بعد 27 يوما من بدء الإضراب عن الطعام, انتزع الأسرى الفلسطينيون انتصارا مهما من إسرائيل في معركة الأمعاء الخاوية, بعد أن توصل قادة الأسرى الفلسطينيين وقادة أمنيين إسرائيليين إلى اتفاق برعاية مصرية على تنفيذ مطالبهم وإنهاء الإضراب. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن مدير نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس تأكيده أنه تم الاتفاق مع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية على إنهاء إضرابهم عن الطعام، وذلك بموجب اتفاق توسطت فيه مصر. وأوضحت وكالة "معا" الإخبارية تفاصيل الاتفاق، ونقلت عن وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع أن القيادة العليا للإضراب اجتمعت مع إدارة مصلحة السجون في معتقل عسقلان، ووقعت الاتفاق الذي أعد برعاية مصرية أمس، وبحضور عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد، وأكد قراقع لوكالة "معا" ان الاتفاق نص على إنهاء ملف الاعتقال الإداري، وإنهاء سياسة عزل الأسرى، وإنهاء حرمان زيارة أهالي معتقلي قطاع غزة، على أن يتم تنفيذ الاتفاق خلال 72 ساعة. ونقلت وكالة "رويترز" عن مسئول قريب من المحادثات قوله "وقع السجناء الفلسطينيون منذ قليل مسودة الاتفاق المصري الذي لبت فيها إسرائيل مطالبهم". وذكر موقع "عربيل" الإسرائيلي أن الاتفاق تم بين قادة "الأسرى" وجهاز الأمن العام الإسرائيلي. ويسرد الموقع ما تم الاتفاق بشأنه، عدم ممارسة ما يصفه ب"النشاط الإرهابي" داخل السجون بما في ذلك التجنيد وإصدار التوجيهات والتنسيق بين التنظيمات المختلفة، وفي المقابل وافقت إسرائيل على استئناف زيارات الأقارب من الدرجة الأولى للأسرى، من سكان قطاع غزة وإعادة الأسرى السجناء الذين كانوا محتجزين في العزل الانفرادي إلى الزنازين العادية، واتفق على تحسين ظروف الاعتقال. ويشير الموقع الإسرائيلي إلى أنه لم يتم التوصل إلى تفاهم بشأن إنهاء ملف الاعتقال الإداري، ولايتضح إذا كان الأسرى في السجون الإدارية سينهون إضرابهم أم لا. ونقلت "بديعوت احرونوت" في موقعها الالكتروني عن الشاباك الإسرائيلي أن المئات في السجون الإسرائيلية من الفلسطينيين أنهوا إضرابهم عن الطعام بعد فوزهم بتنازلات من إسرائيل لتحسين أوضاعهم، وتضيف الصحيفة الإسرائيلية أن مصلحة السجون تتوقع أن يبدأ السجناء في تناول الطعام مرة أخرى في الساعات القليلة المقبلة. ونقل الموقع عن جهاز الشاباك أنه تم رفض طلب الأسرى للحصول على قنوات التليفزيون الإضافية، ولكن – وفقا لجهاز الأمن الإسرائيلي- سيتم استبدال قناتين روسيتين بأخرى عربيتين. وثمة تضارب بشأن السماح للأسرى بمتابعة دراساتهم الأكاديمية فوكالة "معا" نقلت عن "بديعوت احرونوت" العبرية أن الاتفاق منح الأسرى إمكانية استكمال دراستهم الأكاديمية –وفقا لإدارة السجون العامة - ، بينما ذكرت نفس الصحيفة على موقعها بالإنجليزية عن الشاباك جهاز الأمن الإسرائيلي أن الاتفاق لا يلزم إسرائيل بالسماح للأسرى بمتابعة دراساتهم الأكاديمية . وقد حذر سابقا الرئيس الفلسطيني محمود عباس وغيره من وفاة أي أسير في سجون الاحتلال والذي قد يؤدي إلى ردود فعل عنيفة خارجة عن نطاق السيطرة. ونقلت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية عن عضو اللجنة المركزية في حركة فتح أحمد أزقام – المقيم في مصر - أن الاتفاق تم بين لجنة تمثل السجناء ومصلحة السجون الإسرائيلية التي استجابت لمطالبهم، ووفقا لأحمد فإن كبار المسئولين عن هذه المفاوضات في الاستخبارات المصرية اللواء رأفت شحاتة، واللواء نادر الأعصر. وأكد صابر أبو كرش رئيس جمعية واعد –وفقا لوكالة معا– أن اللجنة القيادية العليا لقيادة الإضراب وبمشاركة السفير المصري يجرون الآن التوقيع على الاتفاق. ونقلت "معا" عن يزيد حويجي أمين سر حركة فتح في قطاع غزة أن الجلسة الأولى بين اللجنة العليا لقيادة الإضراب وبين الشاباك والشاباص قد انتهت بعد أن بحثت في الرد الإسرائيلي على رسالة الرئيس محمود عباس والتي تتضمن زيارات الأسرى خلال 30 يوما لأهالي قطاع غزة أما الذين في العزل الانفرادي خلال 72 ساعة وكذلك الاعتقال الإداري، على أن يبلغ الإداري قبل فترة بعدم مزاولة أي نشاط وعدم تجديد الاعتقال الإداري له. ويذكر أن الإضراب الجماعي عن الطعام بدأ في 17 إبريل قام به نحو 1600 أسير فلسطيني، من أصل 4800 أسير في سجون الاحتلال، مطالبين بتحسين ظروفهم في السجون، بما في ذلك إنهاء الحبس الانفرادي والسماح بمزيد من الزيارات، ورفض سياسة إسرائيل في الاعتقال الإداري دون توجيه تهم أو محاكمة إسرائيل توافق على إنهاء ملف الاعتقال الإداري ووقف سياسة عزل الأسرى والسماح لأهالي معتقلي غزة بزيارتهم.. والتنفيذ خلال 72 ساعة