«القرضاوي» يبعث ببرقية عزاء في وفاة شيخ الأزهر.. ويتبرأ من اتهامات تأخره في تقديم واجب العزاء الدكتور محمد سيد طنطاوي نعت جبهة علماء الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر ببيان مقتضب لم تخل لهجته من آثار الخصومة التي اتسمت بها علاقة الجبهة بالشيخ الراحل.. حيث طالبت من سيخلفه بأن يسعي جاهداً لرد ما سلب من الأزهر، كما دعت الدولة إلي السماح لشيوخه بترشيح عدد منهم لخلافة «طنطاوي». وقالت الجبهة في البيان الذي حمل عنوان «عزاؤنا في الأزهر والطنطاوي كنا نود أن نكون له من الشافعين في هذا الموقف العصيب ولكنها إرادة الله التي لا تغالب وشرعه الذي لا يجوز بأي حال المجاملة عليه فإنه دين وقد أفضي الرجل إلي ما قدم». وبعث الدكتور «يوسف القرضاوي» رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ببرقية عزاء إلي الدكتور «محمد عبدالعزيز واصل» وكيل الأزهر الشريف في وفاة شيخ الأزهر، واصفاً «طنطاوي» بالصديق العزيز، وقال عنه في البرقية: «عرفته منذ أكثر من نصف قرن وكانت تربطني به علاقة مودة وأخوة وثيقة، زادتهما الأيام قوة رغم الخلاف بيننا في عدد من القضايا الفقهية، وعموماً اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية». وتبرأ «القرضاوي» من الاتهامات التي وجهت له بعد تأخره في تقديم العزاء في «طنطاوي»، موضحاً أنه نشر في الصحف المصرية والخليجية نعياً باسمه وباسم الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، علاوة علي أنه اتصل هاتفياً بأبناء شيخ الأزهر لتعزيتهم، لكنه لم يتمكن من محادثتهم لأنهم كانوا قد سافروا إلي الجنازة. من جانب آخر، رشح عدد من النشطاء علي شبكة الإنترنت «القرضاوي» لتولي منصب شيخ الأزهر باعتباره شيخاً لن يكون علي هوي النظام الحاكم في مصر، في حين دشن أنصار الدكتور «علي جمعة» مفتي الديار المصرية «جروباً» علي «الفيس بوك» لدعم «جمعة» ومبايعته شيخاً للأزهر. وفي إشارة إلي أن دفن «طنطاوي» في البقيع لا يغير موقف قيادات الجبهة من الرجل، قال البيان: «إن الأرض كما جاء عن عبيدة بن الجراح لا تقدس أحداً». وطالب البيان شيخ الأزهر القادم برد ما سلب من الأزهر الشريف، قائلاً: «إن لم يفعل فإنه يكون ممن أعان علي الغدر وسلك الدرب مع الهالكين». وقدمت الجبهة عرضاً لاختيار شيخ الأزهر القادم وصفته بأنه يجمع بين إرادة الدولة وإرادة علماء الأزهر، حيث دعت إلي رد حق العلماء في اختيار شيخهم عن طريق ترشيح 3 أو أكثر تختار الدولة من بينهم واحداً. وفي السياق نفسه، شهدت الأوساط الدينية عقب إعلان وفاة «طنطاوي» دعوات لانتخاب شيخ الأزهر عن طريق هيئة كبار العلماء التي ألغيت بعد إقرار القانون 103 لتنظيم الأزهر عام 1961 وأن تتوقف الدولة عن التدخل في شئون الأزهر بوصفه مؤسسة دينية عالمية مثل الفاتيكان. وأكد الشيخ السيد عسكر الأمين العام الأسبق لمجمع البحوث الإسلامية ضرورة العودة إلي النظام القديم لاختيار شيخ الأزهر، حيث كانت هيئة كبار العلماء تقوم بترشيح اسمين ليقوم الملك ومن بعده رئيس الجمهورية باختيار أحدهما، وقال عسكر إن الاجتماعات التي يعقدها مجمع البحوث الإسلامية حاليا باطلة وغير قانونية، لأنه يعقد جلساته في غياب الأعضاء الثلاثين من العلماء غير المصريين، مشيراً إلي أن الأزهر مؤسسة عالمية وليست هيئة حكومية مصرية وسبق أن قام العلماء باختيار شيوخ للأزهر من غير المصريين. بينما يتم الآن تعيين شيخ الأزهر وفقاً لتقارير المباحث التي تقدم للحكومة، وهو ما أضعف الأزهر وهز مكانته داخل مصر وخارجها. وطالبت الدكتورة آمنة نصير الأستاذة بجامعة الأزهر بأن يتم انتخاب شيخ الأزهر عن طريق التصويت من جميع علماء المسلمين في أنحاء العالم. كما شدد الشيخ علي أبو الحسن رئيس لجنة الفتوي السابق بالأزهر علي اختيار شيخ الأزهر بالانتخاب، مؤكداً أن التعيين يطعن في عالمية الأزهر ويضعف مكانته، كما أكد الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر ضرورة أن يتم اختيار شيخ الأزهر من خلال مجمع البحوث الإسلامية الذي حل مكان هيئة كبار العلماء، ويؤكد يوسف البدري أنه لن يتوقف عند المطالبة باختيار شيخ الأزهر بالانتخاب ورفضه التام مبدأ التعيين لأنه يجعل شيخ الأزهر موظفاً في الحكومة.