عندما نتحدث عن مصر لابد أن يكون هناك الأزهر الشريف الذي يمثل أعلي هيئة اسلامية في العالم لم يضارعه في مكانته أحد أو مكان.. وهو رمز اسلامي كبير.. وبالتالي هو رمز مصري يشرفنا ويعتز به المسلمون في كل بلاد العالم الاسلامي. وشيخ الأزهر علي رأس هذه الهيئة العظيمة.. وله مكانته بين أمم العالم الاسلامي وغير الاسلامي. وعندما يتوفي شيخ الأزهر لابد أن نتعامل مع الحدث علي قدر أهميته الاسلامية لمصر والعالم. الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر لم ينل حقه عند الاعلان عن وفاته.. لم ينل خبر الوفاة أكثر من مانشيتات الجرائد القومية.. واليوم التالي نعاه مجلس الشعب والهيئات الرسمية. وبما أن الشيخ محمد سيد طنطاوي هو الرمز الاسلامي العالمي الكبير.. كان لابد من اعلان الحداد في جمهورية مصر العربية ولمدة ثلاثة أيام فضلا عن تنكيس العلم علي الوزارات والمباني الحكومية وغير الحكومية.. وفي الوقت الذي لم تتخذ فيه مصر هذه الخطوة اتخذتها دول عربية.. حتي ان الكنيسة المصرية أعلنت الحداد حزنا علي شيخ الأزهر. نعم.. قامت معظم المساجد بإقامة صلاة الغائب علي روحه بعد صلاة الجمعة الماضية.. ولكن هذا لا يبرر ألا يكون للدولة أسلوب مميز في التعامل مع هذا الرمز الاسلامي الكبير وما له من مكانة لمصر والعالم الاسلامي. وبذلك لم ينل حقه.. ولم يحظ بأهمية مباريات لعبة كرة القدم عندما تبرع رجال الأعمال ونواب الشعب بإرسال طائرات خاصة علي نفقتهم تحمل مشجعين للعبة الي السودان أو الي أنجولا في بطولة الأمم الافريقية.. وكان أولي بحق هذه الشيخ أن يتم التطوع من أحد رجال الأعمال بإرسال طائرة واحدة فقط تحمل مريديه وتلاميذه ومشايخ الأزهر ليكونوا في شرف دفنه بالبقيع.. ولكن هذا لم يحدث ودائما نهمل رموزنا ومكانتنا. واذا كانت هناك بعض حملات منظمة ضد شيخ الأزهر يملؤها الظلم الكثير مثلما هاجموه بعد أن صافحه شيمون بيريز رئيس اسرائيل وتناسوا ان كل زعماء اسرائيل يأتون الي القاهرة في مباحثات.. وأن »شيمون بيريز« و»ليفني« زارا قطر وتجولا في أسواقها بصحبة وزراء قطريين واستقبلتهم السيدة الأولي هناك والصور الدالة علي ذلك منتشرة علي مواقع النت وعلي موقع »يوتيوب«. وزعماء اسرائيل لهم استقبالات رسمية وسرية في بعض دول المغرب العربي.. وهناك زعماء عرب سعوا الي التطبيع سرا مع اسرائيل. كفروا شيخ الأزهر ولم يكفروا زعماء الدول العربية.. هاجموه عندما طلب من طفلة منتقبة عمرها 21 سنة أن تخلع النقاب لأنها في وسط دراسي كله اناث ومن يقوم بالتدريس مدرسات وكان تبريره »ممن تنتقب هذه الطفلة طالما انها في مجتمع أنثوي خالص«. هاجموه وكأن شيئا مقصودا يعقد تجاهه.. حتي بعد وفاته ظهرت الشماتة في كتابات من تربصوا له. هو الآن بين يدي الله.. ولا يجوز لأحد أن يتحدث في حقه. وانظروا الي حسن خاتمته.. دفن بجوار قبر سيد الخلق ومع صحابته.. وكما أخبرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم »المدينة تنفي خبثها«.. فلو كان كما يدعي المتطاولون عليه ما دفن في مدينة رسول الله ومع صحابته في البقيع.