لا إله إلا الله ، الملك الحق المبين، سيدنا محمد رسول الله ، الصادق الوعد الأمين ، ها هي أنوار الهجرة النبوية المحمدية الشريفة تملأ قلوب أهل البصيرة بالنور والنقاء ، من قوله صلى الله عليه وسلم لصاحبه أبى بكر »إن الله معنا«، وهنا تنفجر المعانى الباطنية، حيث إن الهجرة ليست خاصة برسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم ولكنها هجرة من النفس الأمارة بالسوء إلى النفس المطمئنة ، ومن حروفها جهرت لكى يجهر كل مسلم عاشق لرسول الله بكل معانى القيم والنقاء والطهارة والإخلاص، ومن هجرة الذنوب إلى الحسنات، ومن هجرة الدنيا كلها إلى الآخرة للقاء ربنا الكريم الأكرم فيكثر من ذكر الله ويتقرب إلى الودود الغفار، حيث يثور الحب عشقاً إلهياً، حيث يقول الملك الجليل فى حديثه القدسى الأطهر «من طلبنى وجدنى ، ومن وجدنى عرفنى ، ومن عرفنى أحبنى، ومن أحبنى عشقنى، ومن عشقنى قتلته وديته عندنا»، ويهاجر على عشق سيدنا ومولانا رسول الله الأطهر وآل البيت عليهم وعلى جدهم الصلاة والسلام الذين أعلوا كلمة الحق وجاهدوا فى سبيل الله حق جهاده حتى أتاهم اليقين ، فيكثر من الصلاة والسلام على رسول الله فتعلو الروح وتسمو وتترقى إلى آفاق الملكوت وأنت بين الناس فى الدنيا لا تريد سوى رضا رب الناس وخالق الناس ومالك الناس ، الذى قال فى حديثه القدسى الأطهر الذى رواه رسول الله عن رب العزة سائلاً حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم «لمن السماوات السبع يا حبيبي يا محمد، قال له لك يا رب، ولمن السماوات السبع يا حبيبي يا محمد، قال لك يا رب، فقال له لمن العرش يا حبيبي يا محمد، قال له لك يا رب، فقال له لمن الكرسي يا حبيبي يا محمد، قال له لك يا رب، ثم سأل الملك العلام قائلاً سبحانه وتعالي: لمن أنا يا حبيي يا محمد، فلم يرد الرسول الأكرم، قائلاً: سكت تأدباً مع ربي، فقال الودود الغفار: أنا وأنت يا حبيبي يا محمد، وملائكتي لمن يصلون عليك» اكتب هذه السطور وأنا علي فراش المرض ونفحات الرضا تحاصرني من كل مكان، فقد كان خبر زملائي الذي يزلزل كياني بعدأن أصابهم المرض من صفوة رجال «الأخبار المسائى»، عم جلال بيومي الذي رغم فقره الشديد إلا أنه رجل يمتاز بالشهامة والمروءة وحبه لرسول الله، وأخى الكاتب الصحفي صاحب الخلق الرفيع وليد قطب، وأخى وزميلي العزيز ياسر ياسين المشهود له بالأدب والنبوغ في الإخراج الصحفي، نركض جميعاً راضين بقضاء الله فرحين بما أتانا الله من فضله، وراح كل منا يسأل عن الآخر والدموع تنهمر من أعيننا كالماء الساخن في البحار، ومن ورائنا دموع أولادنا وأهلنا وذوينا وأحبائنا ومشياخنا وكتيبة «الأخبار المسائى» بقيادة الفاضل الكاتب الصحفي جمال حسين، بكرم وفضل من أساتذتنا وزملائنا الأعزاء والزميلات الفضليات بدعائهم وكرمهم الفياض.. فاللهم بحرمة وبحق وبنور جاه مولانا سيدنا رسول الله، وبحرمة وجاه أوليائه الصالحين والملائكة المكرمين أن تشفينا وزملاءنا وتشفي مرضي المسلمين والمسلمات وأن تجعلها منحة بعد المحنة بعد أن تغفر ذنوبنا يا الله فأنت الشافي ولا باقي إلا أنت سبحانك وجميع الخلق مهاجرون إلى الله.