أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن صدمته بعد الاعتداءين اللذين استهدفا الجمعة مسجدين في باكستان واسفرا عن مقتل 65 شخصا على الاقل، معلنا "تنديده باشد العبارات" بهذين العملين، على ما افاد المتحدث باسمه. وقال المتحدث في بيان ان "الامين العام يندد باشد العبارات بالاعتداءين الارهابيين اليوم ضد مسجدين في شمال شرق باكستان". واضاف ان "الامين العام يشعر بالصدمة ازاء القتل الاعمى للمدنيين في مكان عبادة وهو ما لا يمكن تبريره اطلاقا". هجومان وقتل 65 شخصا على الاقل وجرح 120 في الهجومين اللذين استهدفا مسجدين في شمال غربي باكستان المنطقة التي تتعرض لهجمات من قبل حركة طالبان وحلفائها. وفي بلدة اخوروال القريبة من بيشاور، تسلل انتحاري الى مسجد من بابه الخلفي وفجر حزامه الناسف وسط المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة، على ما اكد المسؤول في الادارة المحلية خالد عمر ضائي. ومن بين القتلى 11 طفلا. واخوروال هي قرية والي محمد وهو من اعيان المنطقة انشأ عام 2007 ميليشيا قبلية لمحاربة طالبان. وصرح الزعيم القبلي صحبة خان افريدي: "نعتقد ان طالبان نفذت هذا الهجوم" مؤكدا ان المتمردين استهدفوا عناصر الميليشيا. ودمر جزء من منزل والي محمد المجاور. لكن المتحدث باسم طالبان باكستان عزام طارق قال "لسنا مسؤولين عن هذا الهجوم" مؤكدا ان رجاله "لا يستهدفون المدنيين على الاطلاق". واسفر الهجوم عن مقتل 61 شخصا واصابة 104 بحسب حصيلة جديدة اعلنها غول جمال خان المسؤول في الادارة المحلية. وقال "تعذر التعرف الى بعض الجثث لتشوهها". وتحول المسجد الى كومة من الحجارة ولم يبق منه سوى جدار واحد من جدرانه الاربعة. وانتشرت بقع الدماء والاشلاء على الركام بعد ساعات على الهجوم. كما استهدف هجوم مسجدا اخر في قرية سليمان خال التي تبعد 15 كلم. حيث القيت اربع قنابل يدوية على الاقل على المبنى ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص على الاقل واصابة 14 بجروح، على ما صرح مدير المسجد حميد افريدي. وقتل حوالى 3800 شخص منذ صيف 2007 في سلسلة اعمال عنف في سائر انحاء البلاد بلغ عددها حوالى 400 بين هجمات وتفجيرات, غالبيتها انتحارية تبنتها حركة طالبان المتحالفة مع تنظيم القاعدة، او نسبت اليها او الى مجموعات اخرى متحالفة معها. استهداف لدور العبادة ويستهدف الانتحاريون في باكستان عادة مباني رسمية او قوات الامن، ولكنهم منذ اشهر باتوا يركزون هجماتهم اكثر على المدنيين ولا يوفرون فيها دور العبادة ولا سيما تلك التابعة للاقليات المسلمة في باكستان مثل الشيعة والصوفية, وهما طائفتان تعتبر حركة طالبان السنية المتشددة ان اتباعهما مرتدون. وكانت حركة طالبان اعلنت في صيف 2007 الجهاد ضد اسلام اباد بسبب انضمام الحكومة الباكستانية الى "الحرب على الارهاب" التي شنتها واشنطن. واصبح المعقل الرئيسي لحركة طالبان في المناطق القبلية الحدودية مع افغانستان ملجأ عالميا لقادة ومقاتلي القاعدة وكذلك قاعدة خلفية لمتمردي حركة طالبان الافغانية الذين يقاتلون على الجانب الآخر من الحدود الحكومة والقوات الدولية التي تدعمها. وتشن وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية "سي آي ايه" بشكل شبه يومي غارات بواسطة طائرات من دون طيار تستهدف عناصر وقياديين في حركتي طالبان الباكستانية والافغانية وتنظيم القاعدة في المناطق القبلية الباكستانية. وخسر الجيش الباكستاني اكثر من 2400 جندي في المناطق القبلية منذ نهاية 2001 حين انضمت اسلام اباد الى واشنطن في الحرب التي اعلنتها الاخيرة على تنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول 2001. غير ان مسؤولين امريكيين عديدين يتهمون السلطات الباكستانية بعدم بذل كل ما يسعها من اجل مكافحة القاعدة وحركة طالبان الافغانية. واتهم المتحدث باسم طالبان طارق عزام شركة "بلاكووتر" سابقا الامريكية الخاصة للخدمات الامنية التي اعيد تسميتها "اكس اي" بتنفيذ هجوم اخوروال. ولا تتبنى طالبان اي هجوم يستهدف مدنيين وتتهم "عملاء" امريكيين بتنفيذه. وخلال السنوات الماضية ، انتشر الشعور المناهض للولايات المتحدة بشكل واسع في اوساط الباكستانيين البالغ عددهم 170 مليونا.ش