركز للشرطة في مدينة بيشاور في شمال غرب باكستان، في وقت يشهد هذا البلد موجة اعتداءات دامية يشنها متمردو طالبان المتحالفون مع القاعدة، بحسب الشرطة. وقال رئيس جهاز الادارة في بلدية بيشاور سراج احمد لفرانس برس ان "القنبلة انفجرت وسط سوق مكتظ، وجميع القتلى مدنيون". والسوق يقع قرب مركز الشرطة الذي استهدفه الاعتداء بحسب مصادر في الجيش والشرطة. وقال رئيس شرطة بيشاور لياقات علي خان لفرانس برس ان "القنبلة كانت مخبأة داخل سيارة"، مضيفا ان تسعة اشخاص على الاقل قتلوا. واكد الطبيب عبد الحميد الفريدي من المستشفى الرئيسي في المدينة هذه الحصيلة موضحا ان بين القتلى ثلاثة اطفال وامراة. وقال "جرح 19 شخصا بينهم نساء واطفال". وقتل نحو اربعة الاف شخص خلال ثلاث سنوات ونصف السنة في سائر انحار باكستان جراء موجة اعتداءات قارب عددها ال450 ومعظمها اعتداءات انتحارية، نفذها متمردو طالبان الذين اعلنوا ولاءهم للقاعدة عام 2007، وجماعات اسلامية مسلحة. وهذا الاعتداء الخامس خلال ستة ايام في بيشاور العاصمة الكبيرة لولاية خيبر بختنكوا على تخوم المناطق القبلية معقل طالبان في شمال غرب البلاد. والاثنين، قتل اربعة شرطيين واثنان من المارة على الاقل في اعتداءين استهدفا الشرطة ونفذ احدهما انتحاري شاب قام يتفجير قنبلته لدى مرور الية للشرطة. وبعدها بقليل، انفجرت قنبلة اخرى مخباة على جنب الطريق في حي اخر في ضواحي بيشاور لدى مرور الية اخرى للشرطة ما ادى الى مقتل احد الركاب. والسبت، قتل اربعة اشخاص بينهم امراتان وجرح 19 شخصا اخر في انفجار شاحنتين مفخختين، احداهما داخل نفق والثانية عند مخرج هذا النفق على محور هام يربط بيشاور بمدينة تضم حامية عسكرية جنوبا. وقال المتحدث باسم حركة طالبان الباكستانية عزام طارق الاثنين "كررنا اننا سنستهدف الشرطة وقوات الامن"، معلنا مسؤولية التنظيم عن الهجوم على الية الشرطة. وتعتبر المناطق القبلية المحاذية لافغانستان معقل تنظيم طالبان الباكستاني والملاذ الرئيسي لمقاتلي القاعدة في العالم وقاعدة خلفية لمقاتلي طالبان الافغان. ويؤكد مقاتلو طالبان انهم يشنون هذه الهجمات ردا على عمليات الجيش في بعض المناطق القبلية ولكن للرد ايضا على الدعم الضمني الذي تقدمه اسلام اباد لحملة غير مسبوقة من الغارات تشنها طائرات من دون طيار تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي اي ايه) بشكل شبه يومي على عناصر القاعدة وطالبان الباكستانيين والافغان في هذه المناطق. وكان تنظيم طالبان الباكستاني اعلن صيف العام 2007 بدعم من اسامة بن لادن شخصيا الجهاد على اسلام اباد بسبب دعمها واشنطن في "حربها على الارهاب" منذ نهاية العام 2001. وتستهدف هجمات هذا التنظيم بشكل اساسي القوات الامنية الا ان اعتداءاتها تتخذ المدنيين بشكل متزايد هدفا لها وخصوصا من الاقلية الشيعية.