أنا أم عمرى 40 عاما وابنى يبلغ من العمر سبعة عشر عاما. عشت طوال السنين الماضية أربى فيه حب الوطن ومع كل شربة ماء يرتويها يرتوى الحرية، ومع كل لقمة يتذوق الديمقراطية، وتربى على حرية الرأى واحترام الرأى الآخر وحدوتة النوم كانت عن أمجاد وتاريخ وطننا (مصر) والشخصيات العظيمة التى ارتوت الأرض بدمائهم وأصبح يتنفس الوطنية ويسرد تاريخ وطنه كأنه عاشه، ولكنه يرى النظام قتل الأحلام وسحق الحريات وجعل الشباب يشيخون قبل المشيخ، ويحاول إقناعى بأن النظام فاسد وأنه هو وزملاؤه على (الفيس بوك) سوف يغيرون مصر ويحررونها وأنه يحلم بنفس حر ومياه طاهرة ولقمة عيش كريمة وآلة إنتاج دائرة وعامل سعيد وطفل مبدع، وبسرعة ينتابنى الخوف، وأقول له إننى فتاة حرب أكتوبر وعشت الخوف وذقت طعم الانتصار، لماذا أنت قاس فى أحكامك...؟ يابنى المبادئ لا تتجزأ ولابد احترام الكبير ولابد من البناء والنقاش يسارع فى الرد النقاش مع من؟! وكأنك لست مع النظام يرى أن الشعب ليس له الحق فى العيش ليس له الحق فى الاعتراض، يرى أنه لا يحق له الحياة، لا يرى المساواة بين المواطنين، النظام يملك الشعب، يحكمه ويتحكم فيه، ويبيعه ويشتريه. هذا رأى ابنى المخالف لرأيى هل هذا يعنى أننى ضده وضد ثورته وثورة ال25 قلت له إنى ربيتك على الحرية، قاطعنى وقال نمارسها داخل جدران بيتنا ولو حاولنا خروجها إما ستجهض أو سنكون فى ضيافة (زوار الليل)، يا أبنائى الثوار لاتحزنوا من الذين هاجموكم، لأننى فكر مماثل لأفكارهم وأنتم تمثلون جيلكم الذى ينتمى له ابنى الثائر، فنحن الذين ربيناكم وأسقيناكم الحرية والكرامة وأطعمناكم الرأى والرأى الآخر، فلولانا ما أصبحتم هكذا! فلا تحجروا على آرائنا وتنصبونا العداء معا ولا ترجموننا بحجارة كنتم تتلقفوها من النظام ولا تضعوا قوائم سوداء يا أصحاب الثورة البيضاء، فهل تقتلوا أصواتنا وأنتم عانيتم مرارة هذا، يا أبنائى الثوار يا من غيرتم تاريخ مصر هيا للتغيير وغيروا وتغيروا، وانسوا وتناسوا هيا للإيجابية والإصلاح والتصالح والعمل ولا تنسوا القضية الحقيقية، الوطن ينادى هيا على الكفاح حى على الكفاح حى على الفلاح....