اللواء عبدالوهاب عبدالعال:خطة الحرب تغيَّرت بناء علي معلومات توصلت إليها

»سلمان حسب الله سالم»‬ لم يكن سوي اللواء عبدالوهاب سيد عبدالعال، الضابط المصري المزروع خلف خطوط العدو في سيناء عام 1968 وظل بها 9 أشهر يتخفي ويتنقل من مغارة إلي أخري ليرسل المعلومات التي ساعدت في تغيير خطة الحرب، حيث طلب اللواء محمد صادق عودته الفورية لمناقشته في خطورة المعلومات التي أرسلها لهم.
ويقول اللواء عبدالعال: كنت أعمل في المخابرات الحربية والاستطلاع خلف خطوط العدو وحضرت ثلاث حروب 1967 وحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر1973، انتقلت خلف الخطوط في 1968 لمدة تسعة شهور انطلقت من السويس في ملابس بدوية ومكثت في مغارة طوال هذه المدة وفي الرجوع حاولت العودة أكثر من 12 مرة إلي أن نجحت في المرة ال13 فكان هناك إصرار من الفريق محمد صادق لعودتي لمناقشتي في الصور التي أرسلتها والتي كانت سببا في تغيير خطة حرب أكتوبر لأنني أثناء عملي قمت باستكشاف موقع هيكلي مموه في منطقة »‬صيد الحيتان» شيده الجيش الإسرائيلي وجمع فيه الدبابات غير الصالحة والصواريخ التي لا تعمل والرادارات الكرتونية وقام ببناء سور فاستنتجت القيادة المصرية بأن ذلك موقع عسكري ووضعته في إطار المستهدف في خطة الهجوم، بعدما قمت بتصوير ذلك الموقع، وأرسلت الصور إلي القيادة العامة للقوات المسلحة، فقرروا تغيير خطة الهجوم، وعند إعلان الحرب، كانت هناك مجموعات داخل سيناء قمت بتشغيلها، وكان لها الفضل في العديد من انتصارات حرب أكتوبر.
يواصل: تم اكتشاف الموقع الذي كنت أختبئ فيه عن طريق بنت بدوية صغيرة ترعي الغنم رأتني وأنا أملأ »‬الزمزمية» من إحدي الآبار وذهبت وأخبرت أهلها وحضر أبوها بعدها ودخل إلي المغارة وقال لي ماذا تفعل هنا؟ فقلت له أسوي الدروب لعبور الإبل والجمال، لكنه نظر إلي سقف المغارة وعرف أنني هنا من فترة فقد اكتشف مكان آثار الدخان علي سقف المغارة فذهب لإخبار أخيه شيخ القبيلة الذي كنت أخبرته عن مكاني واتفقت معه علي الاختباء في هذه المغارة.
وفي إحدي المرات كنت أنتقل مع شيخ القبيلة بسيارته وإذا بطفل صغير يوقف السيارة ويقول إن »‬أبو داوود» في »‬المجعد» وهو مكان لاستقبال الضيوف في سيناء وهو ضابط مخابرات إسرائيلي وفي عرف البدو لا يجوز لك المرور من أمام المجعد بدون الدخول وشرب القهوة فنزلت من السيارة واختبأت أكثر من ساعتين في مكان لتدشين التبن وسط درجة حرارة 50 درجة.
ويضيف: جمعت القمامة والأوراق الخاصة بالمعسكرات الإسرائيلية في سيناء قبل الحرب لترجمة ما فيها لكي أعرف ما بها من نوعية الأسلحة وتحركات الجيش الإسرائيلي.