تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة لبدء مفاوضات دولية للتوصل لاتفاق جديد لحظر تام للأسلحة النووية، علي الرغم من المعارضة القوية من قبل الدول النووية الكبري يعد بالفعل انتصارا دبلوماسيا علي كبار العالم بالأمم المتحدة، ويقودنا نحو تحقيق حلم غالبية دول العالم بإخلاء كوكب الأرض من أي مظهر من مظاهر التسلح النووي، والمصدر الأكبر لتهديد العالم بالدمار الشامل حين اللجوء إلي استخدامه، في حقيقة الأمر فإن مشروع القرار تقدمت به 6 دول هي النمسا وإيرلندا ونيچيريا وجنوب أفريقيا والمكسيك والبرازيل وبرعاية مشتركة من 34 دولة عضوا بالجمعية العامة وقد أقرته 123 دولة مقابل 38 دولة رفضته مما أثار موجة عارمة من التصفيق في القاعة.. وبدون شك فإن أمريكا وروسيا وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل كانوا من أبرز الدول المعارضة للقرار وبذلوا جهدا كبيرا علي مدي الأسابيع الماضية لمنع تمريره.. أما الصين والهند والباكستان فقد كانوا من أبرز الدول التي امتنعت عن التصويت.. أهم شيء أنه مع تمرير مشروع القرار فقد قررت الجمعية العامة عقد مؤتمر للأمم المتحدة العام المقبل بهدف التفاوض علي آلية ملزمة قانونا لحظر الأسلحة النووية وإزالتها بشكل تام بهدف التوصل لمعاهدة جديدة لمنع التسلح النووي وحظره تماما، علي كافة الأحوال فإن هذه بداية موفقة من أسرة المجتمع الدولي وتعد بمثابة لحظة تاريخية فارقة في مساعي دول العالم المستمرة منذ عقود لتخليص العالم من شرور الأسلحة النووية وبالرغم من صعوبة تخليص العالم من تلك الأسلحة بين ليلة وضحاها علي حد قول "بياتريس فين" المديرة التنفيذية للحملة الدولية للتخلص من الأسلحة النووية إلا أن مثل هذه الاتفاقية الجديدة حين التوصل إليها سوف تشكل معيارا قانونيا دوليا جديدا يمقت الأسلحة النووية ويجبر الدول علي اتخاذ إجراءات عاجلة للتخلص منها.