قتل سبعة من عناصر قوة حفظ السلام في دارفور كما اعلنت البعثة المشتركة بين الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي السبت في اسوأ خسائر بشرية تسجل منذ بدء هذه العملية قبل خمس سنوات. وقالت البعثة ان الحادث وقع قرب قاعدة جنود حفظ السلام في ماناواشي شمال نيالا عاصمة اقليم جنوب دارفور. وقال المتحدث باسم البعثة بالوكالة كريستوفر سيسمانيك "قتل سبعة من عناصر قوة حفظ السلام واصيب 17 بجروح بينما كانت دورية متوجهة من موقع للقوة الى موقع آخر". واضافت البعثة في بيان ان "عناصر من قوة حفظ السلام وجدت نفسها في مرمى نيران مجموعة مجهولة. وبعد تبادل طويل لاطلاق النار تمكنت الدورية من فك الطوق المفروض عليها بعد ان وصل اليها دعم عسكري من قوة حفظ السلام". ووقع الحادث قرب قاعدة للبعثة المشتركة تقع في ماناواشي في شمال نيالا كبرى مدن دارفور، وعلى بعد 25 كلم من خار ابيش شمال نيالا. ولم تحدد البعثة على الفور جنسية الجنود الذين قتلوا لكن القوات التنزانية مكلفة مسؤولية تلك المنطقة. وقال رئيس البعثة محمد بن شمباس في بيان ان فريقا من قوة حفظ السلام في دارفور تعرض الى اطلاق نار كثيف من مجموعة مسلحة مجهولة وبعد معركة طويلة وتعزيزات من قبل قوة حفظ السلام تمكنت من اخراج الدورية من الكمين. واضاف البيان "بدأ الهجوم عند التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (السادسة صباحا ت غ) ومن بين المصابين سيدتان مستشارتان لشرطة قوة حفظ السلام في دارفور". وعبر اكبر مسؤول حكومي في دارفور المتمرد السابق التجاني السيسي عن قلقه من قدرة قوة حفظ السلام في دارفور على تامين المدنيين في الاقليم بما في ذلك 1,4 مليون شخص يعيشون في مخيمات منذ بدء الحرب قبل عقد من الزمن. وقال مصدر انساني لوكالة فرانس برس السبت طالبا عدم كشف اسمه ان الحادث الاخير سيجعل قوة حفظ السلام في دارفور اكثر حذرا في المستقبل. وابدى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السبت "سخطه" ازاء الهجوم، مطالبا الخرطوم بالتحرك سريعا لتحديد المسؤولين عن الهجوم، وفق ما اعلن المتحدث باسمه. وقال المتحدث مارتن نيسيركي ان "الامين العام يشعر بالسخط بعد علمه بالهجوم الدامي ضد القبعات الزرق في دارفور صباح اليوم". واضاف "سبعة جنود تنزانيين قتلوا وجرح 17 اخرون". ومن بين الجرحى "اربعة ضباط من شرطة قوات حفظ السلام في دارفور بينهم امرأتان، و13 جنديا". واصيب ثلاثة نيجيريين من عناصر قوة حفظ السلام بجروح في وقت سابق هذا الشهر وتعرضت سيارة اسعاف ترافق دوريتهم لاطلاق نار في لابادو على بعد نحو 60 كلم شرق نيالا كما اعلن هيرفيه لادسو مساعد الامين العام للامم المتحدة لعمليات حفظ السلام خلال زيارة الى السودان. واضاف ان جنود قوة حفظ السلام قتلوا احد المهاجمين على الاقل. وكانت مدينة نيالا الاسبوع الماضي مسرحا لاعمال عنف. وافاد مسؤولون في المدينة ان "خلافات" وقعت بين عناصر من قوى الامن تحولت الى مواجهات اوقعت ثمانية قتلى على الاقل بينهم اثنان من العاملين في المجال الانساني بين الثالث والسابع من تموز/يوليو الماضي. وقتل اكثر من 40 عنصرا من القوة المشتركة في اعمال عدائية منذ بدء المهمة في العام 2007. وتقول مصادر في الاممالمتحدة انه لم تتم محاسبة احد في السودان على قتل عناصر حفظ السلام رغم دعوات المنظمة الدولية المتكررة لاحالة المسؤولين عن ذلك الى العدالة. وفي نيسان/ابريل قتل عنصر نيجيري من قوة حفظ السلام واصيب اثنان اخران في هجوم استهدف قاعدتهم شرق نيالا. وقالت مصادر محلية انذاك انه يبدو ان قوات مرتبطة بحكومة الخرطوم دبرت الهجوم ونفذته لكن السلطات نفت ذلك. وفي شباط/فبراير الماضي اعلنت مجموعة من خبراء الاممالمتحدة ان عناصر سابقين في ميلشيات حكومية شنوا "هجمات مباشرة على عاملين في قوة حفظ السلام تعبيرا عن غضبهم على الحكومة الحالية". وفي عام 2003 ثارت قبائل في منطقة دارفور على الحكم المركزي في الخرطوم منددين بالهيمنة الاقتصادية والسياسية للنخبة من المسؤولين العرب ما ادى الى نزاع طويل ودام. وتفيد الاممالمتحدة ان ما لا يقل عن 300 الف شخص قتلوا وتشرد نحو 1,8 مليون في دارفور خلال السنوات العشر الماضية. اما الخرطوم فتشير الى وقوع عشرة الاف قتيل فقط. ات/ج ب-جك