ملخص ما نشر بدأت أخبار الحوادث في الاسبوع الماضي نشر حلقات بقلم المستشار ماهر الجندي رئيس محكمة الاستئناف السابق عن تحقيقاته مع اخطر تنظيم ارهابي في تاريخ مصر وهو تنظيم الجهاد قاتل السادات.. واستعرض المستشار الجندي في الحلقة الأولي نشأة الخلايا الارهابية في عهد الرئيس الراحل انورالسادات وظهور تنظيم الفنية العسكرية ثم جماعة التكفير والهجرة ثم حزب التحرير الاسلامي وأخيرا تنظيم الجهاد الذي ظهر مواكبا له تنظيم الناجون من النار، وتولي المستشار الجندي المحامي العام لنيابة أمن الدولة التحقيق مع المتهمين في التنظيمين وفي هذه الحلقة يبدأ كشف اسرار التحقيقات مع تنظيم الجهاد، نص اعترافات أيمن الظواهري وقصة انضمامه لتنظيم الجهاد! لغز لقاء الكيت كات وحقيبة الألغام أو القنابل والخرائط! أول تنظيم متطرف عرفته مصر كان سنة 8591! التنظيم الارهابي يدير نشاطه من شقة بالعياط واخري بالهرم .. أدي توجيه الرئيس السادات لمعاونيه.. بضرورة تشكيل »الجماعات الاسلامية« في الجامعات المصرية لمواجهة »التيار الماركسي« في مصر.. إلي بعث ظاهرة العنف والارهاب ونموها من جديد بعد انحسارها في العقدين الخامس والسادس من القرن الماضي. ولم يدر بخلد الرئيس السادات حينذاك - ولو للحظة واحدة - عندما فتح الباب علي مصراعيه للجماعات الاسلامية عام 1791.. انه كان يعطي السلاح بيد إلي من قاموا باغتياله به عام 1891. .. كما لم يكن الرئيس السادات.. عندما أصدر قرارات 5 من سبتمبر الشهيرة عام 1891 أيضا.. باعتقال 6351 مصريا من الشخصيات العامة المهمة التي تمثل مختلف الاحزاب والقوي السياسية في البلاد. وتضم عددا كبيرا من كبار الكتاب والصحفيين وقيادات الاخوان المسلمين وجماعات العنف والتطرف وبعض رجال الدين الاسلامي والمسيحي.. لم يكن - يدري أنه وقع في خطأ تاريخي جسيم.. يسبقه فيه حاكم مصري من قبل.. فقد اشعلت - تلك القرارات- نار الفتنة في البلاد من جديد.. وزادت من احتقان وغليان القوي المعارضة له.. ودفعت بتنظيم الجهاد - الذي كان يتحرك في سرية تامة تحت الأرض دون أن تدري السلطات الأمنية عنه شيئا قط - إلي أن يعجل باغتيال الرئيس السادات والاطاحة بنظام حكمه وأمامه ما أسموه بالدولة الاسلامية بدلا منه.
النشأة الأولي لتنظيم الجهاد كانت عام 8591 .. من الأسرار المهمة التي اكشف عنها في هذه الحلقة.. أن مصر قد عرفت أول تنظيم للجهاد الاسلامي المتطرف عام 8591.. علي يد القيادي »نبيل البرعي« الذي خرج من عباءة جماعة »الاخوان المسلمين«.. وانشق عنها بعد اعتناقه للأفكار السلفية التي روّج لها الفقيه »بن تيميه« في مؤلفاته.. خاصة كتاب »الفتاوي الكبري« ونادي فيها بتكفير الأنظمة الحاكمة للمسلمين التي أصابها الخنوع والاستسلام عند غزو »التتار« للديار الاسلامية.. فسلمت ممالكها إليهم دون مقاومة لهم.. وقبلت علي شعوبها المذلة والهوان والاستكانة والمهانة.. وراح هذا القيادي المنشق عن جماعة الاخوان المسلمين ينشيء جماعة مستقلة اتخذت من أفكاره السلفية منهاجا لها.. وسرعان ما انضم إلي جماعته كل من الطبيب »أيمن الظواهري« القائد الثاني لتنظيم القاعدة حاليا - واسماعيل الطنطاوي ومحمد عبدالرحيم الشرقاوي وحسن الهلاوي وعلوي مصطفي.. وبعد أن اتسعت قاعدة هذه الجماعة تولي اسماعيل الطنطاوي رئاستها لقوة ثقافته الفكرية في مجال التنظيمات الدينية المتطرفة.
