أنا لله وإنا إليه لراجعون هكذا اختتم حياه اعز الرجل وأخلصهم أبى الدكتور حامد جاد .انسحب من الحياة بهدوء وكبرياء رافضا أن ينكسر إمام الزمن رافضا أن يئن رغم الألم الذي الم بة بدون مقدمات هاجمه وبلا هوادة وبخداع لمعرفته بقوته التي اعتاد عليها فى هجوم أبى ليهزمه كل مرة ووفى هذه المرة اعتقد المرض بأنه تمكن منه فلم يعطيه ابى الشامخ لذة الانتصار فانصرف أبى بكل قوه دون أن يعلن انه هزم إلى دار الحق بلا مرض أيضا ولا هزيمة ..أبى رحلت عن الدنيا تركتني أتلمس الطريق بغيرك غابت شمسي وبك سأحيى لما قدره ربى لى ..أبى الرجل الشامخ القوى المتين الأمين أنت هكذا يا والدي الحبيب تركتني أنا وأخوتي بلا ناصح أمين هكذا فكرت شعرت بأنني تهت فى وسط هوس هذا الزمان المقلوب الذي نعيشه ..سأحمل نصائحك وحزمك لى وكل كلمه قلتها يوما بشده وأنا لم ارتضى بها مع الزمان عرفت معناه وماذا تعنيها ولأي وقت استخدمها اليوم عرفت كل التفاصيل "وسأعيش بجلبابك" يا أبى ولن اخرج منه يوما لا أنا ولا أخوتي أبدا طالما حينا هكذا وضعت العهد بجانبك وإنا أضعك تحت الثرى بجانب أمي والتي سابقتك وتركتنا هى الأخرى رحمكما الله ..أبى وضعت العهد بجانبك وأنت بلفافة البيضاء تنام مستقيم لم تقلقنا وأنت في الساعات الأخيرة تحملت حتى لا تزعج احد أنت يا أبى يا صاحب الكبرياء والفخر أغلقت عليك القبر وأنا اشعر بان الملائكة ستكون معك وستكون مثواك الجنة مع أمي..ربى اغفر لهما وارحمهما وجعلنا بان نكون الذرية الصالحة التي تدعوا لهما يا الله .أبى احكي لك يوم العزاء فلم يتركنا احد من الأهل والأحباب والأصدقاء لم أتخيل أن يكون يوم عزاءاك هذا المشهد المهيب لمقامك وجمع الحضور مهاب المقام ليكون ترجمه حقيقة لأصالتهم جميعهم من الأحبة فجميعهم كبار المقام ودين في رقبتي ليوم الدين لتقديرهم في مصابنا الغالي .عرفت قدرك وعرفت كيف ربيتنا ..مشاهد تذكرتها وأنت تصطحبنا ونحن صغارا إلى السرادقات لتقدم الواجب ربيت فينا هذا وعرفنا كيف يكون الواجب .. أبى لقد جاء لك كل من تحبهم و يحبوننا من كبار المقام ومن حدثتهم في ساعات الأخيرة جاء إليك من أحببتهم فلم يتركني احد من أساتذتي وزملائى وأصدقائي من الزمن الجميل شاركونا الحزن على فراقك يا أبى الحبيب شعرت بدفئى عميق منهم جميعا ..أقول وقول الحق في لحظات الضعف والفراق بأنه لم يتركني احد من أصدقائي وأخواني وأساتذتي بالمطار كبيرا وصغيرا التفوا حولي بحب شديد صغيرهم قبل كبيرهم عرفت بان الأيام تجمع المخلصين المحبين من قلوبهم الذين يشاركون الإحزان لأخ وابن وصديق لهم أحبهم جميعا .يوم عزاءك كان يوم جمع شمل العائلة بالكامل ..أبى عشت كبيرا وموت كبيرا وحبيبا زرعت فينا هذا فأحبنا الناس (ومن أحبه الله أحبه الناس) وستظل زمرا لي ولأخوتي ما حينا كبيرا شامخا ولن انسي يوما ما قلته لي ولن تموت أيامك يا اعز الرجال وأقول لك أخيرا "سأعيش بجلبابك "فى حبك لوطنك ونكران لذاتك يا والدي الحبيب ..وأصلى واسلم على سيدي وحبيبي ومعلمي الرسول الأكرم المصطفى محمد