غزة (رويترز) - افتتح الفلسطينيون نسخة طبق الاصل من سجن اسرائيلي سابق في غزة يوم الثلاثاء للمساعدة في تسليط الضوء على محنة نحو 4800 فلسطيني سجناء في اسرائيل بعد احتجاجات لها أسابيع فجرت اشتباكات في الضفة الغربيةالمحتلة. وزينت صور جدارية لزعماء مشهورين للفصائل الفلسطينية احتجزوا في وقت من الاوقات في سجن السرايا الموقع مع لافتة من الجلد عليها أسماء 12 محتجزا توفوا في السجن الذي أطلق عليه محليا "المسلخ". ويحتفل الفلسطينيون يوم الاربعاء "بيوم الاسير" وهو احتفال سنوي لتكريم المحتجزين ويتوقع ان يشهد مزيدا من العنف في الشوارع مع القوات الاسرائيلية. ويعتبر الفلسطينيون ذويهم المحتجزين في اسرائيل ابطالا للكفاح الوطني بينما تقول اسرائيل ان كثيرين منهم أدينوا بقتل الابرياء أو إيذائهم واحتجازهم يضمن امنها. وأدى اضراب بعض السجناء عن الطعام ووفاة سجينين في الحجز هذا العام الى اشتباكات مميتة مع قوات الامن الاسرائيلية يقول بعض المحللين انها قد تتحول الى انتفاضة فلسطينية ثالثة. وقامت يجمعية واعد للأسرى والمحررين وهي جمعية مؤيدة لحركة حماس بتجديد سجن السرايا وفتحه للزوار. ويغطي السجن السابق تاريخ فلسطين فقد اقامته سلطات الاحتلال البريطاني في عام 1936 ثم استخدمته اسرائيل بعد احتلال لغزة بعد حرب عام 1967 ثم السلطة الفلسطينية بعد اتفاق الحكم الذاتي عام 1994 وأخيرا استخدمته حماس لفترة قصيرة بعد ان سيطرت على غزة في عام 2007. ودمر كثير من الزنازين وغرف الاستجواب الخرسانية الاصلية في السرايا على مر السنين في الهجمات الجوية الاسرائيلية خلال الصراع مع الناشطين الفلسطينيين. وأقامت جمعية واعد مكانها صفوفا من الخيام تقول انها تشبه معسكرات الاعتقال التي ما زالت مستخدمة في صحراء النقب داخل اسرائيل. وقال عبد الله قنديل المتحدث باسم جمعية واعد انه يأمل في ان يؤدي الغضب بشأن محنة السجناء الى "فعل شعبي وصولا الى الكفاح المسلح". وقال زياد جودة وهو سجين سابق لدى اسرائيل كان يقوم بارشاد الزوار "عندما دخلت المكان سيطرت علي ذكريات واحساس بمعاناة الاسرى في السجون الاسرائيلية". وأضاف جودة وهو يرافق قرابة 40 زائرة "من خلال تواجدي هنا أحاول ان أروي حكايتي للزوار من اجل رفع وتيرة التضامن مع الاسرى. نحن نحاول ان نشرح لهم عن كيفية المعتقل وماهية الزنازين." وقال "لقد أردنا من خلال هذا العمل تقريب الصورة للناس وتوضيح قضية الاعتقال وظروف الاعتقال القاسية." وتقول السلطات المحلية ان 800 الف فلسطيني تعرضوا للاعتقال بموجب اوامر عسكرية اسرائيلية منذ حرب عام 1967. ووجهت مزاعم التعذيب الى كل من أداروا سجن السرايا. وكان أحدثها الاتهامات المتبادلة بين فتح وحماس باساءة معاملة المعتقلين فيه. وتقول حماس ان هجمات ناشطيها كانت عاملا أساسيا في اجبار اسرائيل على الانسحاب من غزة في عام 2005 والافراج عما يزيد على الف سجين فلسطيني في 2011 مقابل جندي اسرائيلي كانت تحتجزه رهينة. وعبر زوار الموقع عن هذا الاحساس بالنصر. ووقفت سلوى المشهراوي جامدة لبرهة وعيناها شاخصتان الى نوافذ غرفة السجن التي اعتادت ان تزور فيها ولديها خلال احتجازهما هناك إبان الاحتلال الاسرائيلي. وقالت والنساء حولها يكبرن "لقد تذكرت الصرخات والدموع والالم ولكن لا ندم أبدا." من نضال المغربي