وعد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد بان "تقاوم" بلاده ضغوط الغرب و"اهاناته" بشأن برنامجها النووي وذلك غداة اتهام المرشد الاعلى علي خامنئي وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) والموساد بالتورط في اغتيال عالم ايراني في طهران. وصرح احمدي نجاد خلال مؤتمر صحافي في كيتو حيث انهى الخميس جولة قادته الى اربع دول اميركية لاتينية ان "الغرب قرر ممارسة المزيد من الضغوط علينا. انهم يهينون بلادنا وشعبنا ومن الواضح ان الشعب الايراني سيقاوم". واضاف ان "الملف النووي ذريعة سياسية. الجميع يعلم ان ايران لا تسعى لصنع قنابل ذرية" مؤكدا ان "المشكلة التي تطرحها ايران ليس برنامجها النووي بل تقدمها واستقلاليتها". من جانبه اتهم المرشد الاعلى في طهران الاميركيين والاسرائيليين بالتورط في اغتيال عالم ايراني يعمل في البرنامج النووي. وفي رسالة تعزية الى عائلة الضحية قال خامنئي ان "هذا الاغتيال الجبان الذي لن يتجرأ مرتكبوه على الاقرار بمسؤوليتهم فيها، ارتكب على غرار الجرائم الاخرى بتخطيط او دعم استخبارات سي.اي.ايه الاميركية والموساد" (اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية). وقبل ذلك دعت صحف ايرانية محافظة الى "الانتقام" من اسرائيل. وفي الوقت نفسه اعلن رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني ان ايران "مستعدة" لاستئناف المفاوضات مع مجموعة خمسة زائد واحد (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) حول "برنامجها النووي السلمي". وقتل العالم النووي مصطفى احمدي روشن الاربعاء في انفجار قنبلة وضعت في سيارته. وقتل ثلاثة علماء اخرين يعمل اثنان منهم في البرنامج النووي، في عمليات مماثلة في ايران منذ كانون الثاني/يناير 2010. ودعا سفير ايران في الاممالمتحدة الاربعاء مجلس الامن الدولي الى ادانة الاعتداء "باشد العبارات" مشيرا الى "ادلة واضحة تثبت ان مصالح اجنبية تقف وراء تلك الاغتيالات" الرامية الى " تعطيل البرنامج النووي الايراني السلمي". من جهته اعلن الحرس الثوري، جيش النخبة في ايران، ان "اغتيال العلماء النوويين من اجهزة الاستخبارات والارهابيين الذين يدربهم الغرب والصهاينة لن يعطل الدفاع المقدس على النووي". اما وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا -- الذي كان مدير السي آي ايه -- فقد اكتفى بالقول ان لديه "فكرة" عن هوية القتلة نافيا في الوقت نفسه اي تورط اميركي. ويزيد اعتداء الاربعاء في حدة التوتر بين ايران والغربيين بينما اعلنت طهران بداية الاسبوع تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في موقع فرودو الجديد (150 كلم جنوب غرب طهران). ونددت الدول الغربية بذلك حيث تخشى ان يحجب برنامج طهران النووي المدني شقا عسكريا رغم نفي ايران، وتسعى الى تشديد العقوبات على طهران خصوصا باستهداف صادراتها النفطية. ويستعمل اليورانيوم المخصب بنسبة 20% فقط لاغراض مدنية لكن التخصيب باكثر من 90% قد يستعمل في صنع السلاح الذري. وفي هذا السياق اعلن علي لاريجاني الخميس خلال زيارة الى تركيا ان بلاده مستعدة "لمفاوضات جدية" مع مجموعة خمسة زائد واحد. وقال ان المفاوضات قد تنجح "اذا كانت جدية" مضيفا ان "اصدقاءنا الاتراك اقترحوا ان تجري في تركيا ونحن وافقنا". وقد اعلنت ايران خلال الاسابيع الاخيرة استعدادها لاستئناف تلك المفاوضات بعد سنة من توقفها. من جهة اخرى اعلنت الولاياتالمتحدة وصول حاملة طائراتها الثانية كارل فينسون الى المنطقة والتي يفترض ان تحل محل حاملة طائرات جون ستينيس في حين يستعد الحرس الثوري لمناورات بحرية خلال الاسابيع المقبلة حول مضيق هرمز والخليج. وفي منتصف كانون الاول/ديمسبر هددت ايران خلال مناورات بحرية باغلاق المضيق الاستراتيجي الذي تعبره ناقلات النفط الدولية قبل التراجع عن تلك التهديدات.