أخيرا تحقق حلم المصريين بمدينة ميلانو لتكون لهم قنصلية تليق بمكانة مصر التاريخية وبصفة خاصة في إيطاليا فقد تم افتتاح المبنى الجديد للقنصلية المصرية بمدينة ميلانو الإيطالية والتي توجد بها حاليا واحدة من أكبر الجاليات المصرية في الخارج. المبنى استضاف فور افتتاحه وكأول نشاط جماهيري له الانتخابات البرلمانية المصرية والجمهور الذي حضر الافتتاح وبعد ذلك الانتخابات أعرب عن إعجابه بالمبنى الذي أطلق عليه لقب اللؤلؤة السوداء فهو تحفة معمارية علي الطراز الحديث مغطي بالزجاج الأسمر الفاميه مثل اللؤلؤة السوداء تبرق مع شروق الشمس في النهار وتضئ بنور القمر في الليل تحتضنها الأشجار من كل الاتجاهات في حي هادئ علي مساحة 1200 متر مربع وتم افتتاحه رسميا ليستقبل العام الجديد 2012 لتكون أكبر هدية لأبنائنا في الخارج من إنجازات ثورة 25 يناير. وكان المبنى القديم للقنصلية يشكل أزمة كبيرة للمصريين بهذه المدينة الشمالية بعد أن عاشت القنصلية لفترة طويلة متنقلة في مباني أهله بالسكان بالإيجار الشهري التي استنزف الكثير مع مرور الزمن. وبدأت فكرة فتح القنصلية المصرية في سبعينيات القرن الماضي لتقدم خدماتها لأبنائها المهاجرين في ميلانو ومع مرور الوقت بدأ تزايد أعداد المصريين في مطلع الثمانيات إلي أن انتقلت القنصلية في مبني أخر لمواجهة الإعداد الغفيرة المتزايدة وتقديم خدماتها اليومية بجهد خارق من الضغط اليومي علي القنصلية وعلي العاملين بها الذين كانوا يعجزون عن إنجاز خدماتهم بهذه السرعة نظرا أنها تقدم خدماتها لعشرة أقاليم في الشمال بدأ من إقليم توسكانا إلي الأقاليم الشمالية والدول المجاورة لشمال إيطاليا. وقد نوهت عن هذه المشكلة في الأهرام الدولي منذ سنوات وطالبت بالبحث عن مكان يليق بمكانة مصر ويضمن الراحة للعاملين والدبلوماسيين والجمهور المتردد على القنصلية. فمن خلال زيارتي إلي قنصلية ميلانو علي مر السنوات الماضية كنت متابعا لكل من تقلدوا منصب القنصل العام وأعضاء البعثة الدبلوماسية العاملين بها في هذه الأماكن كان يعانوا الأمرين بسبب هذه المشكلة وتم بالفعل إرسال مكاتبات استغاثة رسمية لوزارة الخارجية بالبحث عن مكان أخر للخروج من هذا المأزق ولشراء مبني كبير يليق بمكانة وحضارة مصر العريقة ويفتخر به المصريون ملكا لهم .. إلي أن تحقق هذا الحلم باكتشاف (اللؤلؤة السوداء). ويقدم المبنى الجديد تسهيلات كبيرة ويمنح بسهولة منظمة خدماته من خلال منافذ متعددة لاستخراج جوازات السفر وشهادات الميلاد وشهادات تصحيح بيانات وكل ما يتعلق بخدمة المواطن المصري .. واجري بها أيضا أول انتخابات برلمانية ديمقراطية في تاريخ أبنائنا في الخارج للإدلاء بأصواتهم والمساهمة الفعلية في أول برلمان مصري منتخب. وقد تم توفير أجهزة كمبيوتر لتسهيل عمليات التسجيل في الفترة المحددة للتسجيل بالرقم القومي مفتاح شخصية المواطن المصري وجواز السفر الجديد لتكون مساهمتهم فعالة ولها دور هام وصوت في تشريع القوانين وصنع القرار في مصر من أجل بناء مستقبل أفضل. وكان هناك مندوبون من أبناء الجالية المصرية يسجلون بكاميرات التصوير هذا الحدث التاريخي لعمليات الانتخابات والفرز وتم تبليغ لجنة الانتخابات بالقاهرة بأسمائهم كشهود عيان لمتابعة عملية الانتخابات في هذه المرحلة التاريخية. وقد علق السفير عمر عباس القنصل العام على هذا الحدث التاريخي وقال إن هذا المبنى يمثل فرصة كبيرة لمزيد من التقارب بين أبناء الجالية المصرية الذين يجتمعون على حب الوطن ولنري صورة المصري الحقيقي الذي نعرفه. وعن الانتخابات البرلمانية قال السفير: الكل يريد أن يشارك هذا هو المصري الذي صنع التاريخ وعلي أكتافه حضارة سبعة آلاف عام هذا هو المصري الذي حقق المعجزات في حرب أكتوبر 73 هذا هو المصري الذي صنع ثورة 25 يناير 2011 والتي كان لها بالفعل وقع جميل على نفسية المواطنين في بيتهم الجديد "اللؤلؤة السوداء". والمكان مجهز بأحدث تكنولوجيا العصر التي تجعله متفردا ويشعر المواطن المصري براحة نفسية وطمأنينة في كافة المعاملات القنصلية التي كانت مستمرة تؤدي عملها كالمعتاد في نفس الوقت الذي كانت فيه لجان التصويت للانتخابات تستقبل المواطنين للإدلاء بأصواتهم. ولقد شعر المواطنون المصريون المترددين علي قنصلية اللؤلؤة السوداء بالفخر والاعتزاز بأن أصبح لهم قلعة حضارية يرفرف عليها علم مصر في قلب مدينة ميلانو .. يديرها فريق من الدبلوماسيين الشباب بحب وإخلاص وتفاني في العمل وهم يؤدون رسالتهم علي أكمل وجه لخدمة تلك الثروة البشرية المنتجة.
كما قال السفير عمر عباس رئيس البعثة الدبلوماسية بميلانو : إنها خطوة تاريخية وأشعر بالفخر ويهمني في المقام الأولي مصالح المواطن المصري لقد تغير كل شيء بعد ثورة 25 يناير ولم تعد الصورة الهزيلة للمصريين في المبني القديم.
وأضاف السفير عمر عباس أطالب كل مصري بأن يستفسر ويسأل ليتأكد بنفسه من أنه قد حدث تغير شامل في المعاملات القنصلية وبدأنا التواصل في جولات ميدانية في الأقاليم والانتقال إلي الأماكن التي بها تجمعات المصريين لتقديم لهم خدمات من نوع جديد حتى لا نرهقهم في التنقل وضياع يوم في العمل وقد نفذنا فكرة رائدة بترشيح ممثل عن كل جالية الذي يخطرنا أوللا بأول بأول بالأعمال القنصلية المطلوبة أو حالات الوفاة توفيراً للوقت وضمان تقديم خدمات القنصلية التي يريدها المواطن المصري وإذا أحتاج لأي شيء يخطر به ممثل الجالية ومن خلال خط تليفوني مباشر مع كل ممثلي الجاليات في حالة أي طوارئ تكون بالنسبة لنا قاعدة معلومات لحصر المصريين وتلبية طلباتهم وحل مشاكلهم من أجل التواصل معهم باعتبارهم هم السفراء الحقيقيون. وأكد السفير المصري بميلانو إن القنصلية أنجزت عدة زيارات للمدن الإيطالية المختلفة وقال: أوفدنا لجان من القنصلية وتم انجاز معاملات قنصلية من استخراج جوزات سفر وشهادات إدارية في نفس اليوم بأماكنهم وتم تنفيذها في مدينة تورينو وفينتو وفينسيا كخطوة أولي ونأمل أن نصل إلى درجة عالية من التنسيق مع أبناء الجالية المصرية لتوسيع نشاط القنصلية المتنقلة ويوجد بينها كفاءات عظيمة وأطالب بتكوين جمعيات تبلغنا بممثل لها ليكون اتصال دائم بيننا وإرسال لجنة من القنصلية للمدن البعيدة لتوفير علي المواطن المصري الوقت والمشاقة حتى لا نرهقه في السفر وفقد يوم من عمله ونحن نعمل جاهدين لنشر الوعي بين الجالية المصرية حول المشاكل التي تقع كل يوم مثل سوء المعاملة والإيذاء البدني والإهمال وتتدخل هنا السلطات الإيطالية بموجب القانون. وأضاف السفير عمر عباس لا يوجد لدينا حصر دقيق للمصريين المقيمين في أقاليم شمال إيطاليا لان لدينا الهجرة الشرعية والهجرة غير الشرعية ويتم مقاومتها بالتنسيق مع السفارة المصرية في روما وخاصة من يأتون علي المراكب متسللين عبر الشواطئ الإيطالية وتحدث منهم مشاكل كثيرة ولدينا الآن مشكلة القصر أطفال أعمارهم تتراوح من 13 و14 سنه يأتون علي مراكب صيد. ومن هنا نجد الأسرة تعرض أبناءها للخطر والسلطات الإيطالية تتدارك هذا الموقف وتضعهم في ملاجئ لحين يتم إعادتهم إلي البلاد مرة أخري أو تسوية حالتهم. ويخاطب السفير عمر عباس أبناء الجالية المصرية أن يحافظوا علي هذه القلعة التي يرفرف عليها علم مصر ويتعاملوا برفق من أجل الحفاظ عليها بصورتها الجميلة التي نراها الآن. وقال: أوجه ندائي عبر الأهرام الدولي بالإسراع فورا باستخراج جواز السفر الجديد ويتم تسليمه خلال شهر أو شهر ونصف أما بخصوص بطاقة الرقم القومي فنحن مدرجون في جدول الشئون المدنية بالتنسيق مع السفارة المصرية بروما في العام الجديد 2012 بعد أن قامت اللجنة في جولة لبعض الدول الأوروبية المدرجة في برنامجها لاستخراج بطاقة الرقم القومي في عام 2011. تحية فخر وتقدير وإعزاز لأعضاء البعثة الدبلوماسية بميلانو جنود تعمل بحب وإخلاص ووفاء من أجل تأدية رسالتهم الوطنية علي أكمل وجه لخدمة أبنائنا في الخارج عطاء بلا حدود. فبعد أن كانت القنصلية المصرية في وقت من الأوقات حاجز الخوف للمصريين والرعب من الاقتراب منها والآن لقد تغيرت الصورة تماما كما تغير المواطنون أنفسهم بعد أن أصبح لهم صوت يشارك في بناء مصر الحديثة ونأمل أن تنجز جميع القنصليات والسفارات المصرية في العالم مثل ما أنجزته القنصلية المصرية بميلانو. في اللؤلؤة السوداء انتهت معاناة المواطنين القاصدين إليها وفي استقبالهم جنود يعملون في حب مصر وهم صورة مشرفة للبعثة الدبلوماسية المصرية في الخارج فالابتسامة علي وجوه الجميع : القنصل حسام القويشي والقنصل وائل فتحي والاساتذة خالد شعير وفوزي الجوهري وفتحي عبد الغفار ومحسن الشاذلي ومحمد أبو عميرة وطعيمه حفناوي ومصطفي الشافعي بقيادة الدينامو الذي لا يهدأ رئيس البعثة الدبلوماسية السفير عمر عباس الذي أضاء لنا شعلة من النور والأمل بل قدم لنا أجمل هدية في العام الجديد 2012 منارة مضيئة يفتخر بها كل مصري في ميلانو ولا شك أنها سوف تحتسب له وتكتب في سيرته الذاتية بأحرف من ذهب.