فى جريمة شيطانية بشعة يهتز لها عرش الانسانية وواقعة مؤلمة لأنتهاك آدمية الأطفال ودهسهم تحت الشهوات الحيوانية الحقيرة ونيران غرائزهم المجنونة التى تلتهم بالإغتصاب دون رحمة أعمارهم الصغيرة أو أجسادهم الهزيلة وفى مأساة وحشية مزكومة برائحة الوجع ضمن سلسلة الشر المستطير الذى يقوم من خلالها شياطين الانس بنهش أجساد براعم الطفولة بوحشية ولا يتركوهم إلا بعد أن تسيل دماء البراءة من أجسامهم رغم أن صفحاتهم مازالت فى دفتر أحوال الدنيا بيضاء وقلوبهم مازالت خضراء يرون الطيبة فى عيون جميع من حولهم. لتتكرر أمامنا فى السادس من نهار شهر رمضان الفضيل وقائع الطفلة "زينة" البورسعيدية من جديد مع الطفلة الجميلة "تسنيم" التى تركتها والدتها كعادتها تلهو مع أطفال الجيران أمام منزل الأسرة بعزبة الوكيل الريفية بكفر الدوار فى البحيرة دون أن تدرى أنها ستكون المرة الأخيرة التى ترتع وتلعب فيها طفلتها وأنها لن تراها ثانية بعد أن كتب القدر نهايتها البشعة على يد ابن خالها الصبى طالب الاعدادية الذى كمم فمها ونحرها ب "سكين " لتسقط الطفلة التى لم يبارح عمرها 4 سنوات مخضبة بدماء ذكية وهى ترتدى كامل ملابسها لا لشىء سوى الخوف من الفضيحة وفر هاربا بعد أن تحرش بها وعبث ببراءتها وتحسس أماكن من جسدها الطاهر بكل وحشية تحت تهديد السلاح. وراح "أحمد" هذا الوجه الكئيب " يتحالف مع الشيطان ليخلف وراءها جرحا غائرا على جبين طفولة ذنبها الوحيد أنها جرأت أن تستغيث بوالدها الذى يعمل بمزرعته المجاورة للمنزل بعد أن شعرت بشيئ غريب فرفضت ما قام به من تحرش وهى لا تعلم ما يخبئه لها القدر المحتوم الذى كان ينتظرها فى هذا اليوم المشئوم لتستيقظ عزبة الوكيل الهادئة على أصوات صراخ هز أركانها حزنا وألما على فاجعة ابنة القرية " ذات الوجه الملائكى الممتلئ دفئا وحنانا ومرحا , وما هى إلا لحظات حتى طاف خبر اختفائها كل أرجاء القرية التى شمرت وخرجت عن بكرة أبيها تبحث عن الطفلة وبعد ساعات إكتشفوا الفاجعة التى أبكت كفر الدوار بأسرها حزنا على زهرة طفولتها البريئة بعد العثور على جثتها مذبوحة ومسجاه خلف مسجد "الشرنوبى" بالقرية ولم ينسوا ذلك اليوم الأسود الذى شيعوا فيه أجمل فتاة وودعوها للأبد ويكتشفوا أن هذا الصبى الصغير قد تحول إلى وحش كاسر وذئب مفترس ويغتال براءة أقرب الناس إليه. البداية بلاغ تلقاه اللواء محمد خريصة مدير الإدارة العامة لمباحث البحيرة من المقدم محمد السيسى رئيس مباحث قسم كفر الدوار بإختفاء الطفلة "تسنيم" فى ظروف غامضة وأكدت أسرتها أنها كانت تلعب مع الصغار أمام باب منزل الأسرة وراحوا يبحثون عنها فى كل مكان حتى عثروا عليها جثة هامدة بالقرية ضبط المتهم " أحمد " 15 عاما ابن خالها واعترف أمام العميد خالد عبدالحميد بارتكابه الواقعة خشية افتضاح أمره وقررت النيابة حبسه على ذمة التحقيقات. رصدت "الأهرام" المشهد المروع داخل منزل تسنيم، حيث كان المشهد من أهلها وجيرانها حزين على فراق هذه الطفلة وزادت أحزان المنزل الذى لم يفارقه دموع الأهل لاتجف حالة من الهوس انتابت فارس الروميسى خال الطفلة والذى لايصدق حتى الآن أنها فارقت الحياة، مؤكدا أن والدها الأب المكلوم الحاج سعد أصيب بصدمة عصبية أفقدته الوعى وفقد النطق لحظة علمه بخبر مقتل نجلته، حيث تمنى أن يأخذ عمره ويعطيه لابنته فلم يعد النوم يجرؤ على الاقتراب من جفونه التى ترفض الاستجابة للنوم والابتسامة والطعام ولا تستجيب إلا لشيئ واحد دون غيره " البكاء". بينما الأم الثكلى "عزة" غابت عن الوعى تماما بعد أن احترق قلبها من هول الفاجعة وانفرطت فرحتها فى آبار الشجن ولبشاعة تفاصيل الحادثة بدت لنا وكأنها تلتقط كلماتها الهاربة من جديد بعد أن خطف الموت الرهيب فى لحظة غادرة لم تحسب لها حساب زهرة حياتها ونور عينيها "تسنيم" التى كانت بمثابة روحها لأنها كانت لا تتوانى فى خدمة الأب والأم وشقيقتها الثلاث وتبعثرت خيوط بهجتها فى دروب الحزن وإنطفأت لديها آخر شعاع للشمس وخلا المنزل من أصوات الضحكات واللهو واللعب وسكنت جدرانه العتمة وإهتزت أركانه من أصوات البكاء والعويل وقالت لو أدركت ذلك لقدمت روحى وحياتى وثروتنا وكل ما نملك فداء لهذا الملاك الطاهر المسكين .