.. إلا أن الجماعة المذكورة لم تستقر علي حال.. فقد انشق عنها بعض أعضائها ليشكلوا فيما بينهم تنظيما سريا جديدا تحت مسمي »تنظيم الجهاد« الذي تبني ضمن مخططاته الاستراتيجية الدخول في حرب العصابات مع العدو الصهيوني علي خط قناة السويس.
أيمن الظواهري.. القائد الثاني لتنظيم القاعدة حاليا يكشف في التحقيقات عن انضمامه إلي تنظيم الجهاد منذ عام 6691.. وعن تطورات هذا التنظيم .. خلال اعترافاته التفصيلية التي أدلي بها امام النيابة العامة في قضية »تنظيم الجهاد.. قاتل السادات« ذكر المتهم »أيمن الظواهري« العضو البارز في هذا التنظيم والقائد الثاني لتنظيم القاعدة حاليا.. انه كان واحدا من القادة الأساسيين في تنظيم الجهاد الاسلامي منذ عام 6691.. إذ يقول (صفحة 44 من محضر استجوابه): »في عام 6691 كنت منضما لتنظيم ديني يرأسه اسماعيل الطنطاوي ومعنا سيد حنفي.. وكنا نسعي من هذا التنظيم إلي العمل علي قلب نظام الحكم«.. وأضاف أنه انضم إليهم في تنظيمهم كل من علوي مصطفي علوي ومحمد عبدالرحيم الشرقاوي وعصام الدين القمري الضابط بسلاح المدرعات بالقوات المسلحة.. وقد اتسع نطاق هذا التنظيم وبلغ ذروته عام 4791.. وفي ذلك العام انشق عن التنظيم علوي مصطفي.. وانضمت مجموعة منه إلي »تنظيم الكلية الفنية العسكرية«.. لكنه واسماعيل الطنطاوي ومحمد عبدالرحيم الشرقاوي واصلوا السير في خط تنظيمهم.. وتمكن أن يضم إليه شقيقه محمد ربيع الظواهري الطبيب بالسعودية وسيد أمام عبدالعزيز ومحمد مصطفي شلبي وعصام حشيش.. وقال في اعترافاته أيضا.. انه انشأ مجموعة أخري بالمعادي تابعة للتنظيم تولي هو رئاستها.. ضم إليها صديقه الصيدلي أمين يوسف الدميري وآخرين يعملان بالسعودية هما خالد مدحت الفقي وخالد عبدالسميع.. وكان شقيقه الطبيب قد ضمهما للتنظيم هناك في السعودية.. في حين نجح محمد عبدالرحيم الشرقاوي في تشكيل مجموعة ثانية تابعة لنفس التنظيم.. ولما سئل عن مصادر تمويل التنظيم.. قال (صفحة 25): »كان تمويلا ذاتيا عن طريق التبرعات والاشتراكات من الأعضاء.. وعقب سفر شقيقي محمد إلي السعودية عام 6791 كان يقتطف جزءا من راتبه وراتب زميليه الآخرين.. ويرسله إلينا« وذكر أنه اتصل بسالم عزام - أحد أقاربه الموجودين في لندن - وطلب منه ارسال نقود لاستغلالها ضد الحكومة المصرية.. فأرسل إليه مبلغ الف دولار.. وقال أنه أعد مذكرة عن فكر التنظيم لكنه أحرقها عندما علم بالقبض علي بعض أعضاء التنظيم. ويستطرد أيمن الظواهري في اعترافاته أمام النيابة العامة.. فيقول (صفحة 01) انه خلص من قراءاته إلي »انه لابد من اقامة دولة اسلامية تطبق أحكام الشريعة الاسلامية« وقال انه »اقتنع بفكرة تغيير نظام الحكم القائم إلي قيام حكومة اسلامية«.. وأوضح.. انه كان قارئا للكتب المتعلقة بجميع الاتجاهات السياسية الدينية.. والكتب الصادرة عن جماعة الاخوان المسلمين.. وكتاب الخوميني »الحل الاسلامي والبديل« لرغبته في الحصول علي معلومات عن الثورة الاسلامية الايرانية.. ويقول عن الخوميني (صفحة 43، 53) »انه قضي علي الطعمة الفاسدة التي تحكم ايران« تقتل الناس وتملأ السجون بالأبرياء وتحاكم ما هو اسلامي«.
.. يكشف ايضا في اعترافاته امام النيابة العامة عن وجود خلايا سرية داخل الجيش تابعة لتنظيم الجهاد كان يرأسها عصام القمري الضابط بسلاح المدرعات لقد أزاح أيمن الظواهري الستار - أثناء اعترافاته - عن اختراق تنظيم الجهاد للجيش.. إذ يقول أن علاقته »بعصام الدين محمد كمال القمري« قد بدأت منذ الدراسة الجامعية.. وهو يعمل بسلاح المدرعات بالقوات المسلحة برتبه رائد.. ويرأس مجموعة سرية داخل الجيش تهدف إلي قلب نظام الحكم لاقامة الدولة الاسلامية«.. وأضاف أن عصام القمري قد هرب من خدمة القوات المسلحة علي أثر اتهام المخابرات الحربية له بتكوين تنظيم داخل الجيش.. وذكر (صفحة 41) أن عصام القمري »كان يري من الناحية الفنية أن موضوع القيام بانقلاب عسكري ضد الحكومة ممكن لو أمكن توفير كتيبة مدرعات يساعدها تحرك مدينين مدربين علي استخدام الأسلحة وتدمير الدبابات وتدميرها وقيادتها«. .. وكشف أيمن الظواهري عن أن التنسيق كان يتم بينه وبين خلية الجيش السرية.. وظهر هذا التنسيق في قيام عصام القمري بتسليمه 01 صناديق كرتون بداخلها كميات كبيرة من المتفجرات والذخائر.. كما سلمه أيضا حقيبتين من الذخائر استولي علهيما من القوات المسلحة.. ثم أحضر له بعد فترة مجموعة من الكتب العسكرية وبعض الالغام والقنابل اليدوية وخرائط للحرس الجمهوري ومواقعه.. ثم نقل إليه كمية أخري من الأسلحة والمتفجرات داخل سيارة تسلمها منه بميدان »الكيت كات« بالجيزة.. كما أحضر إليه خالد بعدالسميع عضو التنظيم مجموعة أخري من القنابل تم الاستيلاء عليها من القوات المسلحة بواسطة أحد أقربائه.. وقال أنه كان يحتفظ بهذا الكم الهائل من الأسلحة والمتفجرات والذخائر لحساب خلية التنظيم داخل الجيش المصري التي يرأسها الضابط عصام القمري لاستخدامها في تحقيق أهداف التنظيم الرامية إلي قلب نظام الحكم.. وذكر أن التنظيم أنشأ مقارا له بقرية »بهبيت« بالعياط وبشقة بشارع الهرم.. ومخزن قريب من صيدلية أمين الدميري كان يخفي فيه كمية من الأسلحة.. قام - فيما بعد - بتسليمها إلي عبود الزمر قائد الجناح العسكري »لتنظيم الجهاد.. قاتل السادات«.
وإلي العدد القادم.. سوف اكشف عن مفاجأة أخري في تنظيم الجهاد.. قاتل السادات« - الحلقة الثالثة - تتعلق بظهور زعيم آخر لهذا التنظيم عام 8791.. هو محمد سالم رحال الأردني الجنسية.. الذي كان يحلم أيضا بحكم مصر..