في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي روعت نيويورك وواشنطن.. وبعيداً عن التحقيقات في العمليات المتزامنة نفسها من منفذيها وكيف تمكنوا من تنفيذها.. سيطر سؤال مهم واحد علي الرأي العام الأمريكي، السؤال كان يقول ما الذي فعلناه للعرب والمسلمين لنستحق كل هذا الكره.. ؟؟ المفاجأة التي كانت بانتظار الرأي العام المغيب في أكثر الدول إدعاء للديمقراطية والحرص علي الحريات... أنه لم يكن هناك إجابة واحدة لهذا السؤال وإنما عشرات الأجوبة وكلها تقول بأن عدوانية الولاياتالمتحدة وحلفائها تجاه المسلمين والعرب والتي تصرخ بها مئات الوقائع التاريخية والحاضرة المعاصرة التي ارتكب فيها معسكر الغرب المعادي الذي يقوده البيت الأبيض » جرائم » ضد المسلمين والعرب بمسيحييهم ومسلميهم، هذا غير تأمينهم الدعم والغطاء لكل جرائم الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين وفي دول الطوق العربي ( المواجهة )...، »هي» هذه العدوانية ما جرت علي الأمريكان كره المسلمين والعرب والذي قاد إلي استباحتهم قتل المدنيين الآمنين في ديارهم وأعمالهم..!! نعم استوعب قسم معتبر من الرأي العام الأمريكي الأسباب التي دفعت بشباب من منطقتنا لقتل أنفسهم لقتل الآلاف من أبنائه.. لكن حالة الاستيعاب والفهم تلك لم تترك لتنتشر ولترسخ في العقلية الأمريكية والغربية عموماً... فالآلة الإعلامية المهولة عظيمة التأثير في الولاياتالمتحدة وغيرها من بلاد الغرب، دفعت بالرأي العام لوجهات أخري تتوافق وكل ما تريده الإدارة وأجهزة الاستخبارات من ترهات وأباطيل، حتي صارت الإجابات النموذجية التي يعتمدها الرأي العام الأمريكي والغربي تتلخص في عدة نقاط أولهاt هم يكرهون الحرية التي هي أسلوب حياتنا ويريدون تدميرها، وثانيها لأن حكامهم طغاة ولأنهم يعيشون في ظل ديكتاتوريات تحجب عنهم الحريات، وثالثها والذي تعاملوا معه بحذر أكثر هم إنهم مسلمون والإسلام دين قتل.. !! عموماً واياً كانت خلاصة ما بلغه الرأي العام هناك علي حافتي المحيط فهذا ما جري عندهم، والحق أني وبعد أن عشت في هذه الدنيا قرابة الخمس عقود أجدني أتساءل، لماذا كل هذا الكره من الغرب لنا.. لماذا هذه العدوانية التي حتي بقراءة التاريخ نجدها تمرر وتورث عندهم من جيل إلي جيل..، في بلادهم قامت إمبراطوريات وسقطت، تبدلت أنظمة ودول وتغيرت حدود، بل وفتحوا واستوطنوا قارات العالم الجديد، وكل ذلك لم يبدل أو يغير من عدوانيتهم تجاهنا..، حتي في التاريخ القريب لم تكن بين ظهرانينا جماعات الإرهاب، فأنشأوها واستخدموها ضد بلادنا ويستخدمونها اليوم ذريعة لمزيد من القتل والتدمير هؤلاء الذين أعادوا الصومال وأفغانستان إلي ما قبل التاريخ، هؤلاء الذين احتلوا ودمروا العراق.. وهدموا ومزقوا ليبيا.. وبعدهم مصرون علي تدمير وتقسيم سوريا.. هؤلاء الذين لم يخفوا إصرارهم علي تمكين عصابة الخوارج الإخوانية من مصر.. هؤلاء الذين يكرهوننا كل هذا الكره لا إجابة واحدة تحمل ما يبرر لهم العدوانية... أمس قتل وأصاب الطيران الأمريكي 180 ضابطا وجنديا سوريا، ليفسح المجال أمام الدواعش للسيطرة علي مطار دير الزور.. فهل أكثر من ذلك شهادة علي عدوانيتهم !!