اكتشف خبير أمني أن خللا أليكترونيا في بطاقات الصعود إلى الطائرة في الخطوط المحلية في الولاياتالمتحدة يمكن أن يسمح للمسافرين بجلب مواد ممنوعة معهم إلى الطائرة لأن الهواتف الذكية يمكن أن تقرأ المعلومات المخزنة في تلك البطاقات. لقد اتضح أن بإمكان الهواتف الذكية أن تقرأ الشفرات المنيعة المخزنة في بطاقة الصعود إلى الطائرة والتي تحتوي على معلومات دقيقة تخص الراكب ونوع الإجراءات الأمنية التي يمكن أن يخضع لها. ويقول الخبير الأمني في شؤون الطيران، كريستوفر سوغويان، إن بإمكان المسافرين الذين يحملون هواتف ذكية أن يعرفوا نوع الإجراءات الأمنية التي سيخضعون لها مما يمكنهم أن يجلبوا معهم موادا ممنوعة إلى الطائرة إن كانت الخطوط قد قررت ذلك اليوم أن تختصر الإجراءات الأمنية لبعض الركاب كثيري السفر. وتقوم بعض خطوط الطيران باستثناء بعض المسافرين كثيري السفر من بعض الإجراءات الأمنية، كنزع الأحذية والستر والأحزمة، بهدف توفير الوقت وتسهيل إجراءات السفر عبر حذف الإجراءات غير الضرورية لبعض المسافرين المعروفين لديها. بالإضافة إلى ذلك فإن بإمكان هؤلاء المسافرين أن يبقوا على كمبيوتراتهم وقناني العطر وباقي اللوازم في حقائبهم دون الحاجة لإخراجها أثناء المرور عبر الأجهزة الفاحصة إلى الطائرة. وقد صممت الشفرات المنيعة في بطاقات الصعود إلى الطائرة كي يتمكن من قراءاتها ضباط أمن المطارات فقط ليسمحوا لبعض المسافرين المعروفين بتجاوز بعض الإجراءات الأمنية، ومن المفروض ألا يعرف المسافرون إن كانوا مستثنين من تلك الإجراءات حتى يمروا عبر الموانع والبوابات الأمنية والأجهزة الفاحصة. إلا أن حقيقة تمكن المسافرين من معرفة إن كانوا سيُستثنَوْن من بعض الإجراءات الأمنية عبر هواتفهم الذكية تشكل مشكلة حسب رأي كريستوفر سوغويان، وهو الخبير التقني الرئيسي في اتحاد الحريات المدنية الأمريكية. ويقول سوغويان إن كشف هذه المعلومات يعني أن من غير الممكن مراقبة نشاطات الأشخاص السيئين . وكان المدوِّن في شؤون الطيران، جون بوتلر، قد روج لهذه القضية الأمنية كثيرا، لكنها نوقشت أيضا في كثير من منتديات الإنترنت المتخصصة منذ الصيف الماضي. ويقول بوتلر: إن المشكلة تكمن في أن المعلومات الخاصة بالرحلة تُدْخَل في الشفرات المنيعة لكنها لا تُشفَّر أمنيا بأي طريقة مما يمكّن المسافر من أن يفك الشفرة العادية بسهولة عبر الإنترنت، والحصول على المعلومات الخاصة برحلته المقبلة، وقد تمكنت من فعل ذلك شخصيا . ويضيف: بالإمكان الحصول على المعلومات المطلوبة في بطاقة الصعود إلى الطائرة من اسم الراكب إلى سجله ورقم المقعد ورقم الرحلة والاسم وما إلى ذلك من معلومات. لكن اللافت للانتباه هو المعلومات الثلاثة الأخيرة في البطاقة التي وضعت بخط غامق ألا وهي الخاصة بالإجراءات الأمنية المسبقة التي سيخضع لها الراكب . ويشير عدد الإشارات الصوتية التي سيطلقها جهاز الفحص الأولي إلى نوع الإجراء الأمني الذي سيخضع له الراكب، فإن كانت إشارة واحدة فقط، والتي يرمز لها في البطاقة برقم 1، فمعنى ذلك إن الراكب سوف يُستثنى من بعض الفحوص الأمنية، وإن وُضِع الرقم 3 في معلومات البطاقة، فإن هذا يشير إلى أن جهاز الفحص سوف يطلق ثلاث إشارات عند مرور الراكب، وهذا يعني أنه سوف يخضع لكل الإجراءات الأمنية المعتادة. ولم تستجِب الإدارة الأمنية للنقل الأمريكي (تي أس أي) لطلب البي بي سي بالتعليق على هذه المسألة، لكنها قالت سابقا إنها لن تعلق على تفاصيل الفحوص الأمنية التي تضم إجراءات مرئية وغير مرئية . بالإضافة إلى ذلك فإن (تي أس أي) تتخذ إجراءات أمنية عشوائية ولا يمكن التنبؤ بنوعيتها خلال عملية السفر. لكن الخبير الأمني كريستوفر سوغويان قد قال للبي بي سي إن المعلومات الخاصة بكشف شفرات بطاقة الصعود إلى الطائرة قد دونت في دليل المعلومات الخاص بجمعية النقل الجوي العالمية (آي أي تي أي). وأضاف أن آلاف المسافرين قد قالوا إنهم تمكنوا من كشف المعلومات المخزنة في بطاقات الطائرات المشفرة عبر هواتفهم المحمولة الذكية. هناك طريقتان للحصول على امتياز الاستثناء من الإجراءات الأمنية. فبإمكان بعض المسافرين أن يدفعوا مئة دولار لوكالة الجمارك الأمريكية التي ستجري بحثا حول خلفية المسافر. فإذا ما حصل المسافر على موافقة من الوكالة فإنها تمنحه استنثناء من الفحوص والإجراءات الأمنية الأولية في الخطوط الأمريكية المحلية لمدة خمس سنوات. كما تدعو بعض شركات الطيران بعض المسافرين كثيري السفر إلى استخدام نظام الاستثناء من الإجراءات الأمنية مجانا. ويقول سوغويان إن المسافر يجب أن يكون ضمن هذا النظام كي يتمكن من الحصول على الاستثناء من الفحص الأمني وبإمكانك أن تعرف قبل 24 ساعة من موعد الوصول إلى المطار بأنك لن تمر عبر إجراءات الفحص الأمني المتبعة . ويضيف: إلا أنه في بعض الأحيان يطلب من المسافر أن يمر عبر الإجراءات المعتادة حتى وإن كانت بطاقة الصعود إلى الطائرة تشير إلى أنه مستثنى من الفحص الأمني، والهدف من هذا هو إبقاء الإرهابيين يشعرون أنه ليس بإمكانهم أن يخترقوا الإجراءات الأمنية . وتعتبر شركة سوفوس الأمنية هذا الخلل الأمني مقلقا للغاية . ويقول غراهام كلولي، كبير المستشارين في سوفوس إنه لا أحد يجب أن يعرف مقدما مستوى الفحص الأمني الذي سيتعرض له في المطار قبل المرور الفعلي بتلك الإجراءات أثناء التوجه إلى الطائرة، لأن بإمكان المهاجمين المحتملين أن يقرروا مسبقا أيا منهم سوف يُستثنى من بعض الفحوص والتفتيشات الأمنية مما يدفعهم لمحاولة الإتيان بمادة ممنوعة إلى الطائرة . ويضيف: يجب ألا نعطي المهاجمين المحتملين تحذيرا مسبقا حول نوع الإجراءات الأمنية التي سيخضعون لها .