تعقد الدول المجاورة لافريقيا الوسطى قمة الخميس في نجامينا يتوقع ان توجه خلالها تحذيرا الى رئيس افريقيا الوسطى ميشال جوتوديا كي يعيد فرض النظام في بلاده التي تشهد اعمال عنف دامية. ووصلت الوفود الاولى بمن فيهم رئيس افريقيا الوسطى ورئيس وزرائه نيكولا تيانغاي مساء الاربعاء الى العاصمة التشادية للمشاركة في القمة "الطارئة" للمجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا التي دعا لعقدها الرئيس التشادي ادريس ديبي الذي يتولى رئاسة هذه المنظمة حاليا. ويرتقب وصول المشاركين تباعا الخميس لاجراء نقاشات قد تستمر حتى صباح الجمعة وفق مصادر تشادية. والموضوع الاول المطروح على دول المجموعة وفي مقدمتها تشاد، البلد الذي يتمتع بنفوذ في افريقيا الوسطى، شلل السلطة في بانغي وعجزها عن استعادة الامن منذ اشهر في بلد يشهد اعمال عنف دينية. وردا على سؤال قناة فرانس 2 حول ان كانت استقالة جوتوديا ستسهل الامور قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس صباح الخميس انه "نظرا الى المرحلة الانتقالية السياسية ولان الدولة مشلولة فمن الاكيد انه يجب اتخاذ بعض القرارات وسنرى ماذا سيقرر اصدقاؤنا الافارقة". ونفت رئاسة افريقيا الوسطى ان يكون الرئيس جوتوديا يفكر في الاستقالة بينما ذكرت المجموعة الاقتصادية ان هذه الاستقالة ليست مطروحة على قمة رؤساء الدول. لكن يبدو ان المناقشات ستكون محرجة بشكل خاص بالنسبة لجوتوديا وتيانغاي والطبقة السياسية برمتها في افريقيا الوسطى. واعلن علامي احمد الامين العام للمجموعة الاقتصادية لدول وسط افريقيا لفرانس برس مساء الاربعاء ان "القمة تنعقد بسبب تدهور الوضع الامني" مؤكدا ان "سلطات افريقيا الوسطى مدعوة الى تحسين ادائها بدلا من تضييع الوقت في الشجار والخصام على العلن". واضاف "اننا نشاهد وضعا مزريا، هناك من جانب السلطات الانتقالية التي تبدي عجزا وربما انعدام القدرة تماما على حل المشكلة ومن جانب اخر هناك مجتمع مدني وطبقة سياسية يصبان الزيت على النار". والشق الثاني الهام الذي ستتناوله القمة يقضي بارسال تعزيزات سريعة الى القوة الافريقية لمساعدة افريقيا الوسطى (ميسكا) كما تطالب به فرنسا التي لا تريد تعزيز انتشارها في عملية سنغاريس وقوامها 1600 رجل، والاتحاد الافريقي من اجل ارساء الاستقرار في بانغي واقليمها. وكرر فابيوس صباح الخميس ان فرنسا "لا تنوي ارسال تعزيزات" الى قوة سنغاريس. واكد "لا نريد الوقوع في دوامة (...) لكن يجب ايضا ان يدعمنا آخرون، اولا الافارقة، ستة الاف، وقد طلبنا ايضا من الاوروبيين مساعدتنا" في اشارة الى اجتماع وزراء الخارجية الاوروبيين المقرر عقده في العشرين من كانون الثاني/يناير في بروكسل. وتعد قوات ميسكا حاليا اربعة الاف رجل، واعلنت رواندا الاربعاء ارسال 800 جندي في ظرف عشرة ايام. وفي بانغي توقفت المجازر التي كانت ترتكب على نطاق واسع خلال الاسابيع الاخيرة تدريجيا، واستعاد قسم من المدينة نشاطه الاربعاء بشكل يكاد يكون عاديا لكن ما زالت تجاوزات وعمليات اطلاق نار تسجل كل ليلة. ومنذ ان اطاح تحالف سيليكا لذي يضم اغلبية من المسلمين بقيادة ميشال جوتوديا، بنظام الرئيس فرنسوا بوزيزيه في اذار/مارس، دخلت افريقيا الوسطى في دوامة اعمال عنف طائفية.