قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية- آية الله علي خامنئي، أمس الخميس، إن المسؤولين عن قتل عالم نووي في طهران سيعاقبون، وفي هذه الأثناء أعربت روسيا عن مخاوفها من أن تدفع إسرائيل الولاياتالمتحدة إلى خوض حرب مع إيران على خلفية برنامجها النووي.
وألقت إيران باللوم على إسرائيل والولاياتالمتحدة في الانفجار الذي قتل العالم النووي مصطفى أحمدي روشان في سيارته أول أمس الأربعاء، وأكدت أن الحادث لن يغير المسار النووي للبلاد.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن خامنئي قوله "سنواصل مسارنا بإرادة قوية، وبالتأكيد لن نهمل معاقبة المسؤولين عن هذا العمل ومن يقفون وراءه".
وأضاف خامنئي "هذا الإرهاب الجبان صممته أو ساعدت فيه أجهزة المخابرات المركزية الأميركية والموساد، ويبين أن القوى المتغطرسة وصلت إلى طريق مسدود في مواجهة الأمة الإيرانية القوية".
وتعد منشأة نطنز النووية، التي كان يعمل بها روشان، من أهم المنشآت النووية في إيران، لارتباطها بتخصيب اليورانيوم. وفي العام الماضي قُتل ثلاثة من العلماء الإيرانيين ووجهت أصابع الاتهام بذلك إلى إسرائيل والمخابرات البريطانية.
وكانت الحكومة الإيرانية قد أعلنت العام الماضي عن إجراءات لتوفير الحماية لعلمائها خاصة العاملين في الحقل النووي.
ويأتي توقيت عملية الاغتيال الأخيرة في وقت يحتدم فيه الصراع بين إيران والغرب بشأن البرنامج النووي الإيراني، بعد إعلان طهران تسريع وتيرة تخصيب اليورانيوم في منشأة فورو بمدينة قم.
ويستخدم اليورانيوم المخصب بنسبة تقل عن 20% فقط لأغراض مدنية، ولكن إذا ارتفعت نسبة التخصيب حتى 90% فيمكن استخدامه لتصنيع السلاح النووي.
ويقول الغرب إن البرنامج يهدف لإنتاج أسلحة نووية في حين تؤكد طهران أنه للاستخدام السلمي فقط.
ومن المتوقع أن يسافر مسؤولون نوويون كبار بالأمم المتحدة إلى إيران في وقت لاحق هذا الشهر لبحث بواعث قلقهم المتزايدة بشأن جوانب عسكرية محتملة في برنامجها النووي.
وقالت مصادر دبلوماسية أمس الخميس، إنه من المتوقع أن يزور فريق رفيع من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران نحو يوم 28 يناير الجاري رغم أنه لم يتم الاتفاق على التوقيت النهائي.
وقال مسؤول بالوكالة في وقت سابق هذا الأسبوع إن الفريق الذي سيضم نائب المدير العام هيرمان ناكيرتس ومسؤولين كبارًا آخرين سيسافر إلى طهران "قريبًا جدًا".
على صعيد مواز، قال أحد المقربين من رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا تخشى أن تدفع إسرائيل الولاياتالمتحدة لخوض حرب مع إيران، التي قد ترد بوقف شحنات النفط من الخليج عبر إغلاق مضيق هرمز الإستراتيجي.
وقال نيكولاي باتروشيف- أمين مجلس الأمن الروسي التابع للكرملين، "هناك احتمال لتصعيد عسكري للصراع الذي تدفع إسرائيل الأميركيين نحوه".
وأضاف في مقابلة مع وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء نشرت أمس الخميس، أن طهران قد ترد بإغلاق مضيق هرمز الذي تمر من خلاله 35 بالمائة من تجارة النفط المنقول بحرًا في العالم.
وأوضح باتروشيف، وهو رئيس سابق لجهاز المخابرات الروسية "لا يمكن استبعاد قدرة الإيرانيين على تنفيذ تهديدهم بوقف صادرات النفط السعودي عبر مضيق هرمز إذا واجهوا أعمالاً عسكرية".
وأكد أنه لا يوجد أي دليل حتى الآن على أن إيران تقترب من صنع أسلحة نووية، وأشار إلى أن الحديث عن أن إيران ستصنع قنبلة ذرية الأسبوع المقبل "سمعناه على مدى عدة سنوات".
وتعارض روسيا، وهي أكبر منتج للطاقة في العالم، فرض مزيد من عقوبات مجلس الأمن الدولي على إيران، وانتقدت بحدة عقوبات فرضتها واشنطن والاتحاد الأوروبي.
وحذرت الولاياتالمتحدةإيران من أن مضيق هرمز خط أحمر، وحركت حاملة طائرات جديدة بمجموعتها الضاربة إلى بحر العرب هذا الأسبوع.