فى الصباح، كان يربط جسد الصغيرة بالأحبال الغليطة، بعد ان يكمم فمها، علاوة على حجب النور عن عينها، بقطعة قماش، وفى المساء، كان يعزل جسدها الحبيس عن تلك القيود، ثم يعاجلها بضربة قوية على رأسها وانحاء جسدها وكلما صرخت المسكينة تزداد فرحته، وفى إحدى الايام ماتت البريئة، لتكشف التحقيقات بعد ذلك إنها توفت اثر جرعة زائدة من المخدرات، كان المجرم السادى يجبرها على تعاطيها . إختفت "جنى" من منزلها، وحل مكانها النواح والبكاء، فما حدث كان غريباً على أهل القرية، وفاجعة لأسرتها. وحسب الاوراق الرسمية، قالت الام ان ابنتها الصغيرة التى تبلغ من العمر ستة سنوات، نزلت الى الشارع كعادتها لتلهو مع الاطفال امام المنزل، وبعد ساعات جاءت اليها تستأذنها فى ان تقوم بتوصيل الطعام من جارتها الى ابنها الميكانيكى الذى يدير ورشه فى نفس الشارع، ثم عادت مرة اخرى لتلهو امام البيت، ولكن فجأة إختفت تماماً ولم تعود. والدها يشير خلال التحقيقات، إنه لا يشك فى احد، كما انه يستبعد ان تكون طفلته قد ضلت الطريق، فهو تخاف الإبتعاد عن المنزل، مؤكداً إنها لم تتغيب عن منزلها كل هذه المدة، وان هناك مكروهاً بالتأكيد قد اصابها، ربما يكون احد خطفها، وهو ما دفع رجال الشرطة الى البدء فى التحريات على الفور من أجل الكشف عن ملابسات إختفاء الطفلة الصغيرة، لكن بعد ساعات كانت تلك المفاجأة المدوية، التى كادت تعصف بعقول اسرة البريئة. والد جنى يعود مرة اخرى الى قسم الشرطة، ويخبر ضابط التحقيقات ان صفحة مريبة على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك "ارسلت له صورة لابنته وهى مكومة على الارض ومصابة"، مصحوبة بتهديد بإنه اذا لم يدفع المطلوب سيقوم بقتلها. وتابع الاب خلال بلاغه، ان المجهول اتصل به عبر الهاتف، وطلب منه ان يدفع مائة الف جنية مقابل اعادة جنى مرة اخرى اليه والا سيقوم بقتلها. ضابط الشرطة يحاول الإتصال بالرقم الذى اتصل منه المجهول، لكن يجده مغلق، ليبدأ فى تنفيذ مهمه الكشف عن مكان صاحب الرسالة، وبياناته الشخصية، وهو ما نجح فيه بالفعل خلال بضعة ساعات، لتنطلق مأمورية من رجال البحث الجنائى، ويداهمون عقار تحت الانشاء، ويجدون فيه شاب يبلغ من العمر الخامسة والثلاثين، وبجانبه جثة الطفلة الصغيرة التى ماتت نتيجة التعذيب. صدمة اخرى تلقتها الاسرة، عندما اكتشفت ان القاتل هو صديق والد الطفلة القتيلة، وانه قام بصيدها عن طريق قطعة حلوى، وعندما ذهبت اليه قام بإختطافها ووضعها فى هذا العقار. وفى التحقيقات، اعترف المتهم انه لم يكن يقصد قتل الطفلة البرئية، هو فقط احتطفها من اجل مساومة والدها على دفع مائة الف جنية بسبب عجزة عن تسديد بعض القروض، لكن بكاء الفتاة وصراخها الدائم دفعه لان يجبرها على تعاطى الاقراص المخدرة، حتى تنام لفترات طويلة، كما انه كان يتعدى عليها عندما تستيقظ من النوم، حتى تخاف البكاء والصراخ، والساعات الماضية لم تتحمل الصغيرة هذا التعذيب، ولفظت انفاسها الاخيرة. وفجر المتهم مفاجأة من العيار الثقيل، عندما اشار الى انه قام بتصوير الفتاة بعد موتها، وإرسال صورها لوالدها وهددته بإنه سوف يقتلها اذا لم يدفع المال، بينما هى كانت قد ماتت بالفعل. تم تحرير محضر بالواقعة وتم إحالة المتهم الى النيابة التي قررت بإجالته الى محكمة جنايات الجيزة التي قضت برئاسة المستشار السيد البدوي أبو القاسم، وكل من عضوية المستشارين عبدالمنعم عبدالستار ومحمد أحمد الجندي، وأمانة سر محمد فريد وسيد نجاح، بمعاقبة "عبدالرحمن" بإحالة أوراقة الى فضية مفتي الديار.