ابتكر ناشطون فلسطينيون في غزة طريقة جديدة لدعم الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في إسرائيل، وذلك من خلال افتتاح نسخة طبق الأصل من سجن إسرائيلي سابق. ومع تواصل الاحتجاجات الداعمة لقضية الأسرى وقبل يوم على إحياء "يوم الأسير" وهو احتفال سنوي لتكريم الأسرى، افتتح النشطاء "سجن السرايا" للمساعدة في تسليط الضوء على محنة نحو 4800 فلسطيني سجناء في إسرائيل. وزين الموقع الجديد بصور جدارية لزعماء مشهورين للفصائل الفلسطينية احتجزوا في وقت من الأوقات في سجن السرايا، مع لافتة من الجلد عليها أسماء 12 محتجزا توفوا في السجن الذي أطلق عليه محليا "المسلخ". ويعتبر الفلسطينيون ذويهم المحتجزين في إسرائيل أبطالا للكفاح الوطني، بينما تقول إسرائيل إن كثيرين منهم أدينوا بقتل الأبرياء أو إيذائهم، ونؤكد أن احتجازهم يضمن أمنها. وأدى اضراب بعض السجناء عن الطعام ووفاة سجينين في الحجز هذا العام إلى اشتباكات دامية مع قوات الأمن الإسرائيلية، ويقول بعض المحللين إنها قد تتحول إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة. وقامت جمعية "واعد" للأسرى والمحررين" بتجديد سجن السرايا وفتحه للزوار. ويغطي السجن السابق تاريخ فلسطين، لاسيما أن سلطات الاحتلال البريطاني شيدته عام 1936، ثم استخدمته إسرائيل بعد احتلال غزة بعد حرب عام 1967 ثم السلطة الفلسطينية بعد اتفاق الحكم الذاتي عام 1994، وأخيرا استخدمته حماس لفترة قصيرة بعد أن سيطرت على غزة في عام 2007. وُدمر كثير من الزنازين وغرف الاستجواب الخرسانية الأصلية في السرايا على مر السنين في الهجمات الجوية الإسرائيلية خلال الصراع مع الناشطين الفلسطينيين. وأقامت جمعية واعد مكانها صفوفا من الخيام، تقول إنها تشبه معسكرات الاعتقال التي لا تزال مستخدمة في صحراء النقب داخل إسرائيل. يشار إلى أن الفلسطينيين يقولون إن 800 ألف فلسطيني تعرضوا للاعتقال بموجب أوامر عسكرية إسرائيلية منذ حرب عام 1967.