تتزايد يوما بعد يوم اعتداءات المستوطنين واليهود المتشددين على ممتلكات الفلسطينيين وعرب اسرائيل ضمن "جرائم الكراهية" التي ينفذها افراد ينتمون الى جماعة تطلق على نفسها اسم "دفع الثمن" والتي اعتبرتها الحكومة الاسرائيلية الاحد تنظيما محظورا. واكدت الناطقة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا السمري تزايد الاعتداءات في كل من القدس والضفة الغربية وداخل اسرائيل، وقالت "نفذت 167 جريمة تحت بند جرائم الكراهية منذ بداية العام وحتى اخر نيسان/ابريل، واعتقل 165 شخصا، وقدمت لوائح اتهام بحق 31 شخصا غالبيتهم من القصر والغالبية السائدة من اليهود في حين ان هناك بعض الملفات ضد شبان عرب ضربوا يهوديا في باب العمود في القدس". واضافت ان الاعتداءات التي تتم على خلفية قومية او كراهية عنصرية تسجل تصاعدا في مدينة القدس . من جهته قال مدير "وحدة الائتلاف لمناهضة العنصرية" المحامي نضال عثمان لوكالة فرانس برس "كنا في جلسة للجنة الامن والداخلية في الكنيست في 12 حزيران/يونيو في مداولات مع ممثلة الشرطة التي قالت ان 167 جريمة +دفع الثمن+ نفذت فقط بأيدي يهود". واضاف عثمان "كما التقينا ممثلا عن الوحدات الخاصة الاسرائيلية التي تعمل في الضفة الغربية والذي ابلغنا ان هناك تنظيما سريا يطلق على نفسه اسم "دفع الثمن" يعمل من مستوطنات الضفة الغربية وله قياداته هناك، وان من يقوم بحرق سيارة في القدس او حرق باب دير يأتي من مستوطنات الضفة لتنفيذ هذه الاعمال، ومعظم المنفذين من القصر حتى لا يسجنوا". وسجلت أحدث جرائم دفع الثمن الثلاثاء في بلدة ابو غوش العربية الاسرائيلية وهي بلدة تبعد عن القدس حوالى 10 كلم وتؤمن بالتعايش بين اليهود والعرب. وكتب منتمون الى تنظيم "دفع الثمن" على جدران البلدة عبارة "ايها العرب ارحلوا"، وثقبوا اطارات 28 سيارة، بحسب الشرطة. ورفض المجلس الوزاري المصغر برئاسة رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو قبل يومين اعتبار جماعة "دفع الثمن" منظمة إرهابية واكتفى بحظرها. وقال اوفير غندلمان الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي "تم الاعلان عن مجموعات دفع الثمن كتنظيم محظور"، مشيرا الى انه تمت المصادقة على توسيع الآليات القانونية التي تستخدمها الأجهزة الأمنية والشرطة بغية التصدي لهذه الاعمال العدائية ووضع حد لها، وفي إطارها يتم اتهام المعتدين بالانتماء إلى تنظيم محظور. وكان جهاز الأمن العام "الشاباك" ووزيرة العدل تسيبي ليفني، ووزير الأمن الداخلي يتسحق أهارونوفتش اوصوا بتصنيف مجموعات "دفع الثمن" كجماعات ارهابية بهدف تغليظ الاحكام وردع الجناة. وتزداد الاعتداءات الجسدية في مدينة القدس حيث اعتدى ثلاثة من المتدينين اليهود الاحد على المسنة فتحية محمد عجاج (75عاما) في غفعات شاؤول (دير ياسين) في القدسالغربية اثناء عيادتها لابنها في المستشفى وقد اصيبت برضوض في كافة انحاء جسدها بحسب ما اكد ابنها عبد عجاج لفرانس برس. وقالت الشرطة انها "تبحث وتحقق في كافة الاتجاهات" في هذا الاعتداء. كما اعتدى "يهودي متدين" بحسب ما وصفته الشرطة الاسرائيلية على كل من ليال الصياد (23 عاما) وانوار ابو رموز (21 عاما) لدى وجودهما في المحطة المركزية للباصات في القدسالغربية، وقد لكم المعتدي الشابتين على وجهيهما في حين صدم رأس الفتاة بخزانة التذاكر مما تسبب بكسر في انفها، وقد استدعى الاصابات نقل الشابتين الى المستشفى للعلاج. وتحدث ليال الصياد لوكالة فرانس برس عن الاعتداء الذي تعرضت له، مؤكدة انها باتت تعاني من كوابيس تراودها ليلا. وقالت "انا لا ازال اراه امام عيني يضربني باستمرار". وقالت الشرطة ان الشاب وهو "يهودي اسرائيلي كندي متدين كان ثملا وتحت تاثير المخدرات وستقوم الشرطة بتقديم لائحة اتهام ضده". وتم الاعتداء على ثلاثة سائقين عرب في الثلاثة اسابيع الاخيرة من قبل يهود متطرفين. وبحسب مركز وادي حلوة للمعلومات في القدسالشرقية فقد وقع منذ مطلع العام اكثر من عشرين اعتداء جسديا من قبل شبان يهود على مقدسيين، ولكن هذه الاعتداءات لم تصنف ضمن اعتداءات دفع الثمن. واعتبر المحامي نضال عثمان "ان القيادات الدينية اليهودية التي تبث روح الكراهية مسؤولة عن هذه الجرائم، وبدون محاكمة المحرضين من غير الممكن وقف هذه الاعمال". واضاف ان "عدم اعلان منظمة دفع الثمن منظمة ارهابية يحد من صلاحيات المخابرات في التحقيق والاحتجاز وتمديد الاعتقال، وفي تحديد بنود الاتهام التي بناء عليها تكون الاحكام مرتفعة او منخفضة". واشار عثمان "الى ان رئيس الوزراء نتانياهو رفض ان يساوي بين الارهاب اليهودي والارهاب الفلسطيني". وتتكرر اعتداءات المستوطنين المتطرفين بشكل يومي على ممتلكات الفلسطينيين تحت شعار "دفع الثمن" في الضفة الغربية حيث يقومون باشعال الحرائق في سيارات الفلسطينيين وحقولهم وبساتينهم ولا سيما بساتين الزيتون التي يقتلعون اشجارها ايضا. وامتدت اعمال "دفع الثمن" الى القدس والقرى والمدن العربية داخل اسرائيل، وتتنوع هذه الاعتداات بين تخريب واحراق سيارات واماكن عبادة وتدنيس مقابر. واكد الناطق باسم نتانياهو ان "رئيس الوزراء يدين بشدة الاعتداءات على مواطنين عرب إسرائيليين وعلى ممتلكاتهم ويرفضها رفضا قاطعا. كما أكد أن هذه الاعتداءات تخالف القانون والقيم الأخلاقية التي تتسم بها دولة اسرائيل".