فى لحظة تأمل مع النفس وإعادة شريط الأحداث فى العامين الماضيين تجدنى والكثيرين مثلى ممن يعشقون مصر وترابها نصاب بالذهول وتنتابنا حالة من الأسى والحسرة. نعم أسى وحسرة على ضياع آمالنا وكسر طموحاتنا.. ققبل ثورة الورد سادت البلاد حالة من الإحتقان والغضب على النظام وعلى سياساته وعلى مشروع التوريث الذى تم الترويج له منذ سنوات. حالة من الغضب انتابتنا ونحن نرى الفساد وقد استشرى بصورة مزعجة متزامناً مع بطالة وفقر ومرض. وتناولت بعض الأقلام الحرة كل هذه الموضوعات وتصدى الشرفاء بكل جرأة وشجاعة لكل ممارسات هذا النظام. احتقان ومعه الأمل فى اليوم الذى يأتينا وينقذنا ويخلصنا من براثن هذا الحكم ورجاله. واستجاب الله لدعوتنا بعد ان دب اليأس والإحباط وتغلغل فى نفوسنا. وفجأة هب مجموعة من الشباب وقاموا بثورتهم النبيلة البيضاء وكلهم تفاؤل فى انتصار ثورتهم وتحقيق غدٍ مشرق تتحقق فيه كل أحلامنا. وسرعان أن هب الشعب بأكمله وانضم للثورة وسقط من الشباب الشهداء والمصابين الذين سالت دماؤهم الطاهرة وارتوت بها أرض مصر. ومضت أيام قلائل وبعدها عندما لاحت فى الأفق بوادرالإنتصار وتحقيق المراد سارعت بعض القوى الاسلامية والليبرالية أيضاً ومعها مايسمون بالنخبة الكل ركب موجة الثورة. وبدأ سيناريو الإختطاف فقد سارعت وتصارعت كل هذه القوى من أجل الفوز بأكبر نصيب من التورتة ونصبوا الشراك للشباب الذى قاموا بالثورة والذى هو أحق بجنى ثمار ثورته. وبعد التنحى أو الخلع بدأت الصراعات والوصول الى الهدف ولو على أجساد الثوار الحقيقيين .. الوصول والإستحواذ على كل مناحى الحياة السياسية فى المحروسة من برلمان بفرعيه وحكومة ودستور ورياسة دون أى اعتبار أو تقدير لمن وقفوا أمام الموت بصدورهم وهم شباب الثورة. وارتضينا آملين فى أن يحققوا لنا العدالة والحرية والديمقراطية واستبشرنا خيراً وفرحنا ببداية الحياة الديمقراطية بدءاً بالاستفتاء ونهاية بالبرلمان ولكن ما يحزننا هو سرقة هذه الثورة من أصحابها الذين خرجوا منها خاليين الوفاض . ومازاد من حزننا بأن حياتنا لم تتبدل بل لن نبالغ عندما نقول أنها تحولت الى الأسوأ. حلمنا بالحرية والديمقراطية والتخلص من ديكتاتورية الحزب الوطنى ولكننا فوجئنا بأننا أمام ديكتاتورية جديدة لاتقل عن دكتاتورية نظام مبارك. فقدنا الأمن والإستقرار وكنا نعتقد بأن هذا سوف يكون من أولويات برلماننا المنتخب ولكننا فوجئنا بصراعات االمناصب وصراعات المصلحة وتصفية الحسابات. وسرقوا الثورة واغتنموا مكاسبها والآن أصبحنا نعيش معهم المشهد الرئاسى الذى هو غاية الكثيرين وليس مهماً مصلحة الوطن والمواطن. وياحسرتنا على ثوارنا وثورتنا. واعلموا ياسادة بأننا لم نشعر بكم حتى الآن .. فلنا الله وهنيئاً لكم.