سار الاف من القوميين الروس المتشددين في شوارع وسط موسكو الاحد متوعدين باخراج الرئيس فلاديمير بوتين من الكرملين بعد اتهامه بتجاهل حقوق العرقية السلافية. وهتف المتظاهرون بشعارات مناهضة لبوتين، وحملوا لافتات واعلام روسيا ما قبل الثورة باللونين الاسود والاصفر، وارتدوا ثيابا سوداء واشتركوا في "المسيرة الروسية" فيما يواجه بوتين اقوى معارضة علنية منذ توليه السلطة قبل 12 عاما. وتزامنت المسيرة التي اعقبها تجمع مع "يوم الوحدة الشعبية" وهو يوم عطلة وطنية في روسيا يتم الاحتفال فيه هذا العام بذكرى مرور 400 عام على طرد المحتلين البولنديين من الكرملين في العام 1612. وهتف بعض المتظاهرين "حاكموا زمرة بوتين" و"هزمنا هتلر، وسنهزم بوتين". وتضم هذه المسيرة السنوية الحركات القومية من جميع الاطياف. ويواجه الرئيس الروسي حركة احتجاج ضد حكمه منذ انتخابه رئيسا لولاية ثالثة غير مسبوقة في ايار/مايو الماضي، وتلقى الحركة المناهضة له شعبية بين اوساط القوميين المتشددين. وقال الكسندر بيلوف احد منظمي المسيرة، ان اعدادا متزايدة من الناس تشعر باستياء متزايد من بوتين. وصرح امام المسيرة "بوتين خائف منا. انه يشعر بان نهايته اقتربت لان المستقبل لنا. وسنطرد المحتلين من الكرملين". وصاح باعلى صوته "بوتين هو .." واكمل الجمهور "سارق ومنحط" وان مكانه "في السجن". وقدر بيلوف اعداد المشاركين في المسيرة بنحو 20 الف شخص، فيما قدرت الشرطة الروسية عددهم بما بين 2500 وستة الاف شخص. ويتهم القوميون بوتين بتجاهل حقوق الغالبية السلافية في البلد المتعدد الاعراق، وغض الطرف عن الهجرة غير الشرعية. وقال الناشط البارز فلاديمير تور "لو كان لدى بوتين ذرة من منطق او ضمير، لكان اوقف موجة الهجرة". ويشتكي العديد من سكان موسكو من تدفق المهاجرين غير المتعلمين من جمهورية وسط اسيا السوفياتية السابقة، ويقولون ان العاصمة لم تعد تستوعب اعدادهم. وقال استاذ الجامعة اندري غولدين (38 عاما) "انا ضد عدم وجود نظام تاشيرات مع دول وسط اسيا". ويخشى العديد من المراقبين من دخول روسيا في حالة من الفوضى اذا ما تولت القوى القومية السلطة في البلاد، ويقول بعض المحللين الليبراليين ان بوتين ربما يكون اهون الشرين. وانتقد بوتين محاولات اذكاء المشاعر القومية واشار الى تاريخ البلاد المتعدد الاعراق والمذاهب. وكان بوتين يرافقه كبار ممثلي الطوائف الدينية الرئيسية في البلاد، وضع اكليلا من الزهور على ضريح في الساحة الحمراء حيث دفن كوزما مينين وديمتري بوزهارسكي اللذان ساعدا موسكو على التخلص من البولنديين في العام 1612. وخلال مسيرة الاحد اعتقلت الشرطة 25 شخصا يرتدون معاطف عسكرية سوداء في وسط المدينة. وغطى العديد من المشاركين في المسيرة وجوههم متحدين حظرا جديدا على ارتداء الاقنعة او تغطية الوجه اثناء المسيرات. وانتقد البعض الكسي نافالني، ابرز قادة الحركة المناهضة لبوتين، بمغازلة القوميين المتشددين علنا. وكان قد تحدث في مسيرة العام الماضي، الا انه قال عشية مسيرة الاحد انه مصاب بالانفلونزا. وسمحت السلطات للقوميين بتنظيم المسيرة في العاصمة رغم مناشدة اتحاد مهاجري روسيا الغاء او تاجيل الحدث بحجة انه يمكن يزرع بذور الخلاف في العاصمة التي ينتمي سكانها الى اعراق مختلفة وخصوصا في يوم الهدف منه تعزيز الوحدة. وهذه المرة الاولى منذ سنوات عدة تسمح السلطات باقامة المسيرة في وسط موسكو بدلا من اقامتها في المناطق خارجها. ونظم القوميون مسيرات اصغر في العديد من المدن الروسية الكبرى.