ظاهرة خطيرة جداً إنتشرت فى المجتمعات هذه الأيام فأصبحت كأمر طبيعي وعادة وروتين بين الفتيات والشباب فى كل مكان داخل الجامعات والنوادي وفى جميع الانحاء. تبدأ الحكاية بان الشاب مُعجب بالفتاة فيبدأ بسوء نية التقرب منها ويبدأ يعزف لها الألحان المعسولة والكلمات التى تباع داخل الاسطوانات وغيرها من الأشعار والأغانى حتى تسقط الفتاة أسيرة فى حبه وتبدأ مشكلة الزواج. يقول الشاب للفتاة : أنا أحبك ولا أستطيع أن أحيا بدونك .. بعدك عنى سوف يقتلني فقد اسرنى حبك و... و... و.... فتقول الفتاة : حسناً فلتتقدم لخطبتي ويكون بيننا رابط رسمي وبعد أن ننهى دراستنا نتزوج. فيقول الشاب : ياليتنى أستطيع فإذا تقدمت لكي الآن وأنا مازلت طالباً فإن والدك سوف يرفضني .. فكيف أتجرأ وأطلب إبنته هذه الملاك الطاهر وأنا لم أبني مستقبلي بعد لا يوجد لدى شقة ولا عربية ولا حتى ثمن شبكتك التى لا تقدر بثمن. فتقول الفتاة : لا تقلق أنا من سيتزوج وسيوافق أبى عليك. فيرفض الشاب مبرزاً أسباب تجعل الفتاة تتمسك به أكثر فأكثر. فتقول له : وما العمل الآن ؟. فيقول لها : وما أدرانى أخاف أن يخطبك أحد غيري فهذه اللحظة ستكون نهايتي فى هذا الكون. فترد الفتاة : لا تقول ذلك بعد الشر عليك أموت أنا وأنت لا. فيبتسم الشاب قائلاً لها : عندي فكرة مؤقتة حتى تنتهي فترة دراستنا ولن يستطيع أحد بهذه الفكرة أن يجعلنا نبتعد عن بعضنا البعض. فتقول له الفتاة : إلحقنى بها سريعا .. ما هذه الفكرة ؟. فيقول لها :أن نتزوج عرفياً وهذا سوف يكون زواجاً مؤقتاً حتى تنتهي دراستنا وأكون قادراً على أن أضع يدي بيد أبيكى. فتقف الفتاة كالمذهولة وتقول له : مستحيل أن أفعل ذلك أتريد إن أحطم فرحتي بيدي وأن أتخلى عن الفستان الأبيض والأغانى وفرحة أمى وأبى. فيقول لها الشاب : ومن قال لكي أنك لن تفعلي هذا كله زواجنا العرفي سوف يكون لفترة دراستنا ثم أذهب لوالدك وأطلب يدك منه رسمياً ولن يحدث شئ ونتزوج ونفعل كل ما تريدين. ويظل يرسم لها الأحلام والأوهام حتى تسقط أسيرة فى يديه ويتم بالفعل الزواج العرفي بإحدى الطرق المختلفة له فإما إن تكون ورقة أو يكون عن طريق أخلاط الدماء ببعضها أو كتابة ورقة بدمائهم أو بالورود أو ... الخ. وتمر فترة من الوقت يمرحون ويسعدون ويظنون أن لا سعادة بعد هذه السعادة وفجأة تفاجأ الفتاة بأنها حامل ويبدأ الخوف والتوتر وتذهب للشاب وتخبره فينتفض كالذي ضربه شئ. ويقول لها : وأنا ماذا أفعل لكي ؟ .. هذه مشكلتك أنتى وليست مشكلتي. ويبدأ التخلي عنها ويتركها وحيدة فى هذا الموقف بل فى هذه الكارثة. ويقول لها : ليس لى صالح بوجود هذا الطفل. فتقول له : الست زوجي ؟ .. فلتتقدم لخطبتي قبل أن يفتضح أمرى. فيقول لها : لست مستعداً للزواج وأتنحى من الآن فصاعداً وليس لى صلة بكى. ويمسك ورقة الزواج العرفي ويقطعها أمامها .. فلم يعد يبقى لها أى دليل. وتبدأ الفتاة بالبكاء والخوف وتبدأ تقول : يارب إنجدنى وساعدني. فلنتوقف هنا للحظة .. ألم تتذكري الله إلا فى هذه المصائب ؟ .. أين هو فى حياتك ؟ .. قبل هذا كله الآن فقط تصلى وتبكى وتدعوه إن يستر عليك ويساعدك ولا أحد يعلم بأمرك. أمر غريب وشئ أصبح محيراً جداً جداً. بعد ذلك تبدأ الفتاة فى التفكير ماذا سوف تفعل قبل ان يفضح أمرها فتفكر بمداواة مصيبتها بمصيبة بل بكارثة كبرى وهي إنزال الطفل .. تعالج خطأ بكارثة كبرى. وتمر الأيام إما أن تنزله أو يكتشف والديها الأمر وتبدأ المشاكل من ذلك الوقت ويبدأ البحث عن الورقة التى تم بها الزواج العرفي فيكتشف أنها تم تقطيعها أو أخذها منها فى لحظة سهو منها. ولم يعد يبقى لديها أى دليل ولم يعد يبقى أمامها غير حلين للتخلص من الطفل اما ان يتم إسقاطه أو الإنتظار حتى الولادة وبعد ذلك يرمى به فى الشارع ويخلق مشكلة جديدة وهي أطفال الشوارع والتسول أو غيرها من المشاكل. ومن هذه اللحظة فقط يبدأ الأب والأم بتأنيب الفتاة ومعاملتها بقسوة .. لماذا تفعل ذلك أيها الأب المحافظ ؟ قبل ان تانبها هي وتحاسبها وتقسو عليها لماذا لا تلوم نفسك أولاً .. هل الآن تحاسبها بعد ان أهملتها بعد ان تركتها دون رقابة ومتابعة ومعرفة ماذا تريد بعد حرمتها من الحنان والأمان فذهبت للبحث عنه فوقعت فى هذه المشكلة. وأين والدتها من هذا كله ؟ لم تكلف نفسها بأن تتفرغ لإبنتها ولو ساعة واحدة تستمع فيها إليها. أين كنتم أين ؟